الاحتراف كلمة تحمل معاني كثيرة وهو إتقان للعمل من حيث المضمون واحترام للواقع والتحلي بنية الارتقاء بالمستوى الفني للفريق أو المنتخب فاللاعب المحترف مثل الموظف يجب ان يؤدي دوره في الفريق من التزام بالتمارين والاخلاق الرياضية والبرامج التي يقوم بوضعها مدرب الفريق وبقرارات مجلس الإدارة التي يجب تنفيذها واحترامها مع التزام مجلس الإدارة بدفع مستحقاته وفق العقد المبرم بين الطرفين . وليس من المستحيل تطبيق نظام الاحتراف بأندية العالم الثالث وفق خطط واستراتيجيات مستقبلية وذلك بوضع خطة علمية تتضمن توزيع الأندية على ثلاثة مستويات أولها الأندية المحترفة القادرة على تطبيق الاحتراف الفعلي والكامل، وثانيها الأندية الرسمية التي تملك مقومات كرة القدم من منشآت وموارد قادرة على الصرف وتغطية النفقات وثالثها أندية شعبية تلعب كرة القدم كحالة جماهيرية ضمن إمكانياتها. الأندية الشعبية لا نقصد بها أندية الأحياء الشعبية، ونقصد أن تمارس هذه الأندية كرة القدم كأندية منتجة للمواهب والخامات وتعمل على تسويق اللاعبين للأندية الأخرى فإمكانية ذلك صارت متوافرة لدى أنديتنا بالسودان ونحن نرى ملاعب الناشئين موجودة بأكثر المناطق وهي تعمل لمن يرغب للعب عليها، ومن الأولى أن تعمل هذه الأندية على توفير الخبراء وممارسة كرة القدم فيها بأسلوب رياضي، حضاري، علمي متطور وله عوائده المالية من خلال بيع اللاعبين بعد تأهيلهم وصقلهم وتنمية موهبتهم، هذا الموضوع نستعرضه ببساطة، لكن تطبيقه يحتاج لعقلية رياضية علمية احترافية تجارية قادرة على توفير مستلزمات نجاح هذا المشروع الذي لن نخوض بكيفيته وبتفاصيله ولكن من يرغب به فعليه أن يطلع على تجارب الدول التي انتهجته كهدف رئيسي لاكتشاف المواهب وصقلها ومن ثم بيعها، وفي كل الأحوال فإن هذا المشروع يجب أن يكون منظماً وتابعاً لاتحاد كرة القدم. بيت القصيد ونحن نتساءل هل لدينا أندية محترفة؟! والجواب واستناداً إلى المفهوم الدولي والإفريقي وحتى العربي لا توجد لدينا أندية محترفة والسبب أن الاحتراف عندنا غير مفهوم وغير معلوم ولا يوجد له قانون صريح وواضح، والاحتراف عندنا مقتصر على عقود مبنية على الاجتهاد الشخصي ، ونقول على الاجتهاد الشخصي لأن كل العقود غير نظامية وتتم تصفيتها بالتراضي، على حين عندما يكون طرف أحد هذه العقود مدرباً أو لاعباً إفريقيا أو أجنبياً نتأكد أننا لا نعرف كيف تنظم العقود ولا نعرف ما تبعات بنودها وشروطها الجزائية. هناك عشرة شروط يجب تنفيذها حتى تسمى أنديتنا بالأندية المحترفة، وأغلب هذه الشروط نحن قادرون على تنفيذها وتفعيلها وهي تحتاج لجهد كبير وليس لعمل تنظيري، ويبقى شرط واحد من خارج اختصاص الأندية والاتحاد الرياضي العام وهو متعلق بملكية النادي وملكية الملعب وهو أمر مهم ويجب البحث عن حل ومخرج لهذا الأمر. أنا لا أريد الخوض في هذا الموضوع من جهة الشروط الاحترافية المطلوبة، لكنني أريد الخوض في ثقافة الأشخاص التي تدير كرة القدم الاحترافية في الأندية. في كل دول العالم يتنازع كل الأطراف عند الانتخابات في الأندية الرياضية وتجد الحملات الانتخابية تملأ الدنيا وتشغل الناس وعند إعلان الفائزين تضع الحروب الانتخابية أوزارها وترى النادي قد لم شمل الجميع والذي لا يروق له الوضع وقف بعيداً بين صفوف المتفرجين. وهذا الأمر نراه في أنديتنا على العكس تماماً فعندما تنتهي حرب الانتخابات تبدأ حرب الاستنزاف من جديد، وتجد جميع الخاسرين يعملون ضد الإدارة المنتخبة ويحاولون للأسف تحريض الجميع ضدها حتى تصل إلى الفشل الذريع، وهذا الأمر موجود للأسف بأغلب أنديتنا، ونحن نقول: بمثل هذه العقلية كيف تصل أنديتنا إلى الاحتراف؟! حتى نستطيع تغيير هذه العقلية يجب أن نغير سلوكنا الرياضي وأن نؤمن بأن النادي هو الهدف والغاية وهو أسمى وأرفع من كل الأشخاص الذين يتنازعون. في إدارات الأندية لا نجد العمل الاحترافي ضمن المهام الموكلة ويجب ألا تقتصر المهام على أعضاء مجلس الإدارة. ومن المفترض أن تعمل الأندية على تشكيل لجان متعددة منها القانونية التي تدير العمل القانوني والمالية التي تضمن خط سير ناجحاً للإدارة يبدأ من الميزانية والمديونية والنفقات والاستثمار وتعمل هذه اللجنة على ضبط الأمور حتى لا يغرق النادي في صرفياته فيدخل العجز وحتى لا يتجاوز أحد النظام والقانون فيدخل في مساءلة ومحاسبة إدارات الأندية يجب أن تضم لجنة داعمين تعمل تحت إشراف الإدارة ويجب ألا تكون مهمتها الدفع فقط، إنما يتعدى ذلك وصولاً إلى تولي كل المهام التي تخص الرعاية والاستثمار والمشاريع التجارية التي يمكن أن يقوم بها النادي أو أن يستثمرها. أيضاً لابد لإدارات الأندية من أن يكون لديها لجنة خبراء تدير العمل الفني في النادي تبدأ من اختيار الكادر الإداري والفني وكذلك اللاعبين وتضع خطة كاملة للعمل ضمن دورة واحدة على الأقل. هذه الأمور وغيرها الكثير هي التي تحتاجها أنديتنا وللأسف لا نملك ثقافتها، وبالأصل لا نريدها لأننا امتهنا العمل العشوائي والارتجالي وبذات الوقت لا نؤمن بالرأي الآخر، ونعتقد أن الفرد قادر على أن يقوم بكل المهام. المسألة إذاً ليست شروطاً دولية أو غيرها إنما هي عقلية ومتى صارت عقليتنا احترافية فسنكون قادرين على دخول الاحتراف وعلى توفير متطلباته وهذه هي بالدرجة الأولى بالانطلاق نحو الكرة العالمية. ختاما نتمنى تطبيق الاحتراف بالشكل الأمثل بتشكيل وتفعيل إنشاء أكاديميات رياضية بالتثقيف الرياضي الاحترافي ونشر ثقافة وكيل اللاعبين للتفاوض مع الأندية عند انتقال اللاعب المعني الى نادي اَخر ووجود إدارات بعقلية متفتحة وواعية وهادفة لتطبيق الأسس والأفكار والرؤى بنجاح الأندية مستقبلاً انطلاقاً من رأس الهرم اتحادنا الكروي السوداني مروراً بالقواعد والتي هي الأندية واداراتها الفتية والإعلام الرياضي ختاماً أتمنى ان تتطور الرياضة السودانية بكامل مناشطها. HYPERLINK »mailto:[email protected]« \t »_blank« [email protected]