ما يحدث في وزارة الصحة بالخرطوم هذه الأيام من صراعات وإقالات واحتجاجات ليست أمراً محيراً أو مستغرباً بل إن الأمر الذي يثير الدهشة أن يعم الهدوء والاستقرار هذا المرفق الذي لا يعد «حيوياً» عند أهل الحكم والحزب والقرار!! ü قطاع الصحة يجب أن يكون مثل الجيش والأجهزة النظامية الأخرى منضبطاً وهادئاً ومستقراً لأنه يتعلق بصحة الناس وحياتهم!! ولكنه في عهد الإنقاذ غير ذلك!! ولا عجب إن إبتلى الناس بالأمراض والآلام والأوجاع ولا عجب إن فشلت «الدولة» ولا أقول الحكومة في الحفاظ على صحة شعبها وحيويته!! أنا دائماً أتمسك بنظرية قمة الجليد!! تحت هذه القمة قاعدة ضخمة من الأشياء!! فماذا يوجد تحت قمة هذه الاحتجاجات التي تشهدها الصحة والتي وصلت حداً أن يتحدث شباب المؤتمر الوطني عن ما أسموه «اللوبي المتحكم» في الشؤون الصحية وهدد الشباب بالقتال ضدها وقالوا إنه التيار الرأسمالي الآحادي والتوجه المستفز نحو إعادة الصراع المزمن للصحة والتسريع بعجلة إنهيار الأداء الحكومي . فما هو التفسير الحقيقي والاستراتيجي للذي يحدث!! إن الأمر ببساطة هو التسييس المتعمد والمزمن للخدمة المدنية وللعمل النقابي فلماذا يتحدث شباب الحزب بهذه الحدة وهذه اللهجة!! وهذه هي النتيجة المباشرة للتسييس والتسوي كريت تلقاه في جلدها فكل الصراع يدور داخل كل كون سياسي واحد!! ولا نعرف لماذا يختلف القوم ويتشاجرون هل هي لعبة المصالح ومراكز القوى والاختلال الإداري والمؤسسي الواضح داخل دولاب الدولة الواحدة! ü نحن ننظر بكثير من الاستغراب لهذا الصراع الذي يدور داخل أروقة القطاع الصحي وهو صراع قديم ومستدام وربما يفوق في عمره الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين الجنوب والشمال وأنتهى بانفصال الجنوب ولكنها لم تنته لوضع حد لحالة عدم اللا حرب واللا سلم وهي نفس ما يدور داخل هذا القطاع الذي يفترض فيه أن يكون صحياً وخالياً من الأمراض حتى يستطيع أن يداوي ويعالج أمراض الناس ففاقد الشيء لا يعطيه!! أنا شخصياً لو كنت أملك سلطة في الإنقاذ سواءً كانت في الحزب أو الدولة أو النقابة لكنت سأخجل من هذا الصراع الذي تشهده أروقة الصحة بين الحين والآخر وقديماً قالوا الاختشوا ماتوا!! من المحرر : نسبة للتداخل الذي حدث في فقرات هذه الزاوية بعدد السبت نعيد نشرها مرّة أخرى .. حتى يصل المقصود بالصورة التي نريدها أن تكون «داخل» الصورة ..