أبدى الأستاذ عثمان ميرغني في عموده (حديث المدينة) بالأمس إعجابه بالعقيد عبد الرحمن الصادق المهدي بحسبانه (دقة جديدة) في الحزب.. لكن وللحقيقة في الساحة السياسية كلها. فقد خرج عما هو ثابت وراتب في نمط ممارستنا للعمل السياسي الذي يقوم على أن (الحكومة والمعارضة لن يلتقيا.. وكأنها الشرق شرق والغرب.. غرب..!) ففي الأسابيع القليلة الماضية التي أصبح فيها العقيد (ركن) عبد الرحمن مساعداً لرئيس الجمهورية رشح عنه ومنه الكثير مما يقول إنه شخصية قومية أكثر منه حزبية لا سيما عندما أعاد إلى الأذهان وعلى طريقته الخاصة في آخر لقاء له في برنامج (في الواجهة) مقولة جده الإمام عبد الرحمن المهدي (لا طوائف ولا أحزاب.. ديننا الإسلام.. ووطننا السودان). وقد كانت رسالة موجهة منه إلى جماهير حزبه وأبناء طائفته وكل السودانيين بطبيعة الحال. وقد أعجبني في ذلك اللقاء التلفزيوني الكثير مما ينبيء عن صدق العقيد عبد الرحمن وموضوعيته وتفاؤله. فقد ذكر عبد الرحمن وعلى غير عادة السياسيين أن حضوره جلسات مجلس الوزراء وغير ذلك من اللقاءات مع المسؤولين أضاف له من المعلومات الكثير الذي يعتقد بأنه وصل إلى المعارضة لإقنعها بأن الأمور ليست كما تراها... وهذا قصور في فن التسويق والوصول إلى الآخر من قبل من يهمه الأمر. نقاط أخرى عبر بها عبد الرحمن حائط الحزبية وهي لقاءاته في القصر مع قادة المسيرية والنيل الأبيض ممن يعدون في سلك حزب الأمة وطائفة الأنصار. وفي ذلك توسعة لسند الحكومة وجسر الهوة بينها وبين الآخرين وحزب الأمة تحديداً. ثم اشادته بانتصارات القوات المسلحة الأخيرة وبقدراتها الدفاعية. ومن ثم نقول للأستاذ عثمان ميرغني إن ما ذكرته في عمودك بالأمس فيه إنصاف للسيد عبد الرحمن الصادق لأنه كذلك بالفعل (دقة جديدة) ليس في حزب الأمة القومي وحده وانما سائر الساحة السياسية التي تعج بالتناقضات وتقول الوقائع إنها تنتظر مصيرها - ومن يقتل نفسه لا أسف عليه.. كما نقول..!