٭زمان حينما كانت مدينة ود مدني بغضها وغضيضها وخيرها الوافر الذي يغمر المدينة ويتمدد ويفيض ليمطر مدن السودان الأخرى بشتى خيراته الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية. ٭ وفي مجال الكرة تحديداً كانت مدني «بطنها بطرانة» تحبل كل عام فتنجب لملاعب الكرة السودانية أفذاذ اللاعبين الذين تتسابق نحوهم أيام التسجيلات أندية الهلال والمريخ والموردة وبورتسودان.. فتكفيهم جميعاً وتصدر الفائض لمصر ودول الخليج ومع هذا تحتفظ بالمزيد. ٭ كان يتهافت عليها الجميع أيام موعد التسجيلات.. يخطبون ودها.. وتتقافز الفارهات مسرعات نحو ديارها للمبادرة بخطف نجومها السوامق.. وكان يكفي أن يكسب الهلال أو المريخ لاعباً من سيد الأتيام أو الرومان مثلاً فيعود وفده إلى العاصمة مكللاً ببشريات الفرح الهستيري فيضئ الكشافات ويقيم الاحتفالات وتخرج التظاهرات وهي تحمل اللاعب والإداريين على الأعناق. ٭ أما الآن في زماننا البائس هذا فقد تغير الحال سادتي وبتنا لاندري حقيقة هل شاخت مدني وعقرت.. فما عاد بوسعها إنجاب نجوم الكرة؟ أم أنها تتعاطى حبوب منع الحمل بعد أن أوهنها كثرة الإنجاب وفقر الدم وسوء التغذية نتيجة لتردي الأحوال الاقتصادية؟ ٭ ونتيجة لهذا القحط والجفاف الكروي الذي أصاب أم المدائن انقطعت وفود إدارات القمة عن الإطلال على المدينة.. فحقيقة لايوجد فيها حالياً مايسيل له لعاب إداريي الهلال والمريخ من نجوم الكرة.. ليس هذا فحسب.. بل أن أندية مدني نفسها شرعت منذ أعوام في استجلاب لاعبين من مدن أخرى لدرجة أن كشوفات لاعبي أندية الأهلي والاتحاد والجزيرة امتلأت بلاعبي المدن الأخرى ولم تترك سوى نذراً يسيراً لأبناء مدني كتمومة عدد ليس إلا. ٭ وقد تفاقم الأمر وازداد سوءاً من التسجيلات الأخيرة التي انتهت قبل يومين.. بعد أن سجلت أندية مدني الكبرى الثلاثة حوالي 25 لاعباً ليس فيهم من أبناء مدني سوى ثلاثة لاعبين فقط. ٭ وأمام هذا الواقع الأليم لابد أن يتساءل الناس والدهشة تهرسهم لماذا عقمت ود مدني وباتت غير قادرة على إنجاب أميز لاعبي الكرة كما كان حالها أيام الزمن الجميل؟ ٭ وهل يعود السبب يا ترى لإهمال قطاعات الروابط والناشئين التي شبعت موتاً في عهد الإنقاذ؟.. أم أن للتدهور الاقتصادي وانهيار مشروع الجزيرة ضلعاً في الأمر؟.. أم أن غياب الرياضة المدرسية وسوء التخطيط والتسيب الإداري له علاقة مباشرة بهذا التدهور الكروي؟ ٭ فهلا أجبتنا يا مولانا عثمان الأمين أبوقناية وزير الشباب والرياضة بعد أن كثرت عثرات سيد الأتيام والرومان والأفيال خلال عهدك؟