تشكيل حكومة الخرطوم حقيقة تشكيلها كان مثيراً للجدل يكفي أن تعيين وزير لوزارة الصحة الولائية أقام الدنيا الى الآن ولم يقعدها.. مما يؤكد أن حكومة الخرطوم لا تقل أهمية وخطورة عن الحكومة الاتحادية بل إن التشكيل الوزاري لحكومة الخرطوم يؤكد لأكثر من موقف أنه جسر ومعبر للحكومة الاتحادية. والبروف مأمون حميدة عندما عيّن وزيراً للصحة أثار جدلاً كثيفاً من الدهشة والرفض من القطاع الصحي.. وهذا ما يدهش حقاً.. فالبروف رجل عمل في البزنس الصحي وهو في حقله ناجح جداً.. طور العمل الطبي في القطاع الخاص ليخرج القطاع العام المنهار من عنق الزجاجة وأهل قبيلته يعرفون إنجازاته تلك تماماً. وحقيقة كل ذي نعمة محسود.. وأول ما يتبادر لذهني عند سماع تعيين البروف وزيراً أنه سيقفز بالزانة بوزارة الصحة.. وسيوظف علاقاته الخارجية في هذا المجال لتطوير العمل الصحي.. ويكفي أن الرجل تنازل عن مرتبه لأطفال المايقوما.. البيان الذي صدر من شباب الأطباء ضد قرار الوزارة أمر مشروع واحتجاجهم على إعفاء زملائهم أيضاً أمر مشروع مع هبايب ونسايم الربيع العربي والذي زهوره اليانعة هم الشباب وكما ذكروا لي إنهم لا يتطلعون لسلطة بل يريدون من الدولة والحزب تأهيلهم وتدريبهم فنياً وأكاديمياً بدلاً من الزج بهم في أتون الصراعات وواضح أن البيان خرج من شباب حزب المؤتمر الوطني. هؤلاء الشباب لو لاهم في أيام الإضراب التاريخي لانهارت الخدمة الصحية ذلك رغم قناعاتهم بصحة وعدالة المطالب التي نادى بها الأطباء الذين قادوا الإضراب. ولكنهم تصدوا لتلك الفترة التاريخية حيث وجدوا أن وراءها أجندة حزبية معارضة وخارجية تسعى لتقويض مؤسسات الدولة وهم كما ذكروا لي وكما جاء في بيانهم أنهم لا يختلفون مع البروف مأمون حميدة ولكنهم اختلفوا مع سياساته التي قاد فيها تيار الإعفاءات بدءاً من د. محمد زكريا مساعد المدير العام لمستشفى بحري والذي يتواجد من اليوم الرابع لعيد الأضحى بتلودي قائداً لفريق العمليات الطبية وكذلك كان ينبغي للسيد الوزير أن يجمع هؤلاء المعفيين ليشكرهم بدلاً من أن يلغي كل تاريخهم وإنجازاتهم.. ومع السلامة امشو بيوتكم. التعامل سادتي الدستوريين مع الشباب يتطلب حصافة وحكمة وشفافية خاصة إذا أدركت حكومتنا الموقرة مركزية كانت أم ولائية أن شباب حزب المؤتمر الوطني شباب واع لا يحب التلاعب بأحلامه.. وأنه قطاع لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال.. فما بالكم إذا كان يمثل أرفع الفئات وعياً واستنارة وليضع حزب المؤتمر الوطني في حساباته أنه ليس حزباً يستند في مكوناته وأهدافه على الإشارة أو على رنين التابوت أيضاً ينبغي أن ينتبه شباب الأطباء الى أنه ليس كل منسوبي الحقل الصحي مؤتمر وطني. وتبقى قضية الأطباء الأخيرة بولاية الخرطوم.. هي قضية شباب الأطباء من المؤتمر الوطني. وتبقى ولاية الخرطوم ولاية جدلية القرار والمكون السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ووالي الخرطوم هو والي كل مواطني الولاية بكل انتماءاتهم.. ولنرى ماذا يفعل رئيس الوطني بالخرطوم مع منسوبي الحزب من الأطباء!!