زار راصد «بيت الأسرار» أحد القيادات التنفيذية العليا في الدولة وكان يحاول أن يدخل في الموضوع لكنه تردد.. لأن الرجل دغري ولن يستجيب له خاصة وأنه كان يحمل أوراق ابنه ليعينه في وظيفة.. وعندما هم بالحديث رن جرس موبايل القيادي ويبدو أن المتحدث في الجهة الثانية ممن تم تعيينهم في الآلية الأحدث التي تحارب الفساد.. وتظاهر الراصد بتجاهل المحادثة وتشاغل بالنظر لمحتويات الصالون الذي يجلس فيه.. فسمعه يقول أهم حاجة تركزوا على الفساد الإداري فهو الأخطر.. فالمال يمكن ضبطه بقرارات وترتيبات تحميه من الاختلاس لكن الإدارة من الصعب ضبطها.. ابتسم الراصد وقال في سره (دا الكلام).. وعندما انتهى من المحادثة التفت إلى الراصد وسأله عن مبتغاه فقال لا لا.. جيت للتحية فقط. نظامي وعربة راصد «بيت الأسرار» تجول هذه المرة غرباً وداخل أروقة السلطة الدستورية الجديدة التي تم تكوينها لحل المشكلة المستعصية، وبينما كان الراصد يتجول بين المكاتب الجديدة لفت انتباهه همس يدور حول شخصية «النظامي» صاحب الرتبة العالية والذي تم فصله من قبل بسبب فساد كبير وبائن توصلت إليه لجان مراجعة الأداء المالي التابعة لتلك السلطة ... الهمس أيضاً دار حول هذه الشخصية والتي ظهرت أيضاً ولجنة حصر ممتلكات السلطة المحولة، فالوثائق قالت إن النظامي كان قد أمتلك عربة أخرى وقام ببيعها ثم خاطب السلطات لمنحه عربة أخرى رغم عدم وجود مسوغ قانوني لامتلاك العربة، والهمس يدور ومعه السؤال هل سيتم حصر العربة من ضمن الأمول أم سيحتفظ بها.