.. أذكر أنه وقبل مدة وتحديداً في أيام عيد الأضحى الماضي أعلنت فضائية النيل الأزرق عن حفل على الهواء مباشرة من صالة اسبارك سيتي ونقلت لمشاهديها أن الحفل سيغني فيه الفنان النور الجيلاني وحسين الصادق ويومها جاءني ابني أحمد ذو الاثني عشر ربيعاً وطلب مني ووالده أن نصحبه إلى الحفل وظننته يريد أن يشاهد ويستمع لحسين الصادق لكن فاجأني بأن طلب أن نذهب مبكراً لأن الفقرة الغنائية الأولى للأستاذ النور الجيلاني وهو يريد حضورها من البداية ولشغل شاغل تأخرنا عن الحضور مبكراً ووجدنا فقرة الفنان الكبير النور الجيلاني قد انقضت وشعرت بلمسة حزن قد صافحت وجه أحمد لكنني لم أعر الأمر اهتماماً إلى أن جاءني أول أمس وقال لي بالحرف الواحد شوفي يا أمي أنا ممتحن الثانوي وأنتو عاملين عليّ حصار حتى من التلفزيون لكنني علمت أن الفنان النور الجيلاني سيحيي حفلاً بمسرح خضر بشير وأقول ليكم بالجد كده وديتوني وديتوني ما وديتوني والله العظيم حا أمشي براي وعندها انتبهت أن هذا الإصرار لابد وأن وراءه سر ما وسألته أنت معجب بالنور الجيلاني ففاجأني قائلاً معجب شنو يا أمي أنا بموت في النور الجيلاني وحافظ أغنياته صم وزادني من المفاجأة بالعيار الثقيل أن ترنم بأكثر من أغنية للفنان القامة ورغم انشغالي في ذات الأمسية بتقديم برنامجي (رفع الستار) على الهواء مباشرة من فضائية الخرطوم إلا أنني أصررت على والده أن نصحبه إلى هناك محرضة أياه على «دك» المذاكرة هذه الأمسية وبالفعل اتجهنا نحو مسرح خضر بشير وما أن أطلّ النور الجيلاني على المسرح الممتليء وصدحت الحناجر الا وارتفعت الأيادي الشابة وتهللت الوجوه النضرة وصدحت الحناجر مع الفنان الكبير مرددة أغنياته كوبليه كوبليه وكلمة كلمة ولحظتها كنت أقسم بصري ما بين المسرح وما بين أحمد وحتى صغيرتي وهج وقد استبد بها الطرب وتملكهما النور الجيلاني بالكامل!! الدايرة أقوله من القصة الطويلة دي أنه ليس هناك خوف على الغناء الجميل من الاندثار أو الاندحار ولا خوف على هذا الجيل من أن تطويه موجة الكلمات منزوعة الدسم غائبة المحتوى صدقوني الشباب ديل واعين بدرجة عالية واختياراتهم تتجه نحو الأصالة والجمال بدلالة أن الفنان الكبير بلال موسى هو الآن نجمهم الأول ومعشوقهم وبلال لا لابس جينز ولا مفلفل خصل شعره فالتحية للنور الجيلاني القامة الفنان القاموس والمدرسة ونهر الطرب الذي لا ينضب!! ٭٭ كلمة عزيزة .. أهدتني الأديبة الأستاذة نفيسة الشرقاوي «أم أحمد» نسخة من روايتها الأخيرة «وضاع الحب» ووجدت نفسي أنهل من معين الرواية لا سقي دواخلي بأسلوب هو كزخات المطر حلاوة ونداوة ونفع ونفيسة لمن لا يعرفها روائية وصحفية ومذيعة تلفزيونية ألوم أجهزة الإعلام «المتمترسة» في الخرطوم أنها لم تمنحها حق تسليط الضوء والاستفادة من معينها ومخزونها الأدبي الثر فيا فضائيات الدلاليك نفيسة الشرقاوي أحق بالاستضافة من ناس فلانة وعلانة اللاتي كل رصيدهن خصلتين وثوب مهفهف. ٭٭ كلمة أعز .. أعتقد أن بالفضائية السودانية مذيع مقتدر أسمه نادر أحمد الطيب أين الرجل؟ ولماذا هو بعيد عن الشاشة؟؟