وقَّع اتحاد الصحافيين على اتفاقية لتشييد الصرف الصحي لمدن الصحافيين في الحارة 100 أم درمان، ومنطقة الوادي الأخضر شمال الخرطوم بحري، لتصبح تلك الأحياء السكنية جاهزة لاستقبال أفواج من أسر الصحافيين في مقبل الأيام. اتحاد الصحافيين الذي حقق في دورته الماضية انجازات الإسكان والتأمين الصحي، والحصول على دارٍ في قلب الخرطوم قرب البنك الزراعي، وفي مقرن النيلين قبالة توتي (أم خضاراً شال)، ونقل ملفات قيد الصحافيين من مجلس الصحافة للاتحاد المهني، والتواصل مع المؤسسات الدولية والاقليمية، بالحصول على عضوية الاتحاد الدولي للصحافيين، ونيل رئيس الاتحاد د. محيي الدين تيتاوي والأمين العام الأستاذ الفاتح السيد ونائب رئيس الاتحاد مصطفى أبوالعزائم مقاعد للسودان في اتحاد الصحافيين العرب، واتحاد الصحافيين لشرق ووسط أفريقيا.. لذا يستحق هذا الاتحاد وسام الانجاز، إذا كان الوسط الصحافي منصفاً في تقييم نقابته بعيداً عن اللون والانتماء. لم يقف اتحاد الصحافيين في رصيف الشارع ينظر لقضايا الحريات، دون المساهمة في إدانة كل التعديات التي تحدث من قبل السلطة، وتصدى الاتحاد بالرفض لقرار إيقاف صحيفة الانتباهة، وصحيفة رأي الشعب، ودعا رئيس الجمهورية للتدخل والعفو عن الصحافيين الثلاثة المحكومين بالسجن، ولا تزال جهود الاتحاد تتصل بالحوار مع السلطة وأجهزتها، وليس بالشعارات والمزايدات، وركوب سرج المعارضة للسلطة، دونما تبصر لخدمة قضايا السياسيين قبل قضايا الصحافيين، التي ليس من بينها سقوط حكومة أو قيام أخرى، ولكن قضايا الصحافيين بعضها خدمية، وأخرى قضايا عامة، ولما ظلت نقابات الصحافيين منذ الستينيات تسعى في سبيل خدمة القضايا ذات الطبيعة السياسية، فقد قرر الاتحاد الحالي أن يجعل من قضايا الصحافيين المعيشية والمهنية مقدمة على ما عداها من قضايا. نعم لكل نقابة أخطاء وقصور، ولا يدعي اتحاد الصحافيين الحالي الكمال، ولكن أعمال الاتحاد وحدها كفيلة بالدفاع عنه، والارتقاء به لمصاف الاتحادات النقابية الفاعلة في بلادنا، وقياسات النجاح والاخفاق، لا نجعل تطلعاتنا معياراً لها، بقدر ما نجعل انجازات النقابات الأخرى هي القياس كنقابة الأطباء، ونقابة المهندسين، ونقابة المحامين، مع اتساع قواعد تلك النقابات، مقارنة بالصحافيين، والتزام بالاشتراكات، ووجود استقطاعات لمصلحة النقابة، بينما الصحافيون يستكثرون دفع رسوم البطاقة، ويطالبون بخفضها، ولا تساهم الشركات الصحافية بأي مال لدعم الاتحاد، الذي يعمل به حتى المتفرغون من اللجنة التنفيذية على سبيل التطوع، لكن إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.