راصد بيت الأسرار شهد موقفاً وسمع تفاصيل ما ورد فيه من عبارات داخل حدائق مجلس الصداقة الشعبية قبل يومين، ولم يكن الراصد قد ذهب إلى هناك متسللاً، بل كان يمشي بين الناس مزهواً على اعتبار أنه مدعو بصفة رسمية ليكون أحد حضور حفل الوداع الخاص الذي أقامه أبناء دارفور في العاصمة لسعادة السفير القطري على حسن الحمادي.. وقد شهد حفل الوداع عدد كبير من القيادات في مختلف المواقع، من بينهم الدكتور السيسي والأستاذ محمد بشارة دوسة وزير العدل، والدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية مسؤول ملف دارفور وآخرون. الراصد فضولي، وشعر بتعب شديد من متابعته لحركات وسكنات الناس، فظل طوال فترة الاحتفال يوزع عيناً إلى جهة الشمال وأخرى نحو اليمين وأذناً نحو الغرب وأخرى نحو الشرق، ويحاول أن يجمع الأحداث المختلفة في مشهد واحد، وتابع ظهور أحد أبناء دارفور من أصحاب القبول والنفوذ وهو يهمس في أذن الدكتور أمين حسن عمر، ويقول له شيئاً حرك كل الفضول الذي في داخل الراصد، فانتقل إلى جانب الرجلين دون أن يشعرا به، وركز كل حواسه لالتقاط الحديث الذي شعر بأنه مهم، فوجد الرجل يشكو مر الشكوى من والي شمال دارفور الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر، ويقول إنهم كحركة تحرير وعدالة لا يجدون أي ترحيب أو تعاون معه، وإن الدكتور السيسي بصفته رئيساً للسلطة الانتقالية يعاني كثيراً من ذلك.. ضرب الدكتور أمين موعداً للرجل للاجتماع به في مكتبه، واعتذر بأن لديه حلقة تلفزيونية على قناة النيل الأزرق في برنامج مراجعات.. ثم خرج.. وفي ذات الليلة شاهد الراصد الحلقة مباشرة، لكنه لم يعرف أن كان اللقاء قد تم أم لا..!!