تلقيت دعوة كريمة من سفارة دولة قطر الشقيقة بالخرطوم لحضور حفل الاستقبال الكبير لدولة قطر الشقيقة الذي أقامه سعادة السفير القطري الأستاذ على بن حسن الحمادي بمنزله بالمنشية يوم الاحد الماضي، وذلك على شرف ذكرى اليوم الوطني وتخلداً لذكرى اليوم التاريخي الذي قاد فيه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله شعبه الوفي نحو تأسيس وإرساء قواعد الدولة الحديثة، وقد انتهزت سفارة دولة قطر الشقيقة هذه المناسبة العظيمة الطيبة لتحتفل أيضاً بوداع سعادة السفير الأستاذ على بن حسن الحمادي بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسودان التي استمرت لثماني سنوات طيبة خضراء شهدت على يديه العلاقات السودانية القطرية تقدماً واسعاً على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها إلى جانب الدور الكبير الذي لعبه سعادة السفير الحمادي في تنمية تلك العلاقات بدعمه المقدر وجهده المتواصل ومبادراته القيمة التي أسهمت بشكل مباشر في تعزيز التواصل الذي يربط البلدين الشقيقين. إن الفترة الطيبة التي قضاها سعادة السفير الحمادي بالسودان والتي امتدت منذ عام 2003م وحتى عام 2011م كان فيها سعادته شعلة من النشاط المتواصل الذي أكد أن سعادته كان مثالاً للسفير الناجح، وقد شهدت العلاقات السودانية القطرية خلال هذه الفترة الطيبة نقلة نوعية في التعاون المثمر بين السودان ودولة قطر الشقيقة خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري الذي شهد تقدماً كبيراً واسعاً ونمواً كبيراً تمثل في زيادة حجم الاستثمارات التي جاءت بفضل مبادراته ورعايته الشخصية إلى أن تم تتويج هذه الجهود بانعقاد الملتقى الاقتصادي السوداني القطري الذي انعقد مؤخراً بقاعة الصداقة بالخرطوم برعاية كريمة من الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية وتاكيداً على أهمية هذا الملتقى فقد تفضل سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد القطري بقيادة الوفد القطري في الملتقى الذي أدت مخرجاته إلى إنفاذ شراكة إستراتيجية بين البلدين الشقيقين اللذين امتدت علاقتهما الدبلوماسية لأربعين عاماً. عودة إلى حفل الاستقبال الذي خاطبه في البدايه سعادة السفير الأستاذ على بن حسن الحمادي مشيراًإلى أزلية وخصوصية العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتحدث بعده الدكتور عوض الجاز وزير النفط ممثلاً لرئيس الجمهورية، وقد شارك في حضور حفل الاستقبال كوكبة من الشخصيات الرسمية والحزبية ومن الرسميين السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية والدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الانتقالية لدارفور والدكتور أمين حسن عمر المحاور القوي الذي تكللت جهوده الشاهقة بالتوقيع على اتفاق الدوحة الشهير وقد بدا الدكتور أمين وهو يتدفق حيوية ونشاطاً وتهذيباً بلا حدود، ولعل اللافت للنظر حضور الشيخ حسن الترابي الذي بدا بحيوية دافقة، فقد ظل واقفاً في هذا الحفل لساعات طوال، وكان محط انظار الجميع وكان يتجاذب أطراف الحديث مع الجميع ومن بينهم الأب فيلو ثاوس فرج كاهن كنيسة الشهيدين بالعمارات.. ولعل اللافت للنظر غياب الصحفيين والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف عدا نجم الصحافة السودانية الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير عروستنا «آخر لحظة» والأستاذ صلاح حبيب الذي بدا أنيقاً في حديثه وهندامه ومن نجوم الاحزاب كان حضور الدكتورة مريم الصادق المهدي مميزاً ومن الاعلاميين كان حضور نجم برنامج «مؤتمر اذاعي» الأستاذ الزبير عثمان أحمد له شأن خاص ومن الفنانين كان حضور الأستاذ الفنان حمد الريح ومن الحضور أيضاً الأستاذة الصحفية الشاهقة ماجدولين محمد صاحبة الصوت الصحفي الساطع والقلم النابض بالدفء والحس الصحفي النادر. اتسم حفل الاستقبال بالكرم العربي الأصيل الذي اشتهرت به دولة قطر الشقيقة وكانت السفارة ايضاً وضمن هذا الاحتفال قد احتفت بمقدم السفير الجديد الذي هو الأن في طور إجراءات تقديم أوراق اعتماده سفيراً لدولة قطر بالخرطوم الذي سيكون بإذن الله خير خلف لخير سلف. ودولة قطر الشقيقة وبقيادة أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد أطال الله عمريهما كانت قد شهدت تقدماً هائلاً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي هذا السياق نقلت الفضائيات العالمية عشية الاحتفالات باليوم الوطني تصريحات سعادة عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية: إن دولة قطر قد شهدت نهضة فعلية وإنجازات هائلة بدأت مع تولي الأمير الشيخ حمد مقاليد الحكم قبل اكثر من (15) عاماً، وقد أحدث جهده في كافة المجالات قفزة هائلة في مجال التنمية الشاملة والتحديث الكبير في القطاع التعليمي والصحي وتطوير الموارد البشرية وتعزيز دور القطاع الخاص القطري والإنجازات الهائلة والنوعية لقطاع النفط والغاز حيث أصبحت قطر عاصمة للطاقة النفطية وتسييل الغاز بما مكن قطر من إنتاج (77) مليون طن سنوياً. وكان إنتاجها من البترول قد وصل إلى أكثر من مليون برميل، كما دشنت قطر في نوفمبر الماضي أكبر مشروع لتحويل الغاز إلى سائل (GTL) بطاقة (260) ألف برميل وبكلفة (19) مليار دولا،ر وذلك لتوفير الوقود النظيف عالى الجودة، وكذلك المكثفات وغاز البترول السائل والايثان كما ان فوز قطر باستضافة وتنظيم الحدث العالمي الأبرز وهو مونديال (2022) يعتبر إنجازاً تاريخياً ومفخرة يعتز بها كل العرب، وأشار سعادة عبدالله بن حمد العطية أن سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني قاد أيضاً خطط الدولة الرامية لتطوير الاستثمارات القطرية في الخارج لتنويع مصادر الدخل وتعزيز القاعدة الإنتاجية والتصديرية لقطر في كافة المجالات مشيراً إلى أن السياسة الحكيمة الرشيدة قد وضعت قطر في المرتبة الأولى على مستوى التنافسية العالمية كما حصلت قطر على تصنيفات متقدمة اقتصادياً واستثمارياً وفقاً لما هو معمول به في المؤسسات الاقتصادية العالمية الكبرى. أما في المجال الاجتماعي للإنسان القطري كانت قد قدمت قطر تجربة انسانية هائلة في المجال الطوعي حيث قامت بتكوين الاتحاد العربي للعمل التطوعي ولأهمية هذه التجربة الإنسانية فقد أوكلت مسؤليتها إلى الشيخة الدكتور منى بنت سحيم آل ثاني حيث أن الاتحاد يضم (16) دولة عربية، وهناك روافد للاتحاد في كافة الدول العربية ومن بينها السودان حيث تم بحمد الله قيام المركز السوداني للعمل التطوعي بقيادة الاستاذ هشام الريدة وقد تم اختياره نائباً للرئيس وهذا بالطبع تشريف للسودان حيث كانت المنافسة على هذا المنصب تضم (14) دولة عربية. بقى القول أن السودان يضع قطر في خاطره وقلبه واهتماماته .. التحية لهذا الوطن الجميل الذي رد التحية لقطر فكان قيام الملتقى السوداني القطري الاستثماري.. وكل عام وبلادنا الحبيبة وقطر بألف ألف خير.