كم من فتاة جميلة ذات دين وحسب ونسب وشرف ومكانة أوقعتها الظروف وقلة الخبرة وتلبَّس عليها إبليس وزيَّن لها «عريس تعيس» باسم الحب اللعين.. والذي حين يسيطر على ذاك «الموتور» يرفع من إيقاع ضخه للدم بقوة «أربعة حصان».. حينها لن تستطيع الأسرة.. القيم والأعراف والمنطق ولا حتى شروط الدين في التكافؤ.. والأخلاق أن تسمع لها ركزاً..تصم الآذان.. تعمي البصائر.. ولا تعود تلك الحسناء تبصر ولا تحس سوى ذاك الوهم الكبير.. أتعرفون أن أكثر ما نحب هو ما نتوهم ونتخيل.. فكم من حقيقة كانت في الآمال وهم!.إن الوهم يجعلنا لا نفرق بين التراب والإبريز.. تُستبدل المعايير والمفاهيم.. يصبح كل سالب هو موجب.. لاترى تلك المدللة حقيقة ودواخل ذاك الرجل!! صحيح أن الحب يلغي العقل ويمنحه إجازة مفتوحة حتى يعود بعد أن يجتمع الضدان فهل رأيتم محباً عاقلاً؟!. أتعلمون أن في الدين حلاً لكل مشكلة فلو اتبعنا نهجه في كل شيء حتى اختيار العريس.. لما دفعنا ذاك الثمن المر من فراق وطلاق وشتات أبناء!! أقول لكل بنت يجب أن تشركي أهلك وأن تنشدي التكافؤ.. أن تختاري من يخاف ربه لأنه سيراعي الله فيك..لا تتمسكي برأيك فقط من أجل ما تشعرين به، فكم من دموع ذرفت كانت نتاج ذاك الشعور؟.. إن الدين.. الأصل التكافؤ.. هي الأساس الصحيح في الاختيار.. استعيني بتجربة وخبرة وفراسة أهلك..! و إياكي صغيرتي من التفريط في ممتلكاتك كأنثى ولو جزئياً..! فحتى لو تزوجت بذاك الحبيب فهو لن ينسى لك أبداً ما فعلت وستظلين تحت دائرة شكه وظنه ما دمتِ حيَّه.. حينها سيتبدل كل ذاك الحب الوهم إلى كراهية وحقد بعد فوات الآوان.. فالرجل الشرقي.. والسوداني خصوصاً يحب أن يعيش الحب مع حبيبته ويتزوج بمقاييس إمرأة كأمة وأخته.. وسيحاسبك على ذاك الحب بأثر رجعي.. لا تجعلي الحب يسلبك عقلك.. فقد قيل «إن الحب والجنون كانا صديقين قديمين نشبت بينهما معركة خرج منها الحب بفقدان البصر.. اجتمعا للمحاكمة، وبعد المداولة والتحقيق تقرر أن يقود الجنون الحب مدى الحياة.. لذا فالحب أعمى يقوده الجنون»!.