مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعراء هجوا أمهاتهم
نشر في الوطن يوم 02 - 08 - 2012

نادراً ما كتب الشاعر العربي عن الأم في أشعاره وقصائده، بل إن الباحث في ديوان الشعر العربي القديم لا يستطيع العثور على صورة شعرية متكاملة عن الأم، فهو سرعان ما يجد نفسه أمام «سرابٍ بِقِيعةٍ يَحسَبُه الظمآنُ ماء حتى إذا جاءهُ لمْ يَجِدْهُ شيئاً» (النور: 39).
أين رصيد الأمومة في شعر أبي الطيب المتنبي مثلاً، وهو الذي لم يتورَّع عن إيثار الفخر بنفسه على الفخر بأمّه في بيته الهزيل:
صلاح الشهاوي
«فلو لم تكوني بنت أعظم والدٍ
لكان أباك الضخم كونك لي أُمَّا»؟
كتاب «الأغاني»
أين رصيد الأمومة في كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني المتوفى عام 356ه، وهو الكتاب الذي يعدُّه الكثيرون أعظم كتب الأدب العربي القديم، والذي يبلغ عشرين جزءاً؟ فلو أنك قرأته من ألفه إلى يائه، باحثاً عن الأمومة في شعر أو نثر، فلن تجد من النثر عن الأمومة إلا فكاهة أو طرفة ذكرها الجزء الأول عند الحديث عن العرجي الشاعر، الذي كان يشتم أحد عبيده أمام أشعب الطمّاع، ولما ردّ عليه عبدُه دفاعاً عن نفسه، قال العرجي لأشعب: اشهدْ يا أشعب على ما سمعتَ من هذا العبد السفيه. فقال أشعب: وعلامَ أشهد؟ لقد شتمتَه ألفاً وشتمكَ واحدةً، ذلك كل ما تعثر عليه في «الأغاني» من النثر المتصل بالأم. وأما الشعر، فلن تعثر منه إلا على بضعة أبيات ليس لها ثقل في ميزان الفن الرفيع.
حتى الشعراء الذين عُرفوا بنسبتهم إلى أمهاتهم لا إلى آبائهم، كابن الدمينة، وابن الطثرية، ومحمد بن عائشة، وابن ميادة... فلن نجد لهم في «الأغاني» أو غيره شعراً في الأم والأمومة، اللهم إلا نصف بيت من الشعر قاله الرماح بن أبرد (وهو ابن ميادة) الذي وصفه أبو الفرج في الجزء الثاني بأنه «شاعر فصيح مقدّم مخضرم من شعراء الدولتين»، ونسب إليه أنه قال يفخر بأمّه الجارية الفارسية العفيفة: «وأمّي حصان أخلصتها الأعاجمُ».
لكننا بعد قليل سنقول: يا ليت شعراءنا العرب تركوا أمهاتهم دون أن يذكروهن بخير أو شر!
*الحطيئة
فقد أبى الشاعر جرول بن أوس بن مالك العبسي، المعروف بالحطيئة، إلا أن يهجو أمَّه وقومها بقوله:
«ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني
وأَبَا بَنيكِ فساءني في المجلسِ
إنّ الذليلَ لمَنْ تَزورُ ركابُهُ
رَهْطَ ابنِ جَحْشٍ في مَضِيق المَحْبسِ
لا يَصبرون ولا تزال نساؤهم
تَشكو الهَوَانَ إلى البئيس الأبأسِ
رَهْطُ ابن جَحْشٍ في الخُطوبِ أَذِلَّةٌ
دُسْمُ الثيابِ قَنَاتُهُمْ لم تُضْرَسِ
بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ وجارُهُم
يُعْطي الظَّلامةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ
قَبَحَ الإلهُ قبيلةً لَمْ يَمنَعُوا
يومَ المُجَيْمِر جارَهمْ من فَقْعَسِ
تركوا النساءَ مع الجيادِ لِمَعْشَرٍ
شُمْسِ العَداوة في الحروب الشُّوَّسِ
أَبْلِغْ بني عَبْسٍ بأنَّ بِجَادَهم
لُؤْمٌ وأنَّ أباهُمُ كالهِجْرِسِ
يُعْطي الخَسِيسةَ راغماً مَنْ رامَهُ
بالضَّيْمِ بَعْدَ تَكَلُّحٍ وتَعَبُّسِ».
لقد فتح الحطيئة عينَيه على الحياة ليرى نفسه مغمورَ النسب لا يعرف أباه، فهو يُنسب تارة إلى أوس وتارة إلى الأفقم فإذا كان من أوس فقد جاء عن طريق ما، لأن والده قد تبرأ منه وألحقه بسواه، وأمّه أَمَة ذليلة، لا تجد من نفسها الجرأة على الاعتراف بأب صريح للابن مخافة أن يؤذي ذلك شعور ساداتها الذين جرّوها إلى النكبة ثم منعوها من الاعتراف بما كان! ثم هي لا تزال في حياة ابنها التعس ضارعة تائهة تتزوَّج بعبد متهم أيضاً في سمعته. في هذا المحيط نشأ الحطيئة، وأنس من نفسه قدرة على معارضيه الفحول في مضمار الشعر، ولكن الناس لا يتركون بيته وأهله ونسبه في ميزان تقديره، فهم يغمزونه إذا وفد عليهم بقصيدة، وهم يُذكِّرونه بما يزعجه من حقائق حياته وعوامل تكوينه، لذا جعل يسأل نفسه من أي ناحية ينالني الناس ويرونني دونهم وضعاً ومكانة؟ إذا كان يُعيِّرونني بأمّي، فسأهجو أمّي بنفسي، فكل هجاء يُوجَّه إلى ناحيتها بعد ذلك لن يكون مصدر إيلام. على أنه في هجائه لأمّه، لم يصدر عن نفس تريد لها المهانة بذكر المثالب الفاضحة وتعداد المساوئ الجارحة، ولو أراد ذلك لوجد من تاريخ حياتها ومرارة تجربته معها ما يُيسِّر له طريق الإقذاع، كما أن هجَّاءً قديراً مثله لا يعوزه أن يسقط على العنيف المؤلم مما يقال في أَمَة متهمة ذات وضع منكود، ولكنه من وراء ذلك كلّه يعرف أنه يركب الصعب مضطراً، وأنه يثور على أمّ تجري دماؤها في عروقه، ويُنازعه قلبه الحنين إليها والعطف على محنتها التي التبست بمحنته في مجتمع طبقي يعترف بالرؤساء دون الأذناب فكان قصارى أمره أن يقول فيها:
«خزاكِ الله شراً من عجوزٍ
ولقَّاك العقوقَ من البنينِ
فقد ملكتِ أمرَ بنيكِ حتى
تركتِهمُ أدقّ من الطحينِ
لسانكِ مبردٌ لا خير فيه
ودرّك درّ جاذبةٍ دهينِ».
وهكذا هجا أمَّه فجعلها ناقةً جاذبةً، أي التي جذبت لبنها من ضرعها فذهب صاعداً، ودهيناً أي الناقة البكئة القليلة اللبن التي يمري ضرعها فلا يدرُّ قطرة واحدة.
وقال أيضاً يهجوها بأنها غربال نمَّامة، وكانون ثقيلة وخمة:
«تنحّي فاجلسي مني بعيداً
أراحَ الله منك العالمينا
أغربالاً إذا استُودعتِ سراً
وكانوناً على المتحدّثينا
حياتك ما علمتُ حياة سوءٍ
وموتك قد يسرُّ الصالحينا».
وعلى كل حال ليس عجيباً أن يهجو الحطيئة أمَّه، وهو الذي هجا نفسه ذات يوم حين لم يجد من يهجوه:
«أبت شفتاي اليوم إلا تكلُّماً
بشرٍّ فما أدري: لمن أنا قائلهْ؟».
وجعل يدور هذا البيت في شدقيه، باحثاً هنا وهناك عن فريسة يقيء عليها، ولكنه لم يجد إلا نفسه، ولم يشاهد إلا وجهه في بئر أو حوض ماء، فقال يهجو نفسه:
«أرى ليَ وجهاً شوَّه الله خلقه
فقُبِّح من وجهٍ وقُبِّح حاملهْ».
*محمود أبو الوفا
وما أحسب أن شاعراً قبل الحطيئة أو بعده جرؤ على هجاء أمّه بهذا الشكل الفج إلا الشاعر المصري محمود أبو الوفا (1900 – 1979)، الذي ثار على والدَيه، بل على كل أب وكل أم من طراز أبيه وأمه، فقال في ديوان «أنفاس محترقة»:
«أبي، وفي النار مثوى كل والدةٍ
ووالدٍ أنجبا للبؤس أمثالي
خلَّفتني فوضعتَ الحبلَ في عنقي
تشدُّه كفُّ دهر جدّ ختَّالِ
ما كان ضرَّك لو من غير صاحبةٍ
قضيتَ عمركَ شأن الزاهد السالي».
ولا نعرف ما كان ضرّ شاعرنا لو أنه وقف من أمّه موقف المتنبي الذي اكتفى من تعداد أفضالها بأمومتها له كما مرّ، أو أنه وقف من أبيه موقف المعرّي الذي عرّف لوالده يوم القيامة وبيَّنَ أهوالها، وإن وصفه بالجناية عليه في بيته المشهور:
«هذا ما جناه أبي عليَّ
وما جنيتُ على أحدْ».
وما كان ضرَّه لو أنه تحاشى التعرُّض لأبويه بخير أو بشرّ، منشداً قول الشاعر القديم:
«على أنني راضٍ بأن أحمل الهوى
وأخرج منه لا عليَّ ولا ليا».
*أبو إسحاق الألبيري
كلمة «الأم» في معاجم لغتنا العربية، لا تكاد تخرج على معنى الجامعية أو معنى الأصالة للشيء طبقاً أو وضعاً، وحقيقة أو مجازاً، كما تنطق بذلك الكلمات الآتية على سبيل التمثيل لا الحصر: أم القرى وهي مكة المكرّمة مشرق الإسلام، وأم النجوم بمعنى المجرّة وهي منطقة سماوية بيضاء قوامها نجوم كثيرة لا يدركها البصر المجرّد ويُشبِّهها شعراؤنا العرب بالنهر تشبيهاً بليغاً قائلين «نهر المجرة»، وهناك أم زفر وهي كناية عن الدنيا، وأم مثواك وهي كناية عن صاحبة المنزل الذي تقيم به، وأم الرمح وهي كناية عن الراية تلتقي لديها وترجع إليها جميع الرماح وغيرها من الآلات الحربية القديمة.
وعلى هذا فإن الشاعر أبو إسحاق الألبيري يعيدنا في قصيدته إلى أصل معنى كلمة «الأم»، وهي الدنيا عندما يبدأ بالحديث عنها في هجائه لها، وقد نادته لتحاوره وتتبيَّن موقفه منها، وما يدور في خلده تجاهها، فيعرض لبؤسه فيها بعدما يصدّها منذ البداية، عاداً أنه ليس من الكياسة تلبية ندائها، لأن الدنيا كما رأى قاسية بل هي كالمرض المقيم بين الضلوع ليس له دواء، ثم يوضح كيف أن الله فرض علينا البرّ بالأم وعدم عقوقها، أما هذه الأم - الدنيا فهي التي تعقّ بأبنائها، لذا فعقوق جميع الأمهات محرّم إلا هذه الأم:
«لا كنتِ من أمٍّ لنا أكَّالةٌ
بعد الولادة، ما أقلَّ حياكِ
ولقد عهدنا الأم تلطف بابنها
عطفاً عليه، وأنت ما أقساكِ
ما فوق ظهرك قاطن أو ظاعن
إلا سيهشم في ثفال رحاكِ
أنت السراب وأنت داءٌ كامنٌ
بين الضلوع فما أعزَّ دواكِ
يُعصى الإله إذا أُطعتِ، وطاعتي
لله ربي أن أشقَّ عصاكِ
فرضٌ علينا برّنا أمَّاتنا
وعقوقهنَّ محرَّمٌ إلاكِ».
--
«مهر الصياح» .. آليات القهر على مدى الأزمنة
صدر حديثا عن وزارة الثقافة والفنون والتراث الترجمة الإنجليزية لرواية «مهر الصياح» للروائي السوداني أمير تاج السر، تقع الرواية التي نقلها للإنجليزية عبدالوهاب عبد الله، وأمل عبدالله في 395 صفحة من القطع المتوسط، في طبعة راقية وغلاف جذّاب. تحكي الرواية قصة «آدم نظر»، ابن صانع الطبول الفقير في سلطنة أنسابة العجائبية، وتلك الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر التي قطعها من أجل أن يحقق حلمه.
وقد كتبت الرواية بلغة شعرية امتاز بها أسلوب أمير تاج السر، واستوحت من التاريخ والأسطورة وأيضًا من الواقع المعيش، وامتلأت بشخصيات متعدّدة، وطرائق حكي جديدة، كما اشتملت على معلومات كثيرة، ورصد للبيئة المحلية في الزمن الذي جرت فيه الأحداث، وهو القرن الثامن عشر الميلادي. اعتبر كثير من النقاد مثل فيصل دراج وصبري حافظ، الرواية إحدى العلامات الكبيرة في الرواية العربية، ووصفها الناقد د.صبري حافظ بأنها دراسة شيقة في آليات القهر، على مدى الأزمنة. كما وصفها المستشرق البلجيكي اكزافيه لوفان الذي يعكف على ترجمتها للفرنسية، بأنها رواية غنية وضاجة بالمتعة، وكفيلة بفتح حوارات ثرية بين الشرق والغرب.
أيضًا تنشر دار بيارسون الإنجليزية، في سبتمبر القادم، في سلسلة الكتاب الأفارقة العريقة التي أسسها الكاتب النيجيري الكبير تشينوا تشيبي في أوائل الستينيات من القرن الماضي، ترجمة إنجليزية لرواية «صائد اليرقات»، لأمير تاج السر التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة بوكر العربية 2010، وقام بترجمتها للإنجليزية المستشرق الأمريكي وليام هتشنز، وتحكي قصة عبدالله فرفار، ضابط الأمن المتقاعد الذي قرأ في عدد من الصحف والمجلات عن أشخاص لا علاقة لهم بالكتابة، أصبحوا كتابًا، وأراد أن يصبح مثلهم، ومن ثم بدأ مغامرته بالتعرف على الروائي أ. ت، حتى يتعلم منه حيل الكتابة، وقد وصفها النقاد بأنها رواية ساخرة، تصدّت لموضوعين مهمين هما موضوع الصراع بين قوى الأمن والثقافة في الوطن العربي، وموضوع الكتابة الذي أصبح شغلاً لعدد من الذين لا يملكون موهبة ولا دراية.
هذا ويعتبر أمير تاج السر من أهم كتاب الواقعية السحرية في الأدب العربي، ويمتاز أسلوبه باللغة الشعرية الموحية، وتوظيف الأسطوري والسحري والغرائبي، وصدرت له أكثر من 15 رواية منها: توترات القبطي والعطر الفرنسي وزحف النمل وأرض السودان - الحلو والمر، وعدة كتب في السيرة منها: مرايا ساحلية وقلم زينب. وأكد الروائي أمير تاج السر سعادته بترجمة أعماله إلى لغات أخرى، بالرغم من أنها كتبت أصلاً للقارئ العربي، لكن إن قرأها الآخر ذلك يعد مكسبًا، وقال «رواية مهر الصياح»، تعد من أعماله الملحمية المهمة بجانب «توترات القبطي» الصادرة عام 2009، و»رعشات الجنوب» الصادرة عام 2011، و»أرض السودان» الصادرة هذا العام، وإنه كتبها بنفس واحد، واستغرق كتابتها أكثر من ثلاثة أشهر، واستند فيها على تاريخ مواز للتاريخ الحقيقي، وكان سعيدًا أنها عثرت على قارئها وانتشرت عربيًا. أضاف تاج السر: إن «صائد اليرقات» من رواياته المعاصرة التي استوحاها من أحداث حقيقية، وتعتبر من الروايات المحظوظة التي انتشرت أيضاً وسط القراء
--
الفلكلور السوداني يحتفل في الأوبر
ضمن السهرات العربية والإسلامية التي تنظمها دار الأوبرا المصرية خلال شهر رمضان، تقام ثلاث أمسيات سودانية، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وسفارة السودان بالقاهرة الأولى في التاسعة والنصف مساء الثلاثاء 31 يوليو على المسرح الصغير.
كما تعاد مساء الأربعاء والخميس 1، 2 أغسطس بمسرح أوبرا دمنهور وسيد درويش أوبرا الإسكندرية.
ويتضمن برنامج الحفلات فقرات متنوعة منها فقرة للإنشاد الديني يؤديها الفنانون فهيمة عبدالله والبصري والسحالي، بجانب غناء فلكلوري من أداء عبدالعزيز المبارك وصلاح بن البادية.
كما يشارك الشاعران بشرى البطانة ونضال حسن الحاج بتقديم مختارات من أهم أشعارهما.
ويصاحب الأمسيات معرض للفنون التشكيلية والمنتجات اليدوية التقليدية التي تستلهم بيئة السودان وتعبر عن التراث الشعبي السوداني.
--
ليالي رمضان الثقافية بالكشافة الجوية
تدشن الكشافة الجوية السودانية بمقرها في الخرطوم الأحد، مهرجان ليالي رمضان الثقافية، تحت شعار «بالتنوع نلتقي وبالثقافة نرتقي»، وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثامن عشر من الشهر الفضيل، برعاية رئيس جمعية الكشافة السودانية؛ أحمد تاجر.وقال قائد مجموعة فرق الكشافة الجوية؛ رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان؛ أسامة عمر غبوش، إن مجموعته درجت على تنظيم هذا المهرجان سنوياً ويأتي هذا العام تكريماً للشاعر الفقيد عوض سر الختم الجمصي. وتتنافس في المهرجان 13 فرقة مسرحية وموسيقية في مجالات (المسرح, الغناء, الإنشاد الديني والمديح, الغناء الوطني, التقديم الإذاعي، وغناء الحماسة والغناء الشعبي والحديث).وتشارك في فعاليات المهرجان المقام بالمسرح الخارجي للكشافة فرق «أحباب الصفا, بنات الكدرو, الكشافة الجوية, نجوم أبو سعد, عروس الرمال, مجموعة ثقافات».ويتخلل أيام المهرجان تكريم لبعض رموز الحركة الفنية والثقافية بالبلاد.
--
قصائد الارصفة
سلام الصادق.
في المتنزه يدب رجلان طاعنان
بظهرين محنيين كعلامتيّ استفهام
يتحادثان بلغة الاشارة
يبدو انهما كانا قد ترجما صمت المكان سنيناً طويلة
واليوم جاءا يتكئان عليه .
.....
صنعتُ هدوءاً من مخلفات جبل
وقاطرةً من سنوات التعب
وطفلا باثني عشر جرحاً في روحي
ودخلتُ النفق
.....
ان لم تكن الحب
فانت شيئا يشبههُ
يسبب الالم أيضاً .
....
كما المسافرين الصغار ليلاً
حين يجهشون بالبكاء
من شدة التعب او الاحتجاج
لانهم يحبون القوارب الصغيرة
والطائرات الورقية فقط
وقبلات الصباح السريعة قبل الروضة
تجلسين لصقي ووجهك للنافذة
وكنت تشيحين بوجهك عني
تحاولين الاختباء داخلك للحظة قصيرة
لكن ورغم هذا
كنت اراكِ بوضوح
كيف تنزلقين بين عوالم عدّة خارج حدود مجرتي!
بينما كان عشب اوائل الخريف
يهدهد الحشرات الصغيرة
لنومٍ ثقيل
بعد ان افزعها صفير القطار !!
.....
لماذا لا أرى ليلاً دون ظِلالك لأطلق في عماه خيول رغائبي ؟
لماذا لا ألثم ليلاً دون انفاسك يتوسل شهيق الفجر شرفةَ نعناع وندى حديقة ?
......
سنلتقي في مطارٍ غريب
من وراء زجاج
أو من ثلمةٍ خفيضة في سياج
فهذا الزمن المرتاب
يحتسي نزف المسافة
ويطلق فيها ضباب الغياب
......
ثمة فينا من ينسى مايؤرخ لهُ
وثمة فينا من يتناسى الاسماء
حريرٌ خشنٌ من اعذار
ومرايا يخدشها حزن الانهار
منافٍ من ثلج وهباء
تدور الرحى فتتناثر الاشلاء
.......
الساحة تنزع عن معصمها الساعة /جنين الوقت في احشائها يلبط / وللمصابين بعاهة الصحو كلاب أليفة / تؤنس وحشتهم / وتجعلهم في غنى عن قولة ( هاي) /العابرون يحتذون قباقيب من خشب /هل يجري دم في عروق اقدامهم / يدلهم على وعورة الطريق / بائعة الزهور فاقدة لحاسة الشم /ماذا تفعل بانفها طالما لايصل تحت ابطها /مياه النافورة صدئة / فالزهور التي حولها اصابتها بعدوى النحاس / وانا اوغل في نفسي جيئة وذهابا /استجدي على الرصيف صمت وهواء نظيف / منفرد كفزاعة للطير نابتة في ريح المصادفات / وغير مطلوب منها اخافة أحد / في المتنزه يدب رجلان طاعنان
بظهرين محنيين كعلامتيّ استفهام
يتحادثان بلغة الاشارة
يبدو انهما كانا قد ترجما صمت المكان سنيناً طويلة
واليوم جاءا يتكئان عليه .
.....
صنعتُ هدوءاً من مخلفات جبل
وقاطرةً من سنوات التعب
وطفلا باثني عشر جرحاً في روحي
ودخلتُ النفق
.....
ان لم تكن الحب
فانت شيئا يشبههُ
يسبب الالم أيضاً .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.