أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» اختفاء أكثر من 140 فرداً من أفراد طاقمها العاملين بجنوب السودان، والذين فروا إلى أحد الأدغال هرباً من المواجهات القبلية في ولاية جونقلي. وقال رئيس بعثة المنظمة في تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن المنظمة تمكنت من الاتصال بنحو «13» فرداً من أفراد طاقمها، والذين يتواجدون داخل وحول بيبور.. وأضاف رئيس البعثة إن المنظمة لا تزال تفقد الاتصال بباقي أفراد الطاقم المكون من 156 شخصاً، ويطالب مقاتلو قبيلة لونوير باستعادة نحو مائة طفل، تم اختطافهم من قبل عناصر من قبيلة المورلي، فيما لقي أكثر من ألف شخص حتفهم من الجانبين في مثل هذه الهجمات خلال العام الماضي، فيما قالت قيادات قبيلة المورلي إن هجوم اللاونوير على البيبور خلف «1400» قتيل من بينهم أطفال ونساء، واتهم خالد بطرس من قبيلة المورلي الجيش الشعبي وحكومة الجنوب بالتواطؤ مع اللاونوير، وأن هناك مخططاً لإبادة المورلي في جنوب السودان، مطالباً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول الأحداث، مشدداً على مسألة رئيس حكومة الجنوب عن أسباب الانتهاكات التي يتعرض لها المورلي، ومن جهتها عبرت الأممالمتحدة عن عميق قلقها ازاء ارتفاع وتيرة القتال في جونقلي،، وأكدت أن سلطات الجنوب أشارت إلى أن ضحايا الأحداث الأخيرة بين المورلي واللاونوير بلغت 100.1 فيما نزح «63000» آخرين هرباً من المواجهات. شهدت المنطقة لوكا ماي أحداثاً مماثلة في مارس 2009م ، وهي أحداث خلفت ما يقارب الفي مواطن من الطرفين لتلحق بأحداث 29 سبتمبر 2007 والتي وقعت بين قبيلتي الدينكا بور والمورلي، وعرفت تلك الأحداث بحادثة مستشفى بور التي راح ضحيتها ما يقارب «12» شخصاً، ويقول المورلي إن تلك الأحداث وقعت عندما صدوا هجوماً لدينكا بور في منطقة «كوك شار» وقتلوا 37 منهم، وجرح أكثر من 45 شخصاً، نقل الجرحى إلى مستشفى «بور» وهناك قام دينكا بور بهجماتهم وقتلهم في المستشفى، وحتى الآن هناك أربعة أشخاص قتلوا خلال تلك الحادثة، وهم في بيوتهم، وأشاروا الى أن رجلاً يدعى الفاضل نانوش يعمل استاذاً قتل عندما قامت مجموعة بمهاجمة منزله، وذهب كي يحتمي بالشرطة، ولكن قام ضابط بالشرطة واطلق النار عليه. وابدى المورلي استياء من موقف حكومة الجنوب، واتهمها بانحياز اللاونوير ودينكا بور، وقالوا لقد قدمنا مذكرات عديدة للحكومة تهدف لايجاد حلول للأزمة، ووضع حد للصراعات القبلية في المنطقة إلى أن حكومة الجنوب لم تستجب.. مشيراً إلى أن عقب حادثة لوكولي في عام 2009 شُكل وفد من أبناء المورلي لمقابلة رئيس حكومة الجنوب، إلا أنهم لم يستطيعوا مقابلته، مطالباً الأممالمتحدة التدخل لحماية المواطنين، وقالوا إن على الأمين العام للأمم المتحدة أن يتحرك لايقاف هذه الإبادة. واتهم المورلي رئيس حكومة الجنوب سلفاكير بالتورط في الأحداث.. وأشاروا الى أنه في عام 1987م قام كير بمهاجمة منطقة بجي بج في قرية نانام «وهي بحيرة لصيد الاسماك» يتجمع فيها سنوياً ما يقارب الفي مواطن لصيد الأسماك، وقالوا إن كير هاجم البحيرة على رأس قوة من الجيش الشعبي، وقتل ما يقارب 2500 مواطن من المورلي، وأن أحد قيادة المورلي يدعى نيلانقا نقاربين قتل مع أسرته في تلك الحادثة، وأردف أحد مواطني المورلي قائلاً: هذا ما يشير الى إن هناك حقداً قديماً من قبل الحركة الشعبية على المورلي، الذين لم يحاربوا في صفوفها، وإن كانت لديهم قوة تعرف بقوات دفاع البيبور التي تأسست في عام 1982م، تحت أمرة إسماعيل كونبي، وهي قوة عرفت بانحيازها لحركة الانانيا 2 ، التي دخلت في قتال عنيف بيبلغام داخل الأراضي الأثيوبية 1983م، حول السيطرة على قيادة الحركة الشعبية وهي حركة قام هيكلها على نظام قبلي. إن كان المورلي لم ينضموا اليها كمجموعة ولكن كأفراد يوجد عدد مقدر من أبنائها تحت قياداتها. ويقطن البيبور في مجموعات قبلية متصارعة حول الماء والمرعى، وهي قبائل رعوية تلتقي في عادات وتقاليد كثيرة، ففي عادات الدنيكا يقول المورلي إن الأبناء غير الشرعيين يقوم ذووهم «بدفعهم» للقبائل البعيدة، ومن ضمنهم المورلي، ثم تطور الأمر وبقى هناك وسطاء يأخذون مقابل ذلك، ثم دخلت المسألة منعطفاً خطيراً وصل لدرجة الاحتيال.. الأمر الذي خلق حقداً وسط القبائل المتجاورة ودفعهم للمواجهات والاقتتال.. مشيراً الى أن هناك جهات ظلت تعمل على إثارة هذه الأحداث وتأجيج الصراع بين القبائل، من تأمين كرسي الحكم من خلال توزيع السلام بين القبائل في المنطقة، مبيناً أن كلا من العميد جشوه كوني المنحدر من قبيلة المورلي، قام بتوزيع السلاح على شباب المورلي تحت غطاء محاربة تمرد ديفيد ياوياد المنتمي لذات القبيلة، والمتحالف السابق لأطور، والموقع اتفاق سلام مع حكومة الجنوب، واللواء بول كوتق المنتمي لقبيلة اللاونوير «قائد الفرقة الثامنة» قام بتوزيع السلاح للاونوير. وأضافوا أن هناك مخططاً لإبادة المورلي بواسطة القبائل المجاورة، وتحيط بمنطقة البيبور كل من قبائل التيوسا، اللاونيور، دينكا بور، الأنواك والكاثيك. ويعيش الأهالي في تلك المنطقة الملتهبة من أقليم جنوب السودان تحت خط الفقر والأمية، وأن من بين ما يقارب عشرة أشخاص تجد واحداً اتيحت له الفرصة في التعليم مع انعدام طرق المواصلات، وهو ما جعل عملية ضبط الأمن واحتواء الاحداث قبل وقوعها شيئاً شبه مستحيل، ففي عام 2009م لم تتمكن حكومة الجنوبوالأممالمتحدة من إجلاء الجرحى بسبب المستنقعات وانعدام الطرق.