راصد بيت الاسرار تجّول في أحد أمسيات الخرطوم الباردة وطاف على عدد من المواقع في شارع النيل، ولفت نظره قلة المتنزهين في أمسيات الشتاء، لكن لفت نظره أكثر مساء الجمعة وجود عدد كبير من السيارات امام فندق كورال (هيلتون سابقاً) اضافة الى حضور كبير، لمح من بينهم البروفيسور مأمون حميدة، وزير الصحة بولاية الخرطوم والبروفيسور الوزير حسن ابو عائشة وقيادات من وزارة الصحة الاتحادية والولائية ومجلس التخصصات الطبية، فقال الراصد لنفسه ان الامر لا يعدو ان يكون احتفالاً تنظمه جهة ما للوزير الجديد.. ومع لحظة التفكير تلك شاهد الراصد عدداً من رؤساء تحرير الصحف الكبرى وعدداً من كتاب الاعمدة اليومية، فتحركت غدد الاستشعار لدى الراصد فإنحشر مع الداخلين ليجد نفسه داخل قاعة الاحتفالات الكبرى بفندق (كورال) فجلس قريباً من المائدة المخصصة لرؤساء التحرير وكتاب الأعمدة وعلم ان الذي يجري هو احتفال تقيمه وزارة الصحة الولائية بمناسبة عودة عدد من الاخصائيين الذين نالوا تخصصاتهم من خارج السودان في مجلات عديدة وان الاحتفال ترعاه شركة فاست الطبية.. وشاهد الراصد الدكتور معز حسن بخيت الطبيب المعروف وناشر صحيفة «الحقيقة» المتوقفة فظن انه مدعو باحدى الصفتين لكنه فوجيء عندما تحدث الدكتور مأمون حميدة مخاطباً الحفل وقال ان الدكتور معز حسن بخيت الان هو مدير الاعلام والعلاقات العامة الجديدة بالوزارة. راصد بيت الاسرار سمع رئيس تحرير احدى الصحف يقول لزملائه ان هذا الجمع الكبير من الصحفيين لا يقدر عليه الا (القصر) او الدكتور (معز). الشينة منكورة! ü راصد بيت الاسرار نقل نشاطه في الرصد والمتابعة والتنصت هذه المرّة الى ولاية النيل الابيض بعد ان سمع وعلم ان قيادياً كبيراً بالحزب الحاكم يزور الولاية.. الراصد كلّف احد معارفه ليكون قريباً من الأمكنة التي يزورها القيادة الكبير الذي تعّرض لمحاولة اعتداء وهجوم قبل أيام في احدى الندوات لمناصرة شعب شقيق داخل دار حزب قومي معارض، وكلف الراصد ذلك الشخص بنقل ما يراه مهماً او غريباً ولم يخّيب الرجل الظن فيه، اذ اتصل بالراصد عند الثالثة من ظهر أمس وقال له ان القيادي الوطني تلقى محادثة هاتفية من الشيخ الكبير في الجانب الآخر، -يكفِّر له عما حَدث الوطني شكر الشيخ وتَحّدث اليه بذات اللغة المؤدبة التي عرفت عنه، لكن الراصد سمع من كان قريباً منه يتحدث لآخر وقال له انها محاولة لدرء التهمة وصرف النظر عن الصاقها بالجماعة لأن (الشينة منكورة». لو عرف السبب راصد بيت الأسرار كان هذه المرة يتجول في الشارع الرئيسي غرب المدينة، وجوار البقالة المعروفة لعدد من قاطني المنطقة والعاملين بها، الراصد اقترب من المبنى الذي يتبع للمؤسسة التي أثار مديرها ضجة في الأيام الماضية حول الأداء والمخالفات التي طفحت في الخارج. في مكتب الاستقبال وجد الراصد همساً يدور حول الخلاف الذي نشب بين المدير ونائبه، الذي جاء منقولاً من الولايات قبل فترة، المدير طلب من نائبه عدم التدخل في ما لا يعنيه، وأن يلتزم حدوده بعيداً عن الملفات إياها!! بعض الأجاويد القدامى تدخلوا وفضوا النزاع، ولكن النتيجة في اليوم الثاني كانت مذهلة، فقد نقلت موظفة مسكينة لا ذنب لها الى الفرع البعيد، واذا عرف السبب بطل العجب.