وصف الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالمؤتمر الشّعبي المشاركة في الحكومة بالمولود ( المُخلق) وقال: إنّ هذا المولود لن ينفع والديه اللذين اشتركا في ميلاده وأضاف أن تعيين المساعدين من حزبي الاتحادي و الأمة لن يفيد الحكومة أو الأطراف لأنّها جاءت على خوف واستحياء ولن تحمي النّظام من السقوط أو الويلات القادمة، وتساءل السنوسي كيف يمكن القبول بمشاركة في الحكم بالأبناء؟ ألا توجد ثقة في الرعية والأتباع؟!. وأكد السنوسي أن المناورة ستضيق على حزب الأُمة بدخوله في حصار من المعارضة وقال في حوار ل (آخر لحظة) خير لنا أن نكون قلة متماسكة من كثرة متبانية... إلى التفاصيل. ماهي التقاطعات وعناصر الإيجاب بين المؤتمر الوطني والشعبي وتجربة الإسلاميين في الحكم إذا أخذنا في الاعتبار الآيدلوجية الفكرية المشتركة؟ بالشقين الشعبي والوطني كنّا حركة واحدة وتنبع عقائدنا من الإسلام ومرجعيتنا في الفكر هي القرآن، في بداية المشروع الإسلامي كنّا نطمع أن نطبق به مبادئ القرآن الكريم التي تتجلى في الحرية والشورى والعدل ومصلحة النّاس الدنيوية، وربط الدنيا بالآخرة، هذه كانت معانينا وسرنا في ذلك معاً، لكن الظروف المجابهة جعلت قبضتنا في أول الأمر لمواجهة التحديات العسكرية والأمنية، وفيما بعد كنّا نُريد بعد هدوء الأحوال أن يعود الحال إلى ما كان عليه، منها عودة صورة دولة المدينة المشرقة، كان الخلاف بعد إقرار دستور 1998م الذي كنّا نظنه نموذجاً في إعطاء الحُريات والفيدرالية ولكن الآخرين ظنّوا أنّه إذا تمّ ذلك سيُبعدهم من الحكم وهم يُريدونه، هذا هو الخلاف ببساطة، جاءت التقاطعات من المفاهيم التي اختلفنا عليها لصالح الشعب وتطبيق أفكارنا التي لا تشترط البقاء في الحكم لتطبيقها، وكان على رأس تلك الأفكار حل قضية الجنوب سلمياً. #هل يعني ذلك عدم وجود فُرصة للاتّفاق؟ نعم، الاختلاف الذي حدث ليس سهلاً ومن غير اليسير أن يحدث اتفاق الآن نسبة لهذه التقاطعات، ولو سرنا في تحقيق مبادئنا التي طرحناها في المشروع الإسلامي لما آل الحال إلى ما آل إليه الآن، ولما تهدد النظام بالسقوط أو القيام بالثورة عليه، لذلك وضح التباين الآن لأن المعالم والمبادئ التي اتفقنا حولها من قبل طمست والنموذج في الحكام أصبح فاسداً ولم يعد قدوة، بالتالي أصبحت تلح علينا ضرورة تغيير هذا النظام حتى تعود الصورة المشرقة. # أنتم كمعارضة هل باستطاعتكم القيام بذلك؟ نعم، هذا أمر سهل، قطعاً النماذج التي كانت في الساحة العربية اصطحبها عدد من الأثمان الغالية في الأرواح، بالتالي أصبح لا سبيل سوى ذهاب هذه السلطة والمعارضة قوية وليست ضعيفة كما يرى النظام.. أصبحت التفاصيل كما قيل فيها (الشيطان) ما هي تحديداً التفاصيل التي تعيق وتصنع إشكالات بين أصحاب المبادئ والآيدلوجية الواحدة؟. التفاصيل هي رؤى الشعب، المفاهيم التي نتبناها في المؤتمر الشعبي ليست مفاهيمنا كأخوان بل مستقاة من الشعب السوداني وشعاراته وحاله البائسة والصورة القبيحة للنظام من الفساد والظلم والحلول العسكرية، والخلاف الآن ليس بين الإسلاميين فحسب بل أصبح خلافاً بين الشعب السوداني في مواجهة نظام فاسد. بعد مشاركة الحزب الاتّحادي الأصل في الحكومة، إلى أي مدى يمكن أن يسهم هذا في استقرار الساحة السياسية في تقديركم؟ بعد كل الترقب والانتظار ولد مولوداً (مخلقاً) لا يمكن أن يكون مفيداً لوالديه اللذين اشتركا في ميلاده ، قبل أن ندخل في ربطها بالطرفين لا يمكن لعاقل في بلد تشكو من الفاقة والغلاء والصرف الهائل في القصر على الفصل الأول من الميزانية أن يأتي التعيين بخمسة مساعدين و سبعة مستشارين، كأنما البلد لا تمر بأزمة ولا تشكو غلاءً، هذا ما يمكن حدوثه في بلد بترولي.. حتى الدول البترولية لم نر فيها مثل هذا، لأن أي منصب من هذه المناصب يمكن أن يكون مفيداً في إقامة مصحة أو مستشفى أو مدرسة أو حفر عدد من الآبار للمواطنين. بهذا كأن الدولة لا يهمها إلا أن تصرف هذا الصرف.. كم سيصرف المساعد من مخصصات وميزانية للسيارات وغيرها، بذلك تصبح هذه المجموعة الحاكمة لا تشعر أو تحس بهموم الناس وأحوالهم ، كما أن هذا التعيين للمساعدين لا يفيد الحكومة أو الأطراف التي شاركت. كيف؟ لأن هذه مشاركة جاءت على خوف واستحياء، فهي مشاركة بإشراك (نجلي) السيدين تأتي في إطار مشاركة قيل إنها خاصة ولا تعني الحزب!! إذا كانت كذلك فهي إذاً لا تضيف قوة فاعلة لحماية النظام من السقوط أو الويلات القادمة ولا تضيف له إضافة جماهيرية يمكن الاستفادة منها في مقاومة المد الثوري القادم أو في مواجهة المعارضة. وهنا أتسأل كيف يمكن أن يقبل شخص بمشاركة في الحكم بابنه ؟! كأنها مغانم أسرية، وإن كانت كذلك كان يمكن لحسن الترابي أن يُقدّم نجله، وكيف يمكن أن تكون مشاركة الإنسان في العمل الوطني محصورة في أسرته؟ إلا إن كان لا يثق في رعيته وأتباعه. ومن جانب السيدين فإن من قدموهما من قبل للدخول في المشاركة حين طلبوا منهم الخروج لم ينصاعوا، وأعتقد أن هذا هو تخوفهما لذلك حتى يثق فيما بعد إن طلب لابنيهما الخروج سيخرجان. لكن حزب الأمة القومي نفى أن يكون لهذا التعيين علاقة بالحزب؟ لا يستقيم أن يكون هذا أمر شخصي وإذا كان كذلك يعني أن نجل السيد الصادق المهدي الذي سيكون مستشاراً عسكرياً لابد أن يقدم خدمة للنظام بحمايته عسكرياً وإلا لماذا تم تعيينه؟ فهو يقدم الآراء التي تمنع من سقوط النظام عسكرياً ؟؟؟ مثلاً، لذلك أعتقد أن الغرض منه تقديم مساعدة عسكرية لحماية النظام ولا معنى غير ذلك، وإن كان أخاه نجل المهدي الثاني ضابطاً في الأمن ، هذا يعني أيضاً أن يأتي في خدمة النظام والمتابعة والتجسس على المعارضة حتى يكون دوره فاعلاً في الأمن ليستحق به البقاء مستشاراً أمنياً، ولا توجد حدود في العمل السياسي لأنها فوارق لا تكون في السياسة، بل إنهما بموقعيهما يعملان على تقوية النظام وإلا لماذا شاركا؟ وإذا كان ذلك صحيحاً.. هذا يناقض ما يقوله أبواهما باعتبار أن هذه مشاركة شخصية، لا سبيل في هذا أن تكون (برجل) في طوف المعارضة والأخرى مع الحكومة. ليس معقولاً أن يكون للسياسي وجهان. # هل تعتقد أن باستطاعة الاتحادي القيام بدور فاعل مع الشريك (المؤتمر الوطني) أم ستكون المشاركة مجرد شكل سياسي؟ لنقول إنها مشاركة، كيف يمكن أن تكون مشاركة محصورة في الأسرة أو البيت؟ لأن هذا حزب، وإن كانت هذه المشاركة تتجلى في ابن السيد فهي مشاركة منتقصة لأننا نعلم أن هؤلاء المساعدين الخمسة منهم واحد فقط فعّال، وسيكون الآخرون كما كان (مني أركو مناوي) مساعدي (حلة) وبهذه المشاركة نستطيع أن نقول إن الحزب حدد موقفه مع النظام، بالتالي سيكون ربط نهايته ومستقبله مع النظام، فالتاريخ علمنا أن من يرى الحائط آيلاً للسقوط لا يجلس تحته، وفي تجربتنا السابقة مع النميري ما ينبغي أن يكون الإنسان في موقع السدنة إذا سقط النظام، ولا أرى ضعفاً في اتخاذ الإتحادي الديمقراطي قراره بالمشاركة، هذا من حقه ويتحمل تبعاته، الاتحادي حزم أمره كما ذكرت، والمعارضة تعرف من الآن فصاعداً أن الاتحادي الديمقراطي لم يعد قائماً في وسطه وهذا وضوح مهم للموقف عامة وعلى الاتحادي الآن أن يعمل لصالح أوراقه حماية له مما سيأتي على النظام من ويلات. وهل ينطبق ذلك على حزب الأمة القومي وكيف تتعاملون معه مستقبلاً؟. لا أعتقد أن الرؤية غير واضحة كحزب الأمة، فهذا يعتبر مشاركة في النظام مهما قيل عنها ومهما (غُلّفت)، لأنه كما ذكرت سابقاً لا يمكن أن يكون حزب معارض ابن قيادته في الأمن والآخر في العمل العسكري؛ فهذا أمر لا ينطلي على أحد، وبهذا لا يستقيم أن يبقى حزب الأمة ضمن المعارضة، لأنه من خطوات العمل العسكري أن تطرح الآراء في كيفية المعارضة عسكرياً، وكذلك الأمر بالنسبة للأمن، ولا أظن أن في ذلك لا يتم التشاور بين (نجلي) السيد الصادق وأبيهما، إذا لم يعطياه الأسرار من موقعهما باعتبارهما قد أقسما على حماية النظام يكون والدهما (يعمل ويحرس في البحر) وإذا أعطوه يكونا قد خانا القسم الذي أدياه بحماية النظام. لكن عبد الرحمن ابن الصادق المهدي يعمل في العمل العسكري قديماً وكنتم تتعاونون مع أبيه وحزبه ضمن المعارضة؟ كانت رؤيتنا في ذلك منذ فترة لكن تعيينه مستشاراً أكدها. حزم الاتحاديون أمرهم كما ذكرت لكن حزب الأمة مازال؟. سيدخل حزب الأمة في الحصار ولابد أن يكون له رأي واضح، لأنه لا يمكن أن تكون مشاركته جزئية أو نجلية بعيداً عنها الحزب وستضيق عليه المناورة في المواقف من النظام، وبالنسبة للمعارضة خير لها أن تكون قلة متماسكة من كثرة متباينة.