وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الجمعة التي ألقاها الأمير: عبدالمحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار بودنوباوي
نشر في سودانيل يوم 26 - 05 - 2012


ألقاها الأمير: عبدالمحمود أبو
الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله حمدا يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه، وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له، خلق الإنسان في أحسن تقويم ، واستخلفه في الأرض وسخرها له، ليقوم بشكره على نعمة الخلق ونعمة التسخير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وحامل كلمة الله الأخيرة إلي بني آدم ليخرجهم بها من الظلمات إلى النور، صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ثم أما بعد:
قال تعالى: " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المُحْضَرِينَ" [القصص:58- 60]
صدق الله العظيم
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
هذااليوم يصادف مرورثلاثة وأربعين عاما علي قيام الانقلاب المايوي على الديمقراطية واستيلائه على السلطة بالقوة، اقتداء بالحركة القومية التي قام بها عبدالناصر في 1952م، وتحالفا مع التيارالمتطرف في الحزب الشيوعي السوداني. واليوم أسدل المصريون الستارعلي النظام الذي أقامه عبدالناصربعد أن أسقطوه بثورة شعبية مدنية، وانتخاب رئيس بإرادة شعبية حرة. فنهنئهم من هذا المنبر على هذا الانجاز العظيم.
إن نظام عبدالناصر هوالذي سن الانقلابات العسكرية القائمة على الأيديولوجية المقصية للآخرفي المنطقة، وبسقوطه فقدت كل الشموليات عوامل بقائها،لأن النظام العربي الذي تشكل طيلة الستين عاما الماضية فشل في تحقيق النهضة، وفشل في المحافظة علي الوحدة ، وفشل في تحرير الأرض المحتلة، وفشل في التصدي للهيمنة الدولية،ويرجع السبب في كل ذلك إلي فشله في قيام مؤسسات مستقرة للدولة الحديثة، قادرة على استيعاب التنوع، وتفجير طاقات الأمة للبناء والتنمية. وعلة هذا النظام تتمثل في قمعه للحريات، وتعامله مع الشعوب كأنهم قطيع يساق دون أن يكون له رأي في تحديدمصيره. لقد اختفى المسرح المايوي بكل شعاراته ومعظم أشخاصه وبقيت آثاره لمن يعتبر، أوكان له قلب أوألقى السمع وهوشهيد.
روى الشيخ بابكربدري رحمه الله: أن الإمام المهدي عليه السلام زارهم في الخرطوم في اليوم التالي لسقوط نظام غردون وأمهم في صلاة المغرب في أحد قصورالحكم السابق وتلى الآيات التي وردت في صدرهذه الخطبة من سورة القصص ابتداء من قوله تعالى: " وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "[القصص:51] فلما وصل إلى قوله تعالى:" وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الوَارِثِينَ" انحنى حتى ظننا أنه سيموت! هذه هي العبرة التي ينبغي أن يستوعبها المؤمن من أحداث الحياة،ويستنطق القرآن رابطا بينه وبين الواقع متفكرا ومتدبرا، تطبيقا لقوله تعالى:" لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"[الحشر:21] والعبرالتي نخرج بها من ظاهرة النظام الشمولي عموما يمكن إجمالها في الآتي:
أولا:أن احترام التخصص ضروري لاستقرار الحياة وتطورها ، فالعسكرية صممت فلسفة، ومؤسسات، وأهدافا، لحماية البلاد من العدوان الخارجي. إن إقحامها في العمل السياسي الذي يقوم على الرأي والرأي الآخر إفساد للسياسة وللعسكرية معا. وتضيعٌ لأمانة الحكم، التي عجزت السموات والأرض عن حملها؛ وحملها الإنسان جاهلا بتبعاتها!قال صلى الله عليه وسلم:"إنا لانولي هذا الأمر لرجل طلبه أوحرص عليه" لقد أرسى النظام الديمقراطي تقاليد للحكم كانت مضرب المثل في حسن الادارة وجودة الأداء. منها: أن الشعب هو الذي يختار حاكمه، وأن الدستور حاكم على جميع الناس دون تمييز، وأن فرص التوظيف متاحة لجميع المواطنين حسب الكفاءة والأسبقية،وأن التعليم يتماشى مع حاجة البلاد وبيئتها، والسياسة الخارجية تحكمها مصلحة السودان. هذا النهج جعل قادة السودان يمتازون بقوة الشخصية، والكفاءة الادارية وعفة اليد، وكان السودان في مقدمة الدول العربية والأفريقية، واستطاعت القيادة السودانية بحكمتها أن تمتص هزيمة العرب في حرب 67 وتعقد مؤتمر القمة في الخرطوم وتصالح بين الملك فيصل وعبدالناصر، ليخطط القادة العرب بعدها للمستقبل فيحققوا النصر في 73. هذه المعاني كلها ضيعتها المغامرة المايوية! ومن وقتها بدأ السودان ينحدر نحوالهاوية بصورة جعلت الحليم حيران!
ثانيا:الأيديولوجيات المنغلقة تعيش على أوهام وأحلام يستحيل تطبيقها على أرض الواقع! وتعمل على هدم ماهو قائم،فتدمر مابناه الآباء ولاتحقق إلا نقيض شعاراتها! وبعد فوات الأوان تكتشف الشعوب أن الأماني ماهي إلا سراب يحسبه الظمئان ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.وكانت النتيجة: تخريب الاقتصاد باسم التنمية، وعودة القبلية والعصبية باسم القضاء على الحزبية، وتمزيق الوطن والتفريط في أراضيه باسم هيبة الدولة، وعزل الوطن عن محيطه الاقليمي والدولي باسم التميز والخصوصية،وينطبق على الشمولية تماما قول الله تعالى:" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً" [الكهف:102-103]
ثالثا:أن الاستبداد هو علة منطقتنا. لقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان على بقية المخلوقات بالعقل، والحرية، والارادة، وخلقه مزودا بهذه الصفات ليقوم بوظيفة الاستخلاف. إن الاستبداد يعطل هذه الخصائص الإنسانية،اقتداء بالنهج الفرعوني الذي يقول:ماأريكم إلاما أرى وما أهديكم إلاسبيل الرشاد، لقدجاءت النظم الوطنية التي أعقبت الاستعمار- في الغالب- أسوأ من الاستعمارنفسه في انتهاكها للحقوق وقمعها للإنسان، فقتلت في الشعوب روح المبادرة والمقاومة والابداع، التي تعتبر من أهم عوامل نجاح الإنسان في الحياة. لقد ضيع الاستبداد الشعوب والأوطان، وبالتالي غابت الخيرية التي خص الله سبحانه وتعالى بها هذه الأمة" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.." يقول عبدالرحمن الكواكبي: "إن الاستبداد يحوّل ميل الأمة الطبيعي من طلب الترقّي إلى طلب التسفّل! بحيث لو دفعت إلى الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهرمن النور!
رابعا: الفساد والاستبداد بينهما تحالف وثيق،فحيث وجد الاستبداد وجد معه الفساد:لقد توصلت الدولة الحديثة إلى نظام يحمي المواطن من جور السلطان، ويحمي الأموال العامة من التعدي، ويحمي الوظيفة العامة من المحسوبية، هذه الحماية تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية. لكن النظم الاستبدادية تقوم على جمع هذه السلطات في جهة واحدة وبالتالي تغيب الشفافية،وتسري المحسوبية، ويسود مبدأ سوء استعمال السلطة. قال تعالى:" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ"[البقرة:11-12]
خامسا: تفاقم الأزمات وتعقيدها:من أبرز حجج الانقلابيين هو ادعاؤهم القدرة على حل المشاكل، ومعالجة الأزمات التي تعجز النظم الديمقراطية عن علاجها.وهم في الواقع لايعالجون الأزمات؛ ولكنهم يغطون عليها بالقهر، فتتفاقم وتزداد، حتى تنفجر بصورة يصعب علاجها!وما يحدث في الصومال والعراق ودارفور خير دليل على مانقول.فإضعاف الأحزاب أبرز الولاء القبلي المتعصب،ورفض الحل السلمي لقضية الجنوب كانت نتيجته الانفصال العدائي،وتأميم الشركات الخاصة نتيجته دمار الأقتصاد وانهيار قيمة الجنيه السوداني الذي كان يساوي ثلاثة دولارات!واستبطاء الحلول السلمية والانحياز للحل العسكري جر البلاد إلى حروب في كافة الاتجاهات، وجلبت عشرات الآلاف من القوات الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة!وانتهاك حقوق الانسان جعل أبناء السودان مشردين في أركان الدنيا الأربعة بما في ذلك اسرائيل!
قداستشفيت من داء بداء وأقتل ماأعلك ماشفاك
سادسا: التضليل الاعلامي:يعتمد النظام الشمولي على اخفاء الحقيقة وإظهار نقيضها،فالاعلام موجه لخدمة الحاكم وتزيين أفعاله،وتخوين المخالفين وتشويه صورتهم،وتغييب الرأي الآخر وقمع دعاته، واتاحة الفرصة للاعلام الطبّال ومرتزقة الصحفيين:
وأرى بعض الصحافيين في أقلامهم وحي السماء وفتنة الشيطن
فهم الجناة على الفضيلة دائما وهم الحماة لحرمة الأديان
ولربما رفعوا الوضيع سفاهة ولربما وضعوا عظيم الشان
وجيوبهم فيها عقولهم إذا ملئت فهم من شيعة السلطان
وإذاخلت من فضله ونواله ثاروا عليه بخائن وجبان
لقد اعتمد الشموليون على التضليل الاعلامي حتى فوجئوا بثورة الاتصالات فكانت سلاح الشعوب المغلوبة،ويحق لنا أن نقول إن لله جنودا خفية منها الفيس بوك!
سابعا: استشراء الجهل:يدعي الشموليون بأنهم جاءوا لنشرالتعليم وبسط المعرفة، وكل التقارير والأبحاث تبين أن أضعف نسبة في ميزانية دول الاستبداد هي ميزانية التعليم والبحث العلمي، وأن أعلى نسبة هي نسبة الأمن ووسائل المحافظةعلى كرسي السلطة! إن مستوى المعرفة لايقاس بكثرة مؤسسات التعليم التي تقوم بدون تخطيط، ولابكثرة حملة الشهادات،وإنما تقاس بمدى التحول الايجابي الذي طرأ على حياة الناس، وتطور وعيهم وأساليب حياتهم. فكلما قلت نسبة العنف، وتحسنت الأحوال الصحية،وتحسنت أساليب الحياة،وارتفعت جودة الأداء في كافة المجالات، وانفتح المجتمع على الثقافات والحضارات الأخرى، فإن ذلك يحسب لتطور المعرفة والعكس صحيح. والنظم الشمولية تستمد مشروعيتها من تشويه النظام الديمقراطي فينشأ جيل كامل من الشباب لايعرف عن تاريخه شيئا، ويرسم صورة سيئة في ذهنه للنظام الديمقراطي ورموزه فيعاديها، وهو في الوقع ليس ضد الديمقراطية وإنما ضد الصورة المشوهة في ذهنه عنها!
أحبابي في الله
إن الحرية قيمة إنسانية مقدسة، لامعنى لوجود الانسان إذافقدها،والشورى فريضة سياسية لنظام الحكم في الاسلام، لاشرعية للحكم بدونها، والديمقراطية آلية للتداول السلمي للسلطة، لااستقرار للبلاد بدونها، والعدل فريضة أخلاقية، لاتقدم ولانهضة للمجتمعات في غياب العدل، قال ابن القيم: "إن الله لينصرالدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولاينصرالدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولاتدوم مع الظلم والاسلام"
الحديث:
قال صلى الله عليه وسلم: "لاتزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت"
أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وابن أبي شيبة في مصنفه. أوكما قال، يغفرالله لي ولكم ولسائرالمسلمين
الحمدلله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
وبعد:
قال تعالى") وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً" [النساء:86] أحبابي في الله
أحمل إليكم من أرض الكنانة : - مصرالتي تحررت من الاستبداد – أحمل إليكم تحيات الحبيب الامام الصادق المهدي الذي قام بنشاط سياسي وفكري كبير،حيث شارك في مؤتمر المياه الأفريقية، وقدم محاضرة في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وانضم إليه وفد من منتدى الوسطية العالمية حيث التقوا بعدد من الأحزاب السياسية، والناشطين في المجال الفكري، وناقشوا ترتيبات عقد مؤتمر لتقييم التجارب الاسلامية المعاصرة. وسافربعدها إلى الدوحة حيث شارك في: منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط ، وقدم محاضرة بعنوان: الديمقراطية وتحديات الربيع العربي، ثم عاد إلى القاهرة ليشهد الانتخابات الرئاسية عن قرب، وسيعود قريبا بإذن الله مصحوبا بالدعوات الصالحات.
أحبابي في الله:
قال تعالى:" لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ"[آل عمران:113-115] بدعوة كريمة من الفريق العربي للحوارالاسلامي المسيحي، و مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات، شاركت في الملتقى الذي عقد في القاهرة لمدة ثلاثة أيام 19-21 مايو 2012م تحت عنوان "صيانة العيش المشترك في العالم العربي"
وأشكرالدكتور الطيب زين العابدين، الذي رشحني لأمثل السودان في هذا الملتقي ، وكان اللقاء جادا وهادفا ألخصه في الآتي:
أولا:كان عدد المشاركين خمسين شخصا يمثلون مؤسسات معنية بالحوار والعيش المشترك من تسعة دول هي : لبنان – مصر – فلسطين – سوريا – السودان – السعودية – الامارت – البحرين – الأردن
ثانيا: ناقش الملتقى أربعة محاورهي: )تقييم وتحليل دور ووضع بعض المؤسسات العاملة في مجال الحوار وبشكل خاص في مصر ولبنان، وذلك على ضوء الحراك العربي الذي حدث منذ بداية عام 2011. - تقييم وتحليل العلاقات الإسلامية المسيحية في الوطن العربي.- نماذج ساهمت في تقديم رؤية للحفاظ على الحريّات العامّة وبناء الدولة الحديثة للحفاظ على العيش المشترك. - وثيقة الأزهر- وثيقة الفريق العربي حول العيش الواحد - .العلاقة بين السياسي والديني -. العمل الفعلي والآليات المطلوبة من أجل صيانة العيش الواحد في العالم العربي. (نبذ العنف، تفكيك خطاب الكراهية، تعميق الإحترام المتبادل: كيف يتم ذلك؟)
ثالثا:أكد المشاركون على أن دورة جديدة بدأت في العالم العربي، ستكون معالمها: الديمقراطية ، والدولة المدنية، والحريات العامة، والانفتاح على الحضارات والثقافات.
رابعا:رصد المشاركون : بروز قيم جديدة تتمثل في (تقديم العمل السلمي على العنف، تقديم فكرة الانسانية على القومية، تقديم فكرة التعددية على الأحادية، تقديم فكرة المواطنة على الطائفية، بروز قيمة المعرفة التشاركية )
خامسا: أكد المشاركون على أن هنالك نموذجا معرفيا جديدا بدأ يتشكل قوامه (الحرية القائمة على الاقناع والدعوة، والتوفيق بين الخصوصية الذاتية والانفتاح الانساني، والتمييز بين الحقائق والأماني،إعلاء سلطة المجتمع على السلطة السياسية.
سادسا: لاحظ المشاركون ظهورأشكال جديدة للمقاومة تتمثل في ( ميادين التحرير، الوسائل الاعلامية الالكترونية، منظمات المجتمع المدني، اسقاط فكرة المركز، التمرد على المراجع الحزبية ، والطائفية، )
سابعا: جاءت توصيات الملتقى محددة ومختصرة تهتم بحقوق العيش المشترك،وآليات العيش المشترك،ومؤسسات صيانة العيش المشترك.
قال تعالى: "إن الله لايغيرمابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم" صدق الله العظيم
أحبابي في الله تعزي هيئة شؤون الأنصار عائلة البرير، وعائلة الأمين المقبول في وفاة السيدة ثريا الأمين المقبول والدة كل من معاوية وخالد والواثق والأمين ومعتزمحمد أحمد البرير. نسأل الله لها الرحمة والمغفرة.
وتوفيت :زبيدة شقيقة عبدالعظيم سيد عواض، وانتقل إلى رحاب الله عبدالله محمد أحمد أبوقرون ابن أخ عبدالله أحمد درار بالغابة وزهراء محمد عبدالقادرهباني شقيقة سيد وابراهيم ويوسف وسيدةالحاج أحمد الفكي والدة أمين عثمان وإخوانه وابنة خال الفاضل أزرق وكذلك توفيت عزيزة الطاهرمحمد والدة سليمان بخيت وخالة صديق المبارك بالحماداب، ونترحم على روح الفنان نادرخضر نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولآله وذويه ومحبيه وجماهيره الصبر وحسن العزاء
نسأل الله لهم جميعا الرحمة والمغفرة
اللهم ارحم ضعفنا وفرج كربنا وأحسن خلاصنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.