حُكي عن الشيخ فرح ود تكتوك: بأنه ذهب إلى إحدى المناسبات وكان يرتدي زيَّاً عاديِّاً حرمه من الدخول إلى تلك المناسبة.. فاضطر لأن يذهب إلى أحد معارفه «ليستلف» منه «عباءة».. ليحضر بها تلك المناسبة.. وفعلاً عندما أتى فُتحت له الأبواب المغلقة حتى وصل إلى مكان الوليمة.. فقال قولته المشهورة «كل يا كُمي قبل فمي».. لأنه وجد أن الاهتمام بلبسه أكثر من شخصيته.. أيضاً في بلدي أصبح الناس انطباعيين لدرجة كبيرة.. حيث يهتمون بالمظهر الخداع أكثر من الجوهر.. فإذا كنت أنيقاً و «مهندماً».. ستجد الاحترام والتقدير من كل فئات المجتمع.. وستدخل أي مكان ترغب فيه من دون «إحم.. أو دستور».. دخل علينا- كعادته- أستاذنا المرح الذي دائماً ما يترك وراءه جواً لطيفاً.. أستاذ عبد العظيم صالح.. وألقى علينا تحيته المعهودة «سلام تحية».. وهو يرتدي «بدلة» أنيقة وجميلة.. إحدى زميلاتنا قالت له: إنها سوف تسلِّم عليه إعجاباً بهذه «البدلة الجميلة».. فضحك وحكى لنا موقفاً.. وذلك أنه ذهب إلى إحدى المستشفيات لزيارة مريض.. وحينما دخل «استقبال» تلك المستشفى لم يتعرض له أي شخص ليمنعه من الدخول.. وقال إنه لاحظ هذا الشيء.. وذكر أنه واصل السير فجاء إليه شخص مهندم يرتدي بدلة أنيقة أيضاً وصافحه بشدة كأنه يعرفه.. فقال في نفسه «أظن أنه قد عرف البدلة.. فالبدل تعرف بعضها البعض..!!» فحينما تلبس «الجلابية» البيضاء المكوية.. لا تجد من يُقيِّم لبسك وقد تُمنع من الدخول إلى أي مكان «علا أو قل شأنه».. لأنك ترتدي «الزي» القومي الذي يحمل تراث بلدنا وبساطة أهلها.. عجباً لقوم يُقيمون الناس بما يلبسون ويأكلون ويركبون..!! ü و هذا الانطباع ليس فقط عند الدخول إلى «الأمكنة».. بل تعداه إلى غيره.. فمثلاً إذا ذهبت للتقديم لإحدى الوظائف المعلن عنها .. فستجد أصحاب العمل يهتمون بمن يرتدي أجمل الأزياء ويركب سيارة وهو ابن «فلان الفلاني».. ورغم أن كل هذه الأشياء تؤكد أنه غير محتاج لتلك الوظيفة مثلك.. فرغم ذلك سيجد الوظيفة في انتظاره تُقدم له في طبق من ذهب.. وأنت لأنك من الغبش الكادحين المحتاجين لا تجد تلك الوظيفة.. قبح الله قوماً لا يقيمون الناس إلا بمظهرهم..!!