ü قرأت في عدد «آخر لحظة» الصادر اليوم أن وفداً من الولاية الشمالية يزور الخرطوم هذه الأيام.. وواضح من تشكيلة الوفد أنه لم يأتِ للعاصمة «لفاتحة».. أو حضور «عقد» أو «التسوق» في بقالات الخرطوم الحديثة ومراكزها التجارية وبناياتها الممتدة بصورة مدهشة وغريبة تجعل المرء يتساءل من أين تأتي هذه الأموال «المهولة».. ومن وراء هذا الضخ المحير الذي يتحول «لأبراج» ومراكز تجارية وبقالات تناطح مثيلاتها في الخليج وآسيا البعيدة؟! ü وفد الشمالية الذي يزور الخرطوم تقول مهمته إنه يبحث عن كهربة المشاريع الزراعية!!.. المطلب ليس سهلاً ودونه يضرب القوم أكباد الإبل ليلاً ونهاراً.. ولكننا نتساءل هل هي دبلوماسية القوافل التي أصبحت الخيار الوحيد أمام الناس في الولايات في سبيل «المدافرة» والبحث عن الخدمات والاحتياجات؟ من قبل جاء وفد المناصير و«عسكر» في أرض المعسكرات بسوبا.. وقبله جاءت وفود وتجيء كل يوم للبحث عن ما يريده المواطن في الولايات البعيدة!! قبل شهور قال أحد الوزراء إن السودان سيكتفي خلال عامين من القمح.. وكتبت في هذه المساحة قائلاً إن كلام هذا الوزير ليس صحيحاً.. لأن الولاية الشمالية تفتقد الكهرباء وهي المكان الوحيد والإستراتيجي لسد حاجة السودان من القمح!! ü والآن جاءت زيارة وفد الشمالية لتؤكد كلامي وتنفي كلام ذلك المسؤول.. بل إن هذه الزيارة تكشف وتؤكد إلى حد كبير.. وجود خلل كبير في النظام الاتحادي الذي ينظم العلاقة بين المركز والولايات.. وهو خلل أنتج أجسام حكم ضخمة بأعباء كبيرة ترهق المواطن ولا تقدم له شيئاً.. فما هو دور حكومة الولاية في هذه المشكلة؟.. ولماذا لا يحمل هذا الملف الوالي- إن هو عجز عن حل هذه المشكلة- في شنطته- ويأتي به للمركز ويقول للقوم هنا هذا هو مطلب الناس الذين انتخبوني.. فإذا لم تفعلوا لي شيئاً «فعليّ الطلاق» لن أعود قافلاً هناك!! ولكنه زمن دبلوماسية القوافل والوفود.. والقبائل و«الغبائن».. لا زمن الدولة و«السيستم». ü سؤال كبير جداً.. أين سد مروي من كهربة المشاريع الزراعية بالولاية الشمالية؟.. ولمن أقيم هذا السد؟.. وأين ذهب هتاف المساكين البسطاء الرد الرد.. السد الرد!!