شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    مناوي: أهل دارفور يستعدون لتحرير الإقليم بأكمله وليس الفاشر فقط    آمال ليفربول في اللقب تتضاءل عند محطة وست هام    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. في أول حفل لها بعد عقد قرانها.. الفنانة مروة الدولية تغني لزوجها الضابط وتتغزل فيه: (منو ما بنجأ ضابط شايل الطبنجة)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف أبريل - مقالات
نشر في الصحافة يوم 07 - 04 - 2012


أبريل في الذاكرة..الشعوب لا تنسى أمجادها !
الخرطوم: عادل عبدالرحيم
وضع الشاب يده على رأسه محاولا تجميع افكاره بعد ان تلقى تكليف عمله بذكرى انتفاضة أبريل «المجيدة» بعد ان سقط يوم السادس من أبريل من ذاكرته ربما سهواً، وقال « نسيت ان السادس من أبريل هو غدا»، والشاب صحفي في اواخر العشرينات، لم يحس بحرج نسيانه قائلا» ياخي انا براى الناسي ما كل الناس مسحت من ذاكرتها»، و» الناس» في كلماته تعني الشعب، والشعب لاينسى ايامه التى يصنعها، وكل شعوب الدنيا تحتفى بها وتجعلها اعيادا ترفرف فيها الاعلام،وتنشد اغاني تمجد عظمة المناسبة.فالثورة الفرنسية الشعبية لازالت محل احتفاء وعيدا لشعبها رغما عن مرور مايزيد عن اكثر من 200 عام على اندلاعها، وانتفاضة شعبها حيث يعد يوم 14 يوليو «سقوط الباستيل «من كل عام عيدا وطنيا لها.
ومر السادس من أبريل على البلاد امس، دون ضجيج الاحتفاء، وكأنه توارى في عميق ذاكرة الشعب، ونأت وسائل الاعلام عنها، وان شذ القليل منها عن القاعدة « ثلاث صحف»، افردت لذكراها حيزا في صفحاتها، علها تكشف بعض الجوانب وخفايا انتفاضة الشعب السوداني التى اطاحت بحكم جعفر نميري في أبريل 1985م، ولترسم بعضا من ملامح ثورة وتجربة ضخمة وكبيرة في التاريخ المعاصر لانها تمثل لدي الكثيرين، وان تخلفوا عن تمجيدها ولو لحين، حيث تعنى لهم «وحدة شعب باكمله، وجيشه» في ملحمة وطنية خالدة،في حين خلا الاعلام الرسمي من الحديث عنها،او الاشارة إليها،نشطت المواقع الالكترونية السودانية في التركيز على دورها في خلق واقع جديد،واثارت كذلك كتابات بعض من شاركوا فيها شجونا قديمة، وأسئلة جديدة عن اليوم والغد.
«الصحافة» حاولت ان ترصد ذكرى انتفاضة أبريل « السابع والعشرين» لدى العديد من افراد الشعب السودان بمختلف اعمارهم،وسألناهم عن «6 أبريل»،وبدا على البعض الاستغراب من السؤال، واخرون جاءت اغلب اجابتهم بأسئلة «هي وين؟ وعملت شنو؟»، بينما عبر اخرون بحزن وأسى عنها.واخرون حكوا عن مواقفهم فيها ساردون احداثها على مستواهم الشخصي.واخرون صوروها شبيهة بثورة اكتوبر المجيدة والتى وصفها الشاعر عفيفي اسماعيل ،قائلا «حكت جدتى» « ارتفع مرجل الغضب الشعبي إلي ذروته القصوي، أوقف العمال المصانع والقطارات ومصانع حليج القطن،المزارعون تركوا مزارعهم وجاءوا بعرقهم المالح واصواتهم الجهيرة، الموظفون تركوا المكاتب وساروا مع الركب الهادر، والتجار أغلقوا الاسواق كلها وجاءوا، والنساء كما هن دائماً كن في طليعة الحشود الوضيئة، الطلاب المرجل الذي لا يهدأ كوموا أكداس الطوب علي كل نواصي الشوارع منذ ليلة البارحة تحسباً لأي طارئ دفاعي ضد البوليس الذي يطاردهم من شارع إلي شارع، ويتطاير في الفضاء دخان اسود خانق برغم كل ذلك كل الجموع ترابض في الشوارع وهي تغلي وتمور وتهتف:»بالدم.. بالروح.. نفديك يا سودان» «بالدم.. بالروح.. نفديك يا سودان»
فجأة تحول الهدير الغاضب والهتاف المشجون إلي أهازيج وأغنيات طروبة وزغاريد تعانق الشمس وحمل الفتية أغصان أشجار « النيم» وهم يضحكون ويبكون بهستريا جماعية في لحظة سعادة نادرة ،وصاروا يعانقون بعضهم البعض ليس فرحاً بنجاة أرواحهم التي كانوا في الأيام السابقة يهبونها بين كل رصاصة وهتاف طائعين فداءً للوطن، بل من أجل خلاص البلاد من طغمة العسكر البغيضة. وبين أغنية ونشيد كان الهتاف داوياً». وهذا الوصف وان كان خاص بمدينة واحدة في السودان إلا انه تشابه مع مدن اخرى،وتاريخ اخر في أبريل 1985،قال عنه الكاتب الراحل حسن ساتي بعد مرور 21 عاما على الانتفاضة في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية « تمنطقت انتفاضة أبريل للداخل السوداني طفلة جميلة تختزن تاريخا ومرارات غلب فيها البحث عن الثأر على البحث عن خطاب سياسي يستفيد من الاخطاء التاريخية منذ الاستقلال، فبدت الطفلة كبريئة ترقص في حجرة البيت الشمالى والرصاص «.
وبين أبريل 85 وأبريل اليوم، يقرأ التاريخ وتعاد الكتابة عن ثورة صنعها شعب وعزل حاكمه،والثورات الشعبية لاتأتي بلا سبب بحسب الكاتب الامريكي كي برنتون في كتابه « دراسات تحليلية للثورات « والذى يقول فيه ان المراحل الاولي للثورة تشهد سيلا في الاحتجاجات ضد الطغيان والحكومة، وان الثورات تتحدث جميعا باسم الحرية ، وتوجه ضد طغيان القلة وتدعو إلي حكم الاغلبية « ليضيف» كما ان جميع الثورات تحمل دعوة إلى الديمقراطية والحقوق المدنية والدساتير المكتوبة».
وحتى قدوم أبريل القادم ستكون هناك كثير من الاسئلة المعلقة «هل ينسي الشعب أبريل ويغادر ذاكرته؟، وهل تنسي الشعوب امجادها وان اختفت ملامح الفرحة والاحتفال به؟»، وقد تتباين الرؤية بين البعض عن سبب تجاهل انتفاضة «مارس- أبريل» بين من يقول «ان التاريخ يسجل ويكون شاهدا يكتب ويدون انتصارات ويحفرها في الذاكرة الشعوب بحيث لا تحتاج لمن يذكر به، وبين من يقول انها استنفدت غرضها وضيعها الشعب واحزابه السياسية لذلك سقطت من حساباته، واصبحت جزءا من تاريخ السودان ليس غير،وهو الرأي الذى يدافع في وجه دعاة ان فهم الحاضر لايكون دون ماضي ،ومعرفة الماضي تكسب الشعب خبرة سنوات طوال مدعمين رأيهم ب» ان الشعوب التى لاتعرف ماضيها مجددا ومدروسا لن يكونوا يوما شعوبا عظيمة».
وحتى تبقي الاجيال الجديدة متذكرة ماضي بلادها وامجاد شعبها لتكون على قدر من المعرفة الواجبة بتاريخ وطنها وتضحيات رجاله ونسائه،لاجل ان تخلق اتصالا حيويا بمجد خالد صنع في «أبريل 85»،ليمنحها التاريخ وثيقة لم توف حقها الكامل بالتدقيق والتسجيل والتوثيق،وذلك باعادة اجترار الاحداث العظيمة الملهمة في تاريخ السودان الحديث.
السادس من أبريل . . ذاكرة الزمان والمكان
تقرير : قاسم فرحنا
السادس من ابريل ليس يوما عاديا بالنسبة للسودانيين ففيه تخلصوا عبر انتفاضة شعبية تعد الثانية في البلاد بعد أكتوبر المسماة بأكتوبر الأخضر تخلصوا من حقبة مايو التي استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما كانت مليئة بالتطورات السياسية والاقتصادية الخطيرة . ويعرف عن مايو انها ثورة المتغيرات وعدم الثبات على المواقف . وتعد انتفاضة السادس من ابريل نقطة تحول هامة في تاريخ الشعب السوداني الذي خرج في العام 1985 الى الشارع تقوده النقابات والاتحادات والأحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري في سنوات حكمه، فأعلن وزير دفاع النظام آنذاك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب انحياز القوات المسلحة للشعب، وحين كان نميري في طريقه للعودة جوا الى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، نصح من معاونيه بتغيير وجهته الى القاهرة ، وهو ماتم معلنا نهاية حكمه الذي شهد عدة أحداث أبرزها انقلاب هاشم العطا وأحداث الجزيرة أبابا وحركة المقدم حسن حسين وأحداث 1976 المسماة زورا وبهتانا بأحداث المرتزقة هذا الى جانب اعدام الاستاذ محمود محمد طه واتفاق أديس مع المتمردين ومن ثم تطبيق الشريعة الاسلامية وما يعرف بقوانين سبتمبر.
ويعد انحياز الجيش للشعب ،كما اسماه المشير عبد الرحمن سوار الذهب، عملا وطنيا مسئولا فعندما أذاع المشير بيانا اعلن من خلاله سقوط ستة عشر من حكم النميرى، تكشف تفهم المؤسسة العسكرية لما يحتاجه الشعب، والذي جني فيما بعد ثمار انتفاضته فترة انتقالية لمدة عام تسلم بعدها السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة .
وعلى كل تظل انتفاضة السادس من ابريل صفحة مضيئة في تاريخ السودان لأنها وفقا لمراقبين جسدت لما يعرف الآن بثورات الربيع العربي لدرجة ان الحزب الحاكم هنا سخر من هذه الثورات التي حدثت في عدة بلدان عربية مستبعدا في الوقت ذاته امكانية انتقالها للسودان . والشعب السوداني بكل مكوناته انحاز لتلك الانتفاضة ولكل دواعيه فالأحزاب السياسية السودانية هي الأخرى وجدت فرصة الانتقام من نظام النميرى حينما خرجت الجموع . الاسلاميون هم من فاتهم شرف الانضمام الى الجماهير في انتفاضة ابريل، فقد كانوا شرارة الانتفاضة بما أتوا به من قوانين صادرت حتى الأفكار،وبها اعدم المفكر محمود محمد طه زعيم الجمهوريين وقطعت أيادي مجموعة من الناس وعمت الفوضى نظام نميري الى ان ضاق صدر مايو بهم وطردهم جعفر نميري من المشاركة في الحكم. الحزب الشيوعي السوداني هو أيضا اكتوى بنار مايو فقد اعدم له عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وبابكر النور وكثير من المنتمين الى الحزب وأجهض انقلاب 19 يوليو 1971 بقيادة هاشم العطا واعدم من قاموا بالانقلاب فدفع الشيوعيون فاتورة غالية برقاب قادتهم الذين راحوا ضحية نضالهم .والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي كان تمردها قبيل الانتفاضة «15 مايو 1983 » عندما تحالف الاسلاميون مع نظام مايو واتوا بقوانين سبتمبر كقوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية والتي شابتها عيوب التطبيق وكانت مسمار نعش دق على دولاب حكم مايو .. آثرت هذه الحركة ألا ترمي السلاح فقد ألمح زعيم الحركة ان هذه الانتفاضة ومن أجازوا من الجيش « عبد الرحمن سوار الدهن ومجلسه العسكري » انما هي مايو 2 وسوف لن يكتب لهذه الانتفاضة العمر الطويل فهو لن يجازف برمي السلاح والدخول كطرف في الحكم عبر الانتخاب وصدقت توقعاته حيث لم تدم الانتفاضة أربع سنوات فأجهضت بانقلاب الانقاذ الذي أتى بالاسلاميين للحكم . و حزب الأمة كان أكثر الأحزاب تضررا من عهد نميري فقد اعدم نميري امام الأنصار الهادي المهدي وسحق بالطيران مشتركا معه الطيران المصري جموع الأنصار في الجزيرة أبا عام 1970 وشرد الباقي من الأنصار وعذبهم في معتقلاته .
لم تتحقق الاهداف
وبثورة السادس من ابريل طوى الشعب السوداني معالم حقبة مؤثرة بحسب مراقبين في وقت تشهد فيه البلاد على حد أرائهم ظروفا مماثلة لذات السيناريو الذي قاد للانتفاضة التي يراها القيادى بالبعث السوداني محمد وداعة الله انها انتفاضة ضد ديكتاتورية نميرى وانها شبيهة بأكتوبر الأخضر التي قام بها الشعب وقادت للحكم الديمقراطي . ويرى وداعة الله لدى حديثه للصحافة أمس ان ابريل لم تحقق أهدافها لتكالب القوى السياسية عليها ولكنه أشار لدى حديثه للصحافة أمس انها ستكون مخزونا استراتيجيا نضاليا للشعب السوداني الذي يستلهم نضاله منها لتكرار ثورة الربيع العربي .وحول ما يتعلق بشأن ما يمكن ان تأتى به ذكرى السادس من ابريل من متغيرات سياسية في الوقت الراهن ، ويشير وداعة الى ان الظروف الراهنة تجاوزت مرحلة الانتفاضة .ويرى ان هنالك بعض الشروط لاحداث عمل مماثل للذي حدث في العام 1985 في وقت دعا فيه القوى السياسية الى ضرورة التفاعل مع القضايا الوطنية والاستفادة من ذكرى ابريل في التوصل الى الوفاق السياسي المطلوب رغم انه أشار الى ان الوطني بوصفه الحزب الحاكم في البلاد لكنه غير راغب في احداث التحول السياسي المطلوب .
شعب مجبول على الحرية
ومن وجهة نظر تحليلية أخرى يراها المحلل السياسي والاكاديمى حمد عمر حاوي انها هبة السماء للشعب السودان وهى طريقه لاحداث التغير المطلوب قائلا ان أبريل هي الدليل الثاني على أن الشعب السوداني مجبول على الحرية، وأنه يرفض الظلم والاستعباد، ويضحي بكل غالي ونفيس من أجل حريته، هذه هي طبيعة المواطن السوداني، وتربيته، وسيكولوجيته وتاريخه، وهي تثبت أن الشعب السوداني لا يمكن أن يُحمل على رأي واحد لحزب أو قبيلة أو طائفة أو جهة واحدة. كل الحلول الأحادية أثبتت فشلها، بل وتعميقها للانقسام السوداني. تأتي هذه الذكرى الآن والبلاد في مفترق الطرق، ينبغي أن نستلهم العبرة من ابريل: لايمكن حمل الشعب السوداني على رأي واحد.
ذكراه ستظل نواة للنضال
البروفسير الطيب زين العابدين احد الذين كانوا يقبعون في سجون نميرى قبيل الانتفاضة بأيام وبحديثه عن ذكرى السادس من ابريل يرى ان الذاكرة السودانية ما عادت تهتم بمثل هذه الأحداث التي وصفها بالهامة الا انه أكد ان هذه الذكرة ستظل نواة للنضال المدني المشهود باعتبار ان السودان رائد في هذا المجال رغم وجود ما يسمى بثورات الربيع العربي وقال ان هذا محفز لتكرار الحدث وبصورة أخرى . ورغم ان البلاد تشهد ظروفا بالغة التعقيد يراها البعض أنها أكثر تعقيدا من التي قادت لانتفاضتي أكتوبر وابريل الا ان البروفسير الطيب زين العابدين يرى خلاف ذلك . في وقت أشار فيه الى ضعف التفكير القومي حتى فى شريحتي الطلاب والنقابات باعتبارهما من مفجري الثورتين في السودان .وقال ان الشعور بالجهوية والقبلية أقوى بكثير من الشعور القومي لذلك من الصعب ان تنال القضايا القومية حظها من التفكير الايجابي الذي يقود لمثل تلك الانتفاضة في وقت وصف فيه الظروف الراهنة بالاسوأ من تلك التي كانت قبل مجيء ثورتي ابريل وأكتوبر .وبما ان هنالك مبررات لعدم تكرر ما حدث في ابريل وأكتوبر الا ان الطيب زين العابدين يرى ان للحكومة الحالية دورا بارزا في ذلك لاضعافها لكل المؤسسات المؤثرة قائلا ان الظروف اختلفت عن تلك التي كانت موجودة .
تمر اليوم ذكرى ابريل والبلاد تشهد الكثير من التعقيدات التي خلفها انفصال الجنوب وفى منضدة التعقيد الكثير من الملفات الساخنة التي يتطلب حسمها تقديم التنازلات التي من شأنها ان تسهم فى الحل ووفقا لما تقدم من تحليلات لا انقاذ من هذا المأزق الا عن طريق الوفاق السياسي المطلوب بين القوى السياسية السودانية مجتمعة لاحداث الاختراق السياسي المطلوب فى وقت تعانى فيه معظم الأحزاب من تعقيدات خطيرة تكاد ان تمزق بعضها وهل من الممكن ان تكون ذكرى ابريل موعدا للاصلاح السياسي في البلاد ؟ أم انها ستمضى بلا ذكرى كما أوضح الطيب زين العابدين الذي قال ان ذاكرة الشعب السوداني ما عادت تتذكر مثل هذه الأحداث رغم أهميتها .
أمن الدولة.. لحظات المواجهة
الخرطوم: الصحافة
كان نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري يعول كثيراً في استقرار حكمه على الذراع الطويلة لجهاز امن الدولة.. ففي خلال ال«16» عاماً التي عاشها قبل سقوطه الداوي في أبريل عام 1985.. شهدت البلاد عدة حركات انقلابية و شعبية كانت تستهدف الانقضاض على حكم الرئيس النميري.. لكن الجهاز ساهم بفعالية في افشال غالبها وأفشل بعضها الذي نجح في اجتياز ساعة الصفر. وكفاءة الجهاز كانت تحسب بمعيارين متناقضين عملياً..المعيار الرسمي من وجهة نظر الرئيس النميري وحكومته، والذي يرضى عن أداء الجهاز ودوره طالما كان حامياً للنظام ومثبتاً له،و كلما قمع المظاهرات أو الحركات الجماهيرية النقابية أو في الشارع.. والمعيار الشعبي الجماهيري الذي كان يرى في الجهاز مؤسسة ضخمة تمتص عوائد الدولة لصالح بقاء النظام وقياداته.. اما المعيار الشعبي فهو متخم بصور التعذيب والأهوال التي كانت تروج عن جهاز الأمن. وكانت الصورة الشعبية للجهاز قاتمة موغلة في الاستفزاز.. ونسج الخيال الشعبي كثيراً من القصص الحقيقية والمصطنعة التي ترسخ مفهوم الجهاز «الوحشي» الذي يمارس التعذيب و تدمير حرمات المواطنين وكرامتهم من اجل حماية الرئيس النميري وأعوانه، وشاءت الطبيعة السرية المنغلقة لعمل الجهاز أن تسهم أكثر في الترويج لمثل هذا المفهوم الجماهيري عن جهاز أمن الدولة.
قبل السقوط
في الأيام الأخيرة قبل سقوط نظام الرئيس الأسبق جعفر محمد النميري.. كان واضحاً أن الأخطاء التي وقع فيها جهاز امن الدولة لم تكن كافية لسقوط النظام فحسب، بل الى جر نقمة شعبية عارمة عليه تجعله الضحية الأولى للصورة التخيلية الجماهيرية عن جهاز امن الدولة.
وكان اللواء عمر محمد الطيب رئيس جهاز امن الدولة ونائب رئيس الجمهورية الشخص رقم واحد في السودان عندما انتفخت بطن الأحداث بجنين الانتفاضة الشعبية.. لكن الأحداث تحركت من مسار آخر.. من داخل القيادة العامة للقوات المسلحة التي خطا قائدها العام «الفريق أول» حينها عبد الرحمن سوار الذهب الى الامام وتسلم الحكم.. بينما عمر محمد الطيب خائف يترقب.. ويرسل البرقيات «عبر السفارة الأمريكية بالخرطوم» الى الرئيس النميري في واشنطون للحضور فوراً لقمع الانتفاضة.. فبدا أمام الناس وكأنما الجهاز في كفة النظام.. مقابل الجيش في كفة الجماهير. وخلال الايام التي حكم فيها المجلس العسكري تقرر تصفية جهاز امن الدولة تحت الضغوط الشعبية، ليوكل المجلس العسكري برئاسة الفريق أول عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب الى نائبه الفريق تاج الدين عبد الله فضل رئاسة لجنة الأمن في المجلس العسكري الانتقالي. ويضم المجلس قادة جميع أفرع القوات المسلحة بالعاصمة،وهم عسكريون غالبهم لم يكونوا منخرطين في العمل السياسي، وما كانت تتوفر لدى معظمهم أي دوافع ضد أو مع جهاز الأمن، ولتنهي بذلك حقبة ذلك الجهاز سيئ الصيت.
محطات مهمة
تأسس جهاز أمن الدولة في العام 1978 بقانون صدر بالأمر المؤقت رقم«30» لسنة 1978م وتبع لرئيس الجمهورية، وتم تكوين جهاز امن الدولة عام 1978م بدمج جهاز الأمن العام والأمن القومي الذي كان يرأسه عبد الوهاب ابراهيم. وقد كان هذا الدمج نهاية للدور السياسي و الامنى لعبد الوهاب ابراهيم وبداية لصعود نجم اللواء عمر محمد الطيب الذي صعد لمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد اقصاء النائب الأول وقتها عبد الماجد حامد خليل، وقد لعب اللواء عمر محمد الطيب دوراً مهماً في كل الأحداث التي جرت في تلك الفترة بدءاً بالمصالحة الوطنية وانتهاءً بالانتفاضة الشعبية في ابريل 1985م، وهذا بحسب ما ورد بكتاب العميد أمن «م» حسن بيومي.
اختصاصات الجهاز
وكانت اختصاصات الجهاز الجديد تنحصر في البحث والتحري لكشف أي نشاط داخلي أو خارجي معادٍ للدولة، وهو بالتالي يعمل في المنظومتين الداخلية والخارجية.. لكن القانون منح رجال امن الدولة علاوة على سلطاتهم الأخرى نفس صلاحيات رجال الشرطة الواردة في قانون الشرطة لعام 1977م و قانون الاجراءات الجنائية لعام 1974م. ورئيس جهاز امن الدولة كان مسئولا أمام مجلس الأمن القومي ويقدم اليه تقاريره السرية، وهو مجلس يضم في عضويته عدة جهات مرتبطة بالعمل العسكري والسياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.