أرجو أن أستميح القارئ الكريم (لأفضفض) له عبر هذه الزاوية وعلى غير العادة، بعيداً عن الرياضة عن بعض أحزاني الخاصة، وأحكي له دراما اللحظات القاسية والعصيبة التي عايشتها أسرتي عصر السبت الماضي، وهي في غاية الذهول وغير مصدقة لما يجري أمام أعينها رغم ايمانها العميق بقضاء الله وقدره وأن لكل أجل كتاب. كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة والنصف عصراً عندما طرق باب منزلنا ضيف عزيز على قلوبنا، اسمه مبارك عباس سعيد تجمعنا به صلة القربى وأواصر المحبة، فهو حقيقة رجل كريم الخصال، طيب المعشر، دمث الأخلاق، جاء متلهفاً للقيانا تسبقه الأشواق، لاسيما وأنه غاب عنا قرابة العشرين عاماً، قضى معظمها مغترباً بالسعودية قبل أن يعود ويستقر مع أسرته بمنطقة الدروشاب بالعاصمة. مع أول خطوة لضيفنا العزيز وهو يدلف الى داخل المنزل، شعر فجأة بانقباض حاد في صدره، ارتمى على أثره فوق أول سرير صادفه في فناء المنزل، فهرعنا نحوه منزعجين، وقبل أن تمتد يده بالسلام علينا امتدت يد المنون واختطفته في لمح البصر ونحن من حوله مذهولون. تمالكنا أنفسنا سريعاً وحملناه على عجل الى مستشفى الشرطة بود مدني، رغم قناعتنا بأنه قد أسلم الروح الى بارئها، فأكد لنا الأطباء حقيقة الوفاة، ورغم هول الفاجعة إلا أننا تماسكنا سريعاً، وأخطرنا أسرته هاتفياً بالنبأ المفاجئ الأليم، فطلبوا منا ضرورة نقل الجثمان بأسرع ما تيسر للعاصمة لمواراته الثرى هناك، بعد القاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل والدته المكلومة، ووالده الذي كاد أن يمزقه الحزن وزوجته وأطفاله الزغب. إلا أننا مع الأسف فوجئنا بتعنت إدارة مستشفى الشرطة التي ضعضتنا برفضها القاطع نقل الجثمان بواسطة اسعافها، بحجة أن تعليمات المدير هي عدم نقل الجثامين بواسطة الاسعاف.. تصوروا!!! لم يدم بحثنا طويلاً عن اسعاف آخر بعد أن قيض الله لنا رجلاً شهماً نبيلاً يفيض مروءة وإنسانية.. اسمه الدكتور طارق عباس العجوة مدير الاسعاف المركزي بمستشفى ود مدني، والذي لم يتردد لحظة في منحنا اسعاف المستشفى تقديراً لموقفنا الحرج واكراماً للمتوفى. والحمد لله نقلنا الجثمان وخلال ساعتين وصلنا لمنزل أسرة المرحوم بالعاصمة، أما ما حدث هناك عند استقبال الجثمان فيصعب وصفه، ولا يتسع المجال لذكره.. لفقيدنا العزيز الرحمة والمغفرة، ونسأله تعالى أن يتقبله قبولاً حسناً، ويدخله مدخل صدق ويجعل الجنة مثواه، فهو أكرم الأكرمين (إنا لله وإنا اليه راجعون). رسالة أهلاوية نعود لعالم الرياضة ونتيح الفرصة للرسالة التالية التي وردتنا تعليقاً على ما أثرناه عبر هذه الزاوية مؤخراً... حول تجاهل بعض رموز الأهلي في احتفال سيد الأتيام بمناسبة عودته للممتاز ومعذرة للاختصار. تعليقاً على ما ورد في عمودكم أخي صلاح حاج بخيت نعترف حقيقة بأنه فات على الجميع في حفل سيد الأتيام ذكر وتكريم رجالات النقابة العامة للعاملين بمشروع الجزيرة، وفي مقدمتهم الأخ الكريم كمال النقر الأمين العام للنقابة، ونائبه الأخ عجيب ابراهيم، نظراً للانجازات الضخمة التي قاموا بها في اكمال مقر الضيافة بالنادي، وإنشاء قاعة كبرى للاجتماعات، إضافة للصرح الشامخ الذي سيظل على مدى التاريخ، وهو أبراج الاضاءة إضافة للدعم المالي المتواصل لسيد الأتيام. ونؤكد للأخ كمال النقر ورفيق دربه عجيب ابراهيم أن شعب الأهلي يحفظ لكما كريم هذا العطاء أبد الدهر ويتطلع للمزيد، كما لاينسى ما قدمه اتحاد الكرة بقيادة الأخ السكرتير معتصم عبد السلام، ورابطة الإعلاميين الرياضيين بود مدني، التي كانت نبراساً أضاء لنا الطريق فعفواً لكم جميعاً. جعفر كباشي حسونة/ نائب الأمين العام للنادي الأهلي بود مدني