قبل أيام طلب النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير من الإتحاد الأفريقي التدخل لحل النزاعات القبليةبجنوب السودان وطبقاً للسيناريو الرامي للإنفصال الدعوة ربما لم يحالفها التوفيق لأسباب واضحة يدركها المهتمون بالشأن الأفريقي محلياً واقليمياً فكل المشاكل والنزاعات التي نشبت بدول الإتحاد الأفريقي عجز بدوره في ايجاد الحلول اللازمة لها.. وبالنسبة للشأن السوداني ورغم تواجد قوات الاتحاد الافريقي بمنطقة دارفور لحفظ الأمن والسلام... فشلت قواته في تحقيق اي نجاحات أو استقرار امني في دارفور. أمَّا على الصعيد الإقليمي فقد عجَّز الإتحاد الأفريقي في اخماد نيران الفتنة وإيقاف القتال الدائر بين الفصائل المتناحرة في الصومال واثيوبيا مع ارتيريا والخلافات بين السودان وتشاد.. واذا كان هو حال الإتحاد الأفريقي حيال كل هذه القضايا المطروحة وبعضها ساخنة حتى الآن اذاً فليس بمقدوره حل النزاعات القبلية المتفجرة في جنوب السودان.. وحسب التقسيم الإداري والسياسي للهيكل القبلي الحل يكمن في القيادات القبلية التي تحفظ التوازن ولها من نفوذها وسلطاتها أن تخمد اي نزاع قبلي في مناطق التماس أو الحدود الإدارية لكل قبيلة. حكومة الجنوب التي يرأسها الفريق اول سلفاكير وهو بشخصه أو الرجل الثاني بدولة السودان الموحدة كان لزاماً عليه بكل ما يتمتع به من سلطات في الشمال والجنوب ان يسند هذا الأمر الى حكومة الجنوب الكائنة بحاضرة الإقليم «جوبا»... وهي بدورها تحرك بوصلة المصا لحات القبلية عن طريق رموز القيادات القبلية بكل منطقة .. فالجنوب بجانب وجود السلطة الرسمية يحكم ايضاً بنفوذ وقوة السلاطين ورؤساء العشائر وقيادات بطون القبائل.. وأن مسيرة التاريخ تقول ان القيادات المحلية لها الكلمة العليا على كل من يخرج عن كلمة ونظام القبيلة أو رمزها القيادي. المنطقة الساخنة في الجنوب حتى الأنَّ تتمركز في ولاية أعالي النيل بين قبائل معينة الدينكا، النوير، الشلك والمورلية وهي قبائل عادة ما تنشب بينها نزاعات تؤدي الى قتال وعنف وضحايا وإستلاب في الممتلكات وفي الغالب الأعم تنشب هذه النزاعات.. على أراضي المراعي ونقاط المياه وطمعاً في امتلاك ثروات القبائل الأخرى من شية وموارد طبيعية .. هذه المنطقة بالذات هي منطقة نزاع تاريخية لكن سرعان ما تحل هذه النزاعات في جو ودي وتحت شجرة تاريخية وارفة الظلال.. وتعود الحقوق لأصحابها بفضل سلطة مشايخ وسلاطين وعمد القبائل.. الإتكاءة على الإتحاد الأفريقي لنَّ تأتي بنتائج ايجابية ولنَّ يستطيع الإتحاد الخوض في جزئيات النزاعات.. لكن من الأثار السالبة لهذا التدخل هو دعوة لتواجد جديد لقوات الإتحاد تنتشر ثانية في منطقة المشاكل والقضايا تشكل هاجساً لمنطقة النزاعات فالقبائل مهما يحدث بينها .. في النهاية تربطها أواصر تاريخية وعلاقات مصاهرة وتزاوج وذات ثقافات متنوعة وبينها تعايش سلمي على مرَّ العصور.. اذا فإن اي تواجد لعنصر أخر لنَّ يأتي الأ بمشاكل جديدة وتوسيع الخلاف بين السكان المحليين وستظل المنطقة ساخنة وملتهبة وربما تقود الى التدويل اسوة بقضية دارفور. إن الدعوة أو المطالب بتدخل الإتحاد الأفريقي لحل النزاعات القبلية في جنوب السودان تفتقر الى الإيجابيات ومليئة بالسلبيات التي تدمر البنية والبشرية للمناطق الساخنة با لجنوب. عموماً نقول أن فض النزاعات القبلية والتي تنشب من حين لآخر في أي ولاية بالجنوب لهو من صميم واجبات حكومة الجنوب وعليها أن تبدأ للاتصالات المكثفة لتجنيد سياسيي المنطقة للإتصال بالرموز المحلية لفض النزاعات والدعوة الى التعايش السلمي.. وليس هنالك أي مبرر لتدخل أي عنصر خارجي في الشأن الجنوبي خاصة والبلاد مقبلة على انتخابات واستفتاء تحت شعار الوحدة وكل السودانيين شعب واحد لسودان موحد.