عقوبة إلهية.. كيف؟ - لقد أودع الله سبحانه وتعالى في الجراثيم التي تسبب الأمراض الجنسية من الصفات ما يميزها عن غيرها من جراثيم الأمراض المعدية الأخرى فهي مختلفة عن بعضها ولا يوجد بينها أي شبه، أما الصفات التي تمتاز بها هذه الأمراض وجراثيمها عن غيرها من الأمراض المعدية والتي تجعل منها عقوبة مؤذية هي: 1. المناعة الطبيعية: إذاأصيب الإنسان بمرض جرثومي كالحصبة أو الجدري مثلاً وقدر له الشفاء تتكون أجسام مضادة طبيعية في جسمه ضد مسببات هذا المرض تساعد على شفائه وتحميه من إمكانية أن يصاب بنفس المرض ثانية.. أما في الأمراض المنقولة جنسياً «سبحان الله» فالأمر مختلف تماماً، إذ لا يحرك جسم المصاب ساكناً يساعده على الشفاء أو يحميه من معاودة الإصابة بهذا المرض، فهو محروم من مثل هذه المضادات الطبيعية إذ قد يصاب المريض ثانية فور الانتهاء من الإصابة الأولى وخاصة في مرض السفلس والسيلان، وهكذا تتخلى عنه القوى الطبيعية التي أودعها الله بجسمه لتحميه وتدافع عنه عندما يشذ عن الفطرة والطريق الشرعي في قضاء رغبته الجنسية. 2. جراثيم الأمراض المنقولة جنسياً لا تصيب إلا الإنسان - جراثيم الأمراض المنقولة جنسياً لا تصيب إلا الإنسان ولا تعيش بشكل عام إلا عليه، فهي لا تعيش على الحيوان وبالتالي لا تسبب له أمراضاً كغيرها من الجراثيم، كذلك لا تنتقل إلى الإنسان إلا عن طريق واحد وهو الجنس أو ما يؤدي إليه، في حين تعيش الجراثيم الأخرى على الحيوان وتسبب له الأمراض في حين لا تهوى جراثيم الأمراض المنقولة جنسياً الا جسم الانسان فلا تعيش خارجه حيث انها تموت بعد خروجها منه بوقت قصير فهي حساسة للجفاف وتنتقل فقط عن طريق الجنس المباشر، ولما كان العقل مناط التكليف فقد اعفى الله سبحانه وتعالى الحيوانات من تبعه تصرفاتها وبذلك لا تصاب بالأمراض المنقولة جنسياً رغم نزعتها الجنسية الحادة في حين اكتوى بنارها الانسان الذي خصه الله سبحانه وتعالى بالعقل وفضله على كثير مما خلق حين يخالف أمر الله ويشذ عن الفطرة وتغلب شهوته عقله، «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً» «الاسراء 70». الغموض يلف جراثيم الأمراض المنقولة جنسياً - لكم أن تعلمواأيضاً أن مع تقدم الطب والتكنولوجيا أمكن معرفة الجراثيم التي تسبب أغلب الأمراض المعدية، إذ أمكن عزلها وزراعتها مختبرياً هذا بخلاف جراثيم الأمراض المنقولة جنسياً فقد استعصت على الزراعة والدراسة وخاصة جرثومة السفلس.. الغموض الذي يلف هذه الأنواع من الجراثيم دون غيرها يجعل منها معضلة إنسانية معقدة تتضاعف بانتشار البغاء والزنا والتحلل الأخلاقي والإباحية والفوضى الجنسية. - والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا هذا النوع من الجراثيم دون غيره؟ انها عقوبة إلهية، قال تعالى «وما يعلم جنود ربك إلا هو» المدثر «3». حلقة متصلة من البلاء: إن ممارسة الجنس ولو لمرة واحدة مع طرف آخر مصاب يمكن أن يؤدي إلى العدوى ليس بمرض واحد فقط بل بعدة أمراض قد تصل إلى خمسة أمراض دفعة واحدة، كما أن خمسة أمراض جنسية يمكن أن تتجمع في المريض نفسه وطبعاً هذا ينقلها كاملة إلى غيره مع كل اتصال جنسي وهكذا حلقة متصلة من البلاء يسلمها السابق إلى اللاحق ما داموا يعيشون الفوضى الجنسية، أرايتم العقوبة الألهية قالى تعالى «ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا» طه «124». وأي ضنك دنيوي أبلغ من هذا الضنك الذي يعانيه إنسان غلبت عليه شهوته فوقع ضحية عدة أمراض جنسية دفعة واحدة تتناوب في تعذيبه؟ عقوبة العقم من نفس العمل! أبلغ ما يمكن أن تسببه جراثيم الأمراض المعدية أن يموت المريض إذا استحالت طرق المعالجة المتاحة له، أما الأمراض المنقولة جنسياً وعندما تصل الجراثيم إلى عمق الأجهزة التناسلية للمصاب ويزمن الالتهاب فقد تؤدي إلى عقم كما أصبح مرض السيلان من أهم الأمراض المؤدية للعقم عند الجنسين، وهنا نجد أن عقوبة العقم هي من جنس العمل جزاء وفاقاً، ولا يعرف أثرها النفسي إلا من عايشها، إنها غريزة فطرية في الإنسان لحفظ النوع البشري تلازمها غريزة حب البنين فإذا ما حرمها الإنسان خاب أمله وأيقن انه منقرض لا محالة وهو هاجس مؤلم «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة» آل عمران «14».