الذين يعرفون الشعر العربي يعرفون قيمة العمالقة الكبار الذين أعادوا له رونقه في القرن العشرين، وعلى رأسهم شاعر العربية الكبير عاشق الشام وياسمينها.. (نزار قباني).. ونزار القائل: لا تسأليني عن كتاب حياتي إن الحديث يطول يا مولاتي هو الشاعر الخطير.. الذي أدهش العالم منذ خمسين عاماً.. وهو يصدر في ساو باولو في البرازيل ديوانه «سامبا»: «غط قوسه في شرايين الشفق.. خشب القوس احترق حين مسه.. وأشارا..». شيء غريب حقاً أن يصور الشاعر الكبير رقصة السامبا في بيتين من الشعر.. ü ونزار الذي يعرِّف القصيدة بأنها طائر أسطوري يحمل على ظهره التاريخ والحياة والكرة الأرضية.. يعود إلى إهاب التاريخ فيأخذنا معه إلى أمجاد أجدادنا وآبائنا الأوَّلين في غرناطة والأندلس المفقود وقصر الحمراء.. فيصوِّر ذلك في لقائه بفاتنة أسبانية في مدخل قصر الحمراء.. فيقول: في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما أطيب اللقيا بلا ميعاد عينان سوداوان في حجريهما تتوالد الأبعاد من أبعاد هل أنت أسبانية ساءلتها قالت وفي غرناطة ميلادي غرناطة؟ وصحت قرون سبعة في تينك العينين بعد رقاد سارت معي والشعر يلهث خلفنا كسنابل تُركت بغير حصاد الزخرفات أكاد أسمع نبضها والزركشات على السقوف تنادي والياسمينة رصعت بنجومها والبركة الذهبية الانشاد وبعد عزيزي المستمع ولا أقول القارئ.. هذا هو نزار قباني.. وهذه هي مساحات الجمال الشاغرة بعد رحيل هذا الشاعر الإنسان النبيل..