والناس يحبون الاستوزار..ومنصب الوزير أصبح غير وظيفته الحيويه فى تسيير مهام الدولة..أصبح مظهراً اجتماعياً مرموقاً ..ودرجة يحلم بها كل مثقف سياسى وكل سياسى يسعى الى تطوير ادواته..وبعيداً عن السياسة..أقول كتب وزراء من المعروفين والمجهولين عن وزراء فى عهود قديمة منذ ايام الدولة العباسية والأموية وما بعدها..خلّد اولئك الشعراء الوزراء بسلبياتهم وهذه رسالة للوزراء الجدد.. مؤداها يجب ان تعملوا بكل الطاقة وكل الشفافية وذلك لن يرصده أحد ولا أحد يوثق له..إنما التوثيق للمثالب والسلبيات فهذا يبقى ويتداوله الناس ليس مع الأيام فحسب بل عبر القرون.. فهذا (صاعد)..وزير المعتمد فى القرن الثالث الهجرى أيام الدولة العباسية..وثق له نقداً الشاعر البحترى وهو شاعر المتوكل المعروف..سجل هذا النقد القاسى مع ان البحترى امتاز بالرقة وسمو الخصال..ولكنه فى الهجاء يبدو سخيفاً ربما لهذا احرق هجاءه فى آخر ايامه..قال عن الوزير صاعد:- أصاعد قد ملأت الأرض جوراً وقد سُست الامور بغير لب وساميت الرجال وأنت وغد لئيم الجد ذو غى وعيب أضل عن المكارم من(دليل) وأكذب من (سليمان بن وهب) و(دليل)وسليمان بن وهب من رجال الادارة عند العباسيين مما يشير الى ان (رأس السوط) قد يصل الى رجال حول الوزير وهذا هيثم بن فراس من شعراء القرن الهجرى الثالث ..لا يبدو مشهوراً مع أن( ياقوت) ذكر أنه شاعر مكثر.. استهدف الوزير الفضل بن مروان فقال فيه: تفرعنت يافضل بن مروان فاعتبر فقبلك كان الفضل والفضل والفضل تلاتة أملاك مضوا لسبيلهم أبادهم التقييد والأسر والقتل والثلاثة هم الفضل بن الربيع والفضل بن يحيى والفضل بن سهل .. والرسالة واضحه أن يتحاشى كل وزير داء الفرعنه . وعلى الوزير أن يتأنى فى إتخاذ القرار والدفع بارائه كلما عن له وإلا كان نصيبه ماقاله الشاعر ابومحمد السلمى وهو كاتب ومتأدب من موظفى الدولة السامانية.. قد كان أباؤكم فيما مضى كرة كأنما خرطتها كف خراط والأن تسعون رأياً من وزيركم فى السوق لاتشترى منكم بقيراط كما إن على الوزير ان يحرص على رشاقته وحسن سمته وإلا تعرض لمثل نيران الشاعر أبوالقاسم الدينورى وهو متأدب من القرن الرابع الهجرى ..فقد قال فى الوزير ونحن لا نتفق معه فى بعض نقده الجائر بالسخرية عن(خلقة)الرجل ولكن الذكرى تفيد ياسائلى عن وزير مدحرج مستدير كبط شط سمين عريض صدر قصير إن كنت أبصرت قرداً مذ كنت فوق سرير فهو الوزير وان كان فى عداد «.....» .. الجميع يأمل الخير من الوزراء ..وهذا أمر قديم..أترى كان هذا السبب فى أن يشن (بشر بن هارون) سلاح شعره فى اتجاه وزير قال فيه متشفياً وذلك فى القرن الرابع الهجرى قل للوزير الذى مافى وزارته للملك حظ ولا للمرتجى طمع أضر عجزك بالدنيا فصرت لها داء عياء ومن بالداء ينتفع لم يرتفع بك فيما نلته احد ولو رفعت امرءاً ما كان يرتفع رهنت بالنقص عن مقدار فضلهم لن يحمد الامن حتى يطرق الجزع نكتفى بهذا ولو إن فى الجُعبة الكثير ..مع تمنياتنا للوزراء بأن يهنأوا بالتكاليف الكثيرة اكثر من الهناءة ببريق المنصب..