في قلب موجة الاستعدادات التي عمدت السلطات المختصة على انفاذها عبر خطط وبرامج ارتكزت إلى الإعداد المبكر لموسم الخريف، رصدت كاميرا «الرأي العام» خلال تجوالها بمحليتي ام درمان وكرري عدة مصارف رئيسية واخرى فرعية تربط مدناً ببعضها البعض مازالت تواجه مشاكل تعيق تصريف مياه الامطار مما يشكل خطراً على السكان المحيطين بها.الهدف من ابرازها علنا نستطيع تحريك الساكن في البيئة. ...... مشهد «1» في خريف العام الماضي عانى سكان مدينتي «ود نوباوي الشرقية- القماير» في الريف الشرقي من ام درمان ظروفاً صعبة سببها تراكم مياه الامطار التي جاءت مندفعة من غرب ام درمان لتستقر في «حفرة كبيرة» مساحتها تقارب ال«500» متر مربع تتوسط المنطقتين، وتعتبر من أكثر المسائل المزعجة للسكان بسبب تراكم المياه في قاعها مما أحدث اضراراً بالغة للسكان في العام الماضي، وأكد سكان القماير ان الحفرة اصبحت مهدداً خطيراً لاستقرارهم فعند هطول الامطار تصبح بركة لتوالد «الذباب والبعوض» ومأوى دائماً للضفادع مما يؤدي الى انتشار أمراض مختلفة في مقدمتها «الاسهالات» وعلى حد قول المواطن ماجد أمين ان تراكم مياه الامطار في تلك الحفرة تتسبب في تصدع جدران المنازل المحيطة بها كما ادت الى تآكل الاثاثات مما كلف الأسر جهوداً كثيرة لاعادة تأهيل المباني مما يتطلب ردمها قبل هطول الامطار، واضاف: قامت بعض الأسر بعمل ردميات أمام المنازل لتفادي آثار الخريف المتمثلة في «الوحل» لتسهيل حركتهم. مشهد «2» في الاطار ذاته فان الكارثة المحتملة والأكثر خطورة تتموقع في وجود «مصرف ود درو» وهو قديم جداً يربط ثلاث مدن هي «ود البنا- والهجرة- وودرو» بالريف الشرقي لام درمان، تمر بالمصرف مياه الامطار القادمة من ال «أمبدات» في الريف الغربي في اتجاهها الى مصب نهر النيل، هذا المصرف غطت مداخله الاوساخ وتسببت في إغلاقه تماماً واضحى يحتاج الى اجراء عملية قيصرية سريعة من اجل فتح جوانبه وإعادة ترميمه. يساور الخوف أغلب المواطنين من بطء المعالجات التي تقوم بها المحليات، وقال المواطن «عبدالحميد ابراهيم»: ظلت عربات النظافة بعيدة عن المصرف طوال الأشهر الماضية وانتقد العمليات الاسعافية للمجاري والمصارف التي تأتي وقتية فقط، مشيراً الى ان تأهيل المصرف سوف يحل مشكلة التصريف في مناطق كثيرة. لم تكتف الكاميرا بهذا القدر من المصارف فقد شمل الرصد محليتي بحري والثورات بأم درمان حيث هناك مصارف فرعية وموجودة اصلاً لكنها مليئة بالمياه الراكدة والنفايات، ونبه المواطنون الى ان الوضع الصحي في خطر ما لم تتدخل السلطات بشكل سريع واتخاذ حزمة من التدابير للحيلولة دون حدوث الازمات المصاحبة لفصل الخريف، وتطابقت تنبيهات المواطنين مع توقعات سلطات الارصاد الجوي التي تنبأت بأن يكون خريف هذا العام مبكراً وبمعدلات أمطار عالية. تطهير المصارف ما حصدته الكاميرا وضعناه أمام السلطات المحلية التي أكدت استعدادها لمواجهة ظروف الخريف، والمتمثلة في حفر المصارف وشفط المياه، واقامة سدود ترابية، وسعياً للتقليل من هذه المخاطر عمدت محلية ام درمان على انفاذ برامج التطهير بشق المصارف والعمل على ان تكون مصارف مشيدة بصورة دائمة بقدر الامكان تفادياً لتكرار عملية حفر المصارف سنوياً. وأوضح الدكتور بشير أبوكساوي معتمد محلية ام درمان ان العمل في جانب تأهيل ونظافة المصارف والمجاري يتم بواسطة العمالة المباشرة وقد تجاوز في كثير من مناطق ام درمان نسبة «80%».. وحالياً تعمل الوحدات على إزالة الانقاض الموجودة ببعض المصارف وذلك بالتنسيق مع الولاية، مشيراً الى ان عمليات التطهير تمت بالتعاون مع وحدات المحلية والوحدات الولائية. وحول المصارف التي تم رصدها ومازالت مغلقة بسبب الاوساخ قال: المحلية أعطت أولوية كاملة لتلك المجاري كما عملت على معالجة الاخطاء ومشاكل الخريف الماضي عبر عمل الردميات في إمتدادات الريف الجنوبي واقامة طرق ترابية لتسهيل حركة الناس. في سياق موازٍ بدأت محلية أمبدة عمليات تطهير المصارف الرئيسية والفرعية بالمنطقة وذلك بالتعاقد مع شركات النظافة التي التزمت على متابعة المصارف حتى بعد هطول الامطار، وأفادنا معتمد امبدة حسن محمد حسن الجعفري أن المحلية قامت بتطهير «200» كيلو متر في الريف الغربي وعزا المشكلات في بعض المصارف الى سوء سلوك المواطنين برمي الاوساخ والانقاض في المصارف والمجاري، وحث المواطنين على مساعدة الجهات الرسمية لتجاوز كوارث الخريف.