تعاني اندية الظل او مايسمى بأندية الوسط والمنطقة الدافئة من شح الموارد المالية التي تعينها على الاضطلاع بمهامها الإدارية والفنية لكل مناشط النادي المختلفة وبخاصة منشط كرة القدم بوصفه الواجهة المضيئة التي تبرز الوجه المشرق لاي نادي ونجاح اي مجلس ادارة ان لم يقترن بنجاح فريق كرة القدم فهو يصبح بلا معنى ولا مردود جماهيري مقنع ومن هذا المنطلق باتت الفرق الكبيرة في الدوري الممتاز ممثلة في فريقي الهلال والمريخ تستأثر بنصيب الأسد وقصب السبق وتتقاسم كعكة الممتاز في ثنائية متفردة بحكم ان منسوبيها وأعضاء شرفها ورؤسائها يعرفون كيف يوفرون الأموال الطائلة لتسير دفة الأمور في الناديين الكبيرين بينما تبقى بقية اندية الممتاز تكافح كفاح المستميت وتناضل بكل قواها الإدارية والشرفية ان كانت لها عضوية شرفية من اجل الحفاظ على ماء الوجه وضمان فرصة البقاء في الدوري الممتاز والان وقد بدا التفكير الجاد في الاتجاه نحو الخصخصة وتحويل الاندية الى شركات أستثمارية تتكفل كل واحدة منها برعاية احدى فرق الدوري الممتاز فإننا نستطيع ان نقول بان كرة القدم السودانية ستكون مع المجد على موعد حيث ستكون الفرصة متاحة لتطبيق نظام الاحتراف الكروي في انديتنا بصورة مثالية تقود الاندية الى ساحات التنافس الكروي الشريف سعيا الى الغاء احتكارية اندية هلال مريخ على البطولات الموسمية ومما يشجع على تطبيق جزئية الخصخصة والدخول الى عالم الرعاية الكروية للأندية الممتازة هو ان تلك الخطوة ستجعل الاندية تقف على سرج واحد دون تمييز بين فريق كبير واخر متوسط وفريق من فرق المؤخرة حيث ستقود الخصخصة كل الفرق الى عالم المال والاقتصاد وستتوفر الميزانيات العريضة التي ستجعل كل الفرق قادرة على اقامة المعسكرات المريحة والمتعوب عليها داخليا وخارجيا كما ستكون الفرصة متاحة لاستقطاب محترفين أجانب ومحليين على مستوى عال من النبوغ والتفرد اضافة الى ان الاندية ستكون قادرة على استجلاب فرق متميزة من المدارس الكروية المتقدمة للتباري معها وصقل لاعبيها والرفع من قدراتهم الفنية والمهارية وهي أشياء لن تتوفر لاي ناد من الاندية المغمورة اذا لم تنعم بنعمة الخصخصة والاحتراف الحقيقي وليس أمامنا سوى ان ننتظر حتى يتم تطبيق هذه النقلة الحضارية الكبرى في تاريخ الكرة السودانية لكي نتطلع الى السمو بكرتنا السودانية الى مصاف القارية والعالمية المنتظرة تمريرة .... أخيرة جزئية الخصخصة المنتظرة ينبغي بل يجب ان تتزامن معها الجزئية الأهم والمتمثلة في الاداري المتفرغ القادر على العطاء من منطلق التفرغ التام اذ لايعقل ان نطبق الخصخصة وفي نفس الوقت تعمل الإدارات بطاقم اداري غير متفرغ وعلى اقل تقدير يجب ان يكون امين عام النادي والسكرتير وأمين الخزينة متفرغين تماما لاداء مهامهم اليومية من داخل أسوار النادي وخارجه في الصباح والظهيرة والفترات المسائية وبغير ذلك فان كل الجهود ستصبح في خبر كان والحديث واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولايحتاج لدروس عصرية حيث ان الاداري غير المتفرغ سيكون مناط باعباء جسام غير الأعباء الجسيمة المتعلقة بالنادي وهو قطعا لن يستطيع ان يؤدي المهمتين بالنجاح المرتجى لان فاقد الشئ لايعطيه وصاحب بالين كذاب .