وصلتني عبر الهاتف رسالة من ولاية الخرطوم لحضور حفل وداع الاتحاد الافريقي للكرة الطائرة.. ورسالة أخرى من أول «امرأة» تعين في وظيفة حكم.. الأستاذة زبيدة.. التي تشرف المرأة السودانية بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة والتي لفتت انظارنا باحتوائها لنساء الوفد من شتى الجنسيات.. المصرية.. البرازيلية.. الافريقية وحديثها بلغة انجليزية سليمة لتعكس وجه السودان المشرق.. وقد عبر الوفد عن اندهاشه لجمال السودان وحفاوة أهله.. وأصالة كرمهم.. فاثاروا السؤال.. من هو المسؤول عن الفهم الخاطيء للسودان وأهله؟.. ومن هم المناط بهم اظهار الوجه الحقيقي المليء بالادهاش في كثير من المناحي لاننا حتماً لن نقدم الدعوة لكل العالم حتى يشهدوا لنا بذلك وحتى نمحو الصورة الشائهة العالقة في الاذهان لهذا الوطن الجميل!! - سيظل العبقري «الموسيقار العالمي» حافظ عبد الرحمن الذي لا يُحيد بألحانه عن «مواطن الجمال» قيد نغمه.. اسم مشرف في كل المحافل.. لأنه يملك كاريزما العالمية.. من تحكم في أدواته.. وحديثه اللبق التعريفي وألحانه المدوزنة التي تحيل الجفاف ازدهار.. وتعطي للمنظورات انغاماً وللمسموعات الواناً.. بفرقته المكونة من أساتذة كبار من معهد الموسيقى فيهم من يحمل درجة الدكتوراة.. ليشكلوا أجمل لوحة في بلادي يعجز أمهر التشكيليين في فك شفرة رموز ابداعها..! حافظ مبدع يعرف كيف يضيء مسرحه..! - بلا انحياز ولا مجاملة فقد اثبتت الأستاذة الزميلة «أم وضاح» بما لا يدع مجالاً للشك بأنها «اعلامية ومذيعة» من طراز فريد.. لاتعتمد على البهرجة ولا المبالغة.. تلبس أزياء محترمة وجميلة وبسيطة لتؤكد أن الثوب اللامع الذي يبلغ سعره مليون جنيه لا يصنع مذيعة ناجحة.. «أم وضاح» تلقائية وسرعة بديهة ومواضيع تعرف كيف تثير بها اهتمام الجمهور..؟ المشكلة الوحيدة أنها «رفعت الستار» عن عيوب المذيعات.. وقلة تقافتهن واهتمامهن بالمظهر المستفز لشعب يغالب كي يوفر قوته..! دون الاهتمام بصقل الموهبة.. وإذكاء الثقافة.. والبساطة والأفكار الخلاقة..! وقد قدمت لي إحدى القنوات عرضاً لتقديم برنامج تلفزيوني..! إلا أنني آثرت التريث لدراسة الأمر جيداً لأن الشعب السوداني.. شعب ذكي يصعب إرضاء ذوقه.. وناقد بصير لاتفوته فائتة.. فالتجربة تحتاج لأدوات وصناعة للجمال.. ومواضيع جديدة تهم أكبر قطاع.. واعداد مبتكر.. يجذب المشاهد..!! زاوية أخيرة: الفن الأصيل يتسكع حول الأرصفة الرمادية فيحيلها خضراء.. فهل من المعقول أن تسأل شخصاً يملأ المكان موسيقى وايقاعاً ودفئاً من يكون؟