في كل عام.. قبل وأثناء فصل الخريف.. تقوم الدنيا في رأس الولاية حيث تُطالب بفتح مصارف الأمطار. وتقوم الولاية بدورها بوضع الخطط وتوفير الميزانيات لذلك، ورغم تأخيرها إلا أنها تقوم بفتح مالزم منها وتحفر أخرى جديدة.. إلا أنني قد لحظت من خلال تجوالي في بعض المناطق أن المواطنين هم من يقومون بردمها، إما بالنفايات وإما بالتراب لعمل ممرات مما يصعب عملية تصريف المياه ويحبسها في الشوارع. الغريب أن المواطنين الذين يقومون بإغلاقها هم من يقومون بالصراخ وملء الأرض ضجيجاً، ويرمون اللوم على حكومة الولاية لأنها لم تقم بحفر المصارف.. بالمناسبة أنا لم أتجنَّ على بعض المواطنين، لكن من ينظر حوله بجد أن له جاراً يقوم برمي النفايات في المصرف.. ولن تشعروا بذلك إلا عند هطول الأمطار عندما تتمتليء الشوارع والبيوت بالمياه وتتعالى الصرخات «يا أبومروة». في الحقيقة إن الولاية قد قامت بحفر المصارف وأسرعت بنقل التراب من حولها وأظنكم أنتم أيضاً شهود على ذلك، وأقول دائماً «إن اليد الواحدة لا تصفق».. ولا يمكن أن تقوم واحدة بالعمل والأخرى تقوم بالتخريب «متى يكتمل البنيان أن كنت تبني وغيرك يهدم».. وأعتقد أن المواطن هو المستفيد الأول من تصريف المياه ويجب أن نحافظ على المصارف التي تقوم بذلك»..وأذكر في زمن ليس ببعيد، كان المواطنون يعملون في فتح المصارف وتكون تلك الفترة كالعيد عندهم.. فالنساء يقمن بإعداد الطعام للعمال ولأبنائهن الذين يساعدونهم، وبالطبع لا يقدِّم أحد على رمي الأوساخ في المصارف أو حتى ردمها وهم يعلمون أن ذلك يعود عليهم بمشاكل كثيرة. المهم سادتي هناك كثير من الناس لا يهتمون بأي شيء خارج منازلهم.. واهتمامهم ينتهي عند عتبة المنزل ويرمون نفاياتهم دون الالتفات حتى لجيرانهم.. لذا نحن نحتاج لنفرة تثقيفية لتنشيط الروح الجماعية فينا.. وللتذكير بأن الأموال التي تصرف في هذه المشاريع هي أموالنا وكان يمكن أن توظف في مشاريع أخرى يستفيد منها الجميع.. ويجب أن نعي ذلك جيداً حتى لا نضطر للدخول لطرق غير مقبولة للمواطن صاحب الدخل المحدود والتي تتبعها دول كثيرة للمحافظة على نظافة بيئتها وعلى رأسها فرض غرامات على كل من يقوم بتخريب البيئة. كما أننا لن ننسى أن نطالب الولاية ببناء «جنبات» للمصارف حتى يطول عمرها وحتى لا تقوم بحفرها سنوياً.