اليوم 19 ديسمبر وهو يصادف ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان نبهتني بذلك آمنة السيدح. أنا أعرف ذلك قبل أسبوع فقد ورد ذلك ضمن خطة الصحيفة لهذا الشهر ولكن ماذا نفعل مع الذاكرة الضعيفة فنحن في الدقيقة ننسى «56» مرة!! وبالمناسبة هذا الرقم يعني مرور كل هذه السنوات على استقلال السودان فما الذي تحقق على أرض الواقع!! لا شيء!! ü الشيء الوحيد الذي تم إنجازه أن الحكومات نجحت في «استغلال» - بالغين- الشعب السوداني بكل الأساليب والحيل والمؤامرات والدسائس للدرجة التي وصلناها اليوم وهي حالة لا تسر صديقاً أو عدوًا!!هل يعجب احد ان يتمزق السودان..! ü عندما أشارت عليّ آمنة بأن أكتب عن هذا اليوم رجعت بي الذاكرة إلى العام 1985 - أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً دقيقاً - وكنّا ساعتها طلاباً بجامعة أم درمان الإسلامية واتحاد الطلاب يقيم ندوة عن الاستقلال في الدار بحي العباسية أم درمان بالقرب من مبنى الكهرباء ومبنى البلدية ومكتبة ال Aritichcoun لعل اسمها اليوم مكتبة البشير الريح وهنا أسأل هل لازالت دار الطلاب في ذاك المكان الحميم الزاهي أم رحلت إلى وادي غير ذي زرع!! اتحاد الطلاب هو اتحاد الانتفاضة الباسلة ويتكون من الأمة والاتحاديين والمستقلين ويسمى بالتضامن الإسلامي في مقابل الاتجاه الإسلامي والذي كان يجلس في كراسي المعارضة والندوة جاءت في إطار التحضير للانتفاضة والتي جاءت بعد شهرين فقط وإطاحت بمايو. ü لم نجد موطيء قدم لحضور الندوة والتي كانت حاشدة واعتلى عدد كبير منّا أسطح وجدران المدرسة والمباني المجاورة!! وتحدث الصادق المهدي كما لم يتحدث من قبل وجاءت الأسئلة بذات حرارة الجو و«المتحدث» و«المناسبة» والأجواء السائدة في البلد!!. والسؤال الذي لن أنساه عندما سأل أحد الطلاب الصادق المهدي قائلاً هل للإسلاميين دور في استقلال السودان؟ فأجاب المهدي بسرعة فائقة قائلاً لم يكن للإسلاميين أي دور في تحقيق استقلال السودان..! وضح الحضور بالضحك والتصفيق فقد كان المناخ السائد داخل الجامعة وربما في الخارج معبأ ضد الإسلاميين ومايو التي كانت «كديك المسلمية» الذي لا يعرف بالضبط ما الذي ينتظره..! والآن بعد مضي كل هذه السنوات فإن المرء يتساءل هل سيحاسب التاريخ ذات يوم الإسلاميين بأن لهم دور في انفصال وتمزيق السودان؟ الاجابة ليست الآن هي ملك الاجيال القادمة..! ولأن محكمة التاريخ عادلة فإن السؤال الذي سيوجه للأحزاب التي ساهمت بنضالها في تحقيق استقلال السودان سيكون موجعاً لأنه سيذهب ل«العنق» مباشرة ..!من أضاع نضال الرواد الأوائل وكانت المحصلة هي كل هذا الناتج «البائس» الذي نشاهده اليوم واقعاً ملموساً أحزاباً «كرتونية» و«زعامات» فاتها القطار و«خواء» فكري وتنظيمي «مفزغ».. إلخ «خبيات السياسة»؟ اليوم 19 ديسمبر وهو يصادف ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان نبهتني بذلك آمنة السيدح. أنا أعرف ذلك قبل أسبوع فقد ورد ذلك ضمن خطة الصحيفة لهذا الشهر ولكن ماذا نفعل مع الذاكرة الضعيفة فنحن في الدقيقة ننسى «56» مرة!! وبالمناسبة هذا الرقم يعني مرور كل هذه السنوات على استقلال السودان فما الذي تحقق على أرض الواقع!! لا شيء!! ü الشيء الوحيد الذي تم إنجازه أن الحكومات نجحت في «استغلال» - بالغين- الشعب السوداني بكل الأساليب والحيل والمؤامرات والدسائس للدرجة التي وصلناها اليوم وهي حالة لا تسر صديقاً أو عدوًا!!هل يعجب احد ان يتمزق السودان..! ü عندما أشارت عليّ آمنة بأن أكتب عن هذا اليوم رجعت بي الذاكرة إلى العام 1985 - أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً دقيقاً - وكنّا ساعتها طلاباً بجامعة أم درمان الإسلامية واتحاد الطلاب يقيم ندوة عن الاستقلال في الدار بحي العباسية أم درمان بالقرب من مبنى الكهرباء ومبنى البلدية ومكتبة ال Aritichcoun لعل اسمها اليوم مكتبة البشير الريح وهنا أسأل هل لازالت دار الطلاب في ذاك المكان الحميم الزاهي أم رحلت إلى وادي غير ذي زرع!! اتحاد الطلاب هو اتحاد الانتفاضة الباسلة ويتكون من الأمة والاتحاديين والمستقلين ويسمى بالتضامن الإسلامي في مقابل الاتجاه الإسلامي والذي كان يجلس في كراسي المعارضة والندوة جاءت في إطار التحضير للانتفاضة والتي جاءت بعد شهرين فقط وإطاحت بمايو. ü لم نجد موطيء قدم لحضور الندوة والتي كانت حاشدة واعتلى عدد كبير منّا أسطح وجدران المدرسة والمباني المجاورة!! وتحدث الصادق المهدي كما لم يتحدث من قبل وجاءت الأسئلة بذات حرارة الجو و«المتحدث» و«المناسبة» والأجواء السائدة في البلد!!. والسؤال الذي لن أنساه عندما سأل أحد الطلاب الصادق المهدي قائلاً هل للإسلاميين دور في استقلال السودان؟ فأجاب المهدي بسرعة فائقة قائلاً لم يكن للإسلاميين أي دور في تحقيق استقلال السودان..! وضح الحضور بالضحك والتصفيق فقد كان المناخ السائد داخل الجامعة وربما في الخارج معبأ ضد الإسلاميين ومايو التي كانت «كديك المسلمية» الذي لا يعرف بالضبط ما الذي ينتظره..! والآن بعد مضي كل هذه السنوات فإن المرء يتساءل هل سيحاسب التاريخ ذات يوم الإسلاميين بأن لهم دور في انفصال وتمزيق السودان؟ الاجابة ليست الآن هي ملك الاجيال القادمة..! ولأن محكمة التاريخ عادلة فإن السؤال الذي سيوجه للأحزاب التي ساهمت بنضالها في تحقيق استقلال السودان سيكون موجعاً لأنه سيذهب ل«العنق» مباشرة ..!من أضاع نضال الرواد الأوائل وكانت المحصلة هي كل هذا الناتج «البائس» الذي نشاهده اليوم واقعاً ملموساً أحزاباً «كرتونية» و«زعامات» فاتها القطار و«خواء» فكري وتنظيمي «مفزغ».. إلخ «خبيات السياسة»؟