أخي وحبيبي دوماً وأبداً مؤمن الغالي: لك التحية مثنى وثلاث ورباع لك التحية وأنت تقول الحقيقة في زمن أصبحت فيه الحقيقة غائبة تماماً.. حقاً أنت غالي وابن الغالي كما أن غلاوتك تؤكدها حقيقتك في زمن الزيف المنتشر ونحن نتلهف وعد اللقيا لعمودك «شمس المشارق» ولقلمك الذي يأبى بمداده إلا للحقيقة وأشهد الله أن عمودك أصبح لي شخصياً ولأكثر الناس من عشاق هذا العمود مثل مسكن الألم «نعم ألم الحياة» التي كابدها أبناء الوطن من سياسة الحزب الشمولي الحاكم. أخي مؤمن كل الشعوب تحررت كما أننا نراها يوم بعد يوم تحتفل بنجاح ثورتها وتحريرها من الطغاة الجبابرة ونحن مكتوفي الأيدي نتفرج على الذي يحدث يوماً بعد يوم ابتداء بالمشاريع الزراعية وانتهاءاً بخصخصة آخر الشركات الحكومية بحجة دعم الاقتصاد الوطني.. يا لهم من اقتصاديين؟ كما أننا نتفرج على الغلاء الطاحن الذي طحن قلوبنا خوفاً من الذي يأتي بعد لماذا؟ ونحن الذين صنعنا الثورة في العالم العربي والأفريقي والرأسمالية الطفيلية تسيطر على أسواقنا وكل أملاك الشعب.. نعم إنه كل يوم تزداد قناعتنا أن قوة الإنسان لا تعلو فوقها إلا قوة الرحمن.. أم أسكنتنا شعاراتهم الهادرة التي يتبادلونها واحداً تلو الآخر خوفاً من اللحوق بقطارات العرب رغم سكون شوارع الخرطوم. أما بالنسبة لردك لمداخل «شمس المشارق» عن أن جيلكم حظى ببعض الأشياء هذه حقيقة.. لكن علينا ألا ننكر أنكم جيلٌ قوي مصادم واع مثقف. أود أن أخبرك يا مؤمن لو أنك درست ملبسنا ومسكننا وبقية العلوم الهلامية كمواد تدرس لما خرج جيلكم بهذا.. ولهذا يكون طبيعياً جداً أن يكون في الحال مستوى الذوق «اضربني بمسدسك- وينتج هذا الجيل أغنية قنبلة أيضاً». دعوني أضف لكم أن هذه النتائج من الحكومة أدت إلى فشل هذا الجيل وهذا يعد نجاحاً لثورتهم التي تعمدت تجهيل هذا الجيل والشعب كل الشعب ليس الطلاب والشباب فقط.. ابتداء بما ذكرناه من ضعف التعليم انتهاء بيوم «9» يناير يوم الحزن والأسى اليوم المشؤوم الذي فصل أوصال هذا البلد وكانت عملية الاستئصال من أحشاء الشعب السوداني أجمع.. نعم عار في جبين حكومة الخرطوم وقاداتها الذين رفعوا عقب انقلابهم إنقاذ الوطن شعاراً والإسلام راية يعملون تحت مظلتها من أجل سودان واحد موحد وشعار التوجه الحضاري الذي قاد السودان إلى هذا المصير.. ومنبر السلام العادل يحتفل وقد يحتفل بجنوب آخر وآخر وآخر.. في ظل هذا النظام أخاف أن تفصل أم درمان عن الخرطوم رغم عشقهم الأبدي لولا كانوا يقطنونها. هل انتظار الحالمين بالحرية والعيش الكريم يطول كما قالوا.. أحسب أن هذه أيام العظة والاعتبار شاهدنا الذين يسبون شعبهم وينعتونه بعديم الفهم ويشبهونه بالحيوان أين هم الآن.. أنا حقيقة متفائل بالذي يحدث عسى ولعل تعقبه تداعيات مثل الذي يحدث في العالم العربي.. السؤال كما ذكرت في هذا العمود نحن الذين أتينا بالثورة في العالم العربي الأفريقي.. أم نحن نحتاج إلى أستاذ يحدثنا عن أزمة الثورة في الحال وأزمة المثقف والثورة أيضاً. لك خالص تحياتي ود الحسن «جامعة النيلين- المناقل» ü من المحرر الأخ ود الحسن.. لك التحايا وشوق لا يحد.. ثم شكراً ولكني لا استحق حرفاً واحداً من ثناء ليس في موضعه.. أنا صديقي لا أكتب إلا من وحي هذا الشعب العظيم.. هو الذي ظل يلهمني.. ويعلمني.. نعم أنا أكتب بلسان الفقراء والغبش من بني وطني.. ليس لأستاذية كاذبة.. ولا وصاية مقيتة.. أكتب فقط لأني من قلب هؤلاء.. أقاسي ما يقاسون.. وأتعب عندما يتعبون.. وأحزن عندما يحزنون.. ظللت أبداً أكتب للإخوة في الحكومة مبصراً.. ناقداً.. وأنا أضيء لها مواقع الخلل.. وأماكن الذلل.. حتى يعبر السودان.. هذا المنعطف البالغ الحرج والخطر في مسيرته التي أتمنى أن تكون آمنة وناجحة.. لك وافر شكري.. وتقديري مؤمن