الأستاذ الغالي.. الأديب الأريب مؤمن الغالي صاحب شمس المشارق لك التحايا والود والتقدير أولاً إني سعيد بأي قلم صادق وأشد سعادة وخصوصية بقلمك حد النشوة.. كيف وأنك في كل فجر شمس مشرق تأتي لنا بالمدهش والمخيف. ثانياً أسمح لي أن أقتحم عمودك من غير ميعاد والذي هو ملك للشعب والناس عامة.. تابعت يا أستاذ وكعادتي كل يوم أتابع باهتمام ما يخطه يراعك.. منذ البكور وحتى الخلود إلى النوم تكون معي.. يعني يا أستاذ مدمن عديل كده.. والحمد لله إني أدمنت شيئاً جميلاً أعتز به هو عمود شمس المشارق لصاحبه مؤمن الغالي.. تكتب يا أستاذ أنت مخاطباً المسؤولين والحكام والوزراء إنابة عن شعبك تكتب لهم عن معاناتهم وتعبهم.. تخاطبهم بأدب تحسد عليه.. وشجاعة تفوق عنتر بن شداد.. وموضوعية ونقد بنَّاء، فلك التقدير والود.. تحمل هموم ومعاناة وكدح شعبك منذ الصباح وحتى ميلاد فجر جديد.. أستاذي.. أنا لست بالشخص المؤهل حتى أكتب عنك.. نعم والله.. لكن هي خواطر تجيش بداخلي.. كل هذا كوم وما أريد أن أخاطبك به دا «كوم آخر» كتبت في عدد الخميس الموافق 7/10 مخاطباً الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم بأن يستجيب لك بإبقاء الدكتور أبو كساوي معتمداً لأم درمان في التشكيل القادم.. ويا الله !. أبهى الحروف وأجملها وأصدقها كتبها قلمك في ذلك اليوم.. منتهى البسالة والشجاعة والفروسية وقمة الأدب.. وقلت له لم يكن لك أرهف من السبيبة في فوزكم لولاية الخرطوم في الانتخابات السابقة؟ لكنك مواطن تعيش في ظل حكمهم وتتمتع بكامل الحقوق مستشهداً له بقصة الرجل الذي قتل أخ الفاروق عمر الخليفة العادل.. وأقسمت بأنك لم تر مكتب المعتمد يفتح شرقاً أم غرباً ولا في أي طابق.. لله درُّك يا مؤمن.. والحديث يطول ويطول ولكن.. أما عن الحبيبة أم درمان والتي خاطبت بها الخضر.. فأنت منها بل «أسيادا عديل كده» ويكفي أنك ابن الغالي الجعلي.. وود ودنوباوي.. وأهلك الجبلاب.. وعاشق النجمة.. ومن المحظوظين الذين عشت وشاهدت زمن أم درمان رياضة وثقافة واجتماعيات وخلقة وأخلاق ناس زمان.. ومازلت تعيش فيها منذ النشأة وحتى الآن.. هذا على سبيل المثال لا الحصر.. وووو.. لذلك «الوجع لا يحس به إلا صاحب الوجعة» فأم درمان ما هي أم درمان الزمان فأصبحت تضيع من بين أيادي أهلها الكرام.. فهل من عودة تاااااني يا أستاذ؟ ولكن الأمل فيكم وفي كل أم درماني أصيل خرج من رحمها غيوراً عليها.. حتى تعود سيرتها الأولى وأخيراً تقبل مني هذه المداخلة البسيطة البائسة حروفها أمام حروفكم الجميلة.. ودمت يا الغالي مؤمن لوطنك وشعبك النبيل.. وأهديك التحايا والشوق والغرام- أم در يا حبيبة مني الاحترام غزوك الأكارم والأمراء الكرام- أبو كدوك وود نوباوي والمهدي الإمام. أشرف عبد الله علي محمد خير أم درمان صديق ومدمن شمس المشارق من المحرر الأستاذ/ أشرف لك باقات ملونة من الود.. وأنغام طروبة من العرفان.. ولمثلك نكتب.. للذي يحمل الوطن في تجاويف صدره.. تميمة وقلادة.. لا يهم إن كان في صفي أو الصف الآخر.. إني احتفي أيضاً بالصف الآخر.. الذي يناهض فكري وأطروحتي.. وتفكيري.. وحلولي.. ما دام ينشد أيضاً تعظيم الوطن.. والموت حباً في شعبه المجيد النبيل.. أكن حباً شاسعاً للخلاف.. الخلاف الموضوعي والمناقشة والحوار في إطار الوطن لنصل إلى أنجع الطرق التي تدفع بالوطن في مسيرته القاصدة قلب الشمس.. شكراً جزيلاً.. وأكرر مهتبلاً سانحة رسالتك لأكرر رجائي وأملي بل واستعطافي للسيد الدكتور الخضر والي الخرطوم.. ليبقي لنا الدكتور المهذب الخلوق.. المحب لأم درمان.. معتمداً لأم درمان.. نعم أنا أحب كل شبر من سهول وتلال وهضاب وغابات وأنهار وطني الجميل.. ولكني أحب أكثر أم درمان.. وأرجو ألا يؤاخذني أحد فيما لا أملك.. أنا لا أملك ولا أكاد أسيطر على شعوري ومشاعري وهي تتدفق حباً وصبابة وولهاً وتولهاً بأم درمان.. فقد رضعت من لبن صدرها حتى ارتويت.. وكان لها فضل وهج وتوهج عيوني حتى بت أرى الوطن شامخاً وجسوراً.. قائداً وعظيماً من خلال شوارعها المتربة وأبنيتها الطينية العابقة بعطر التاريخ.. وإنسانها الذي صاغته في عناية ومهارة.. حتى صار السودان كله.. ممثلاً في ديباجة أم درمان.. كثيرة الألوان فاقعة الأحبار عصية على التفتيت.. شكراً.. أشرف.. ثم أخجلتني بكلماتك في حقي.. التي جعلتني أعوم في عرق خجلي.. مؤمن