لا حديث للوسط الرياضي هذه الأيام إلا عن انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد العام.. يتنافس على رئاسته الدكتور كمال شداد، والدكتور معتصم جعفر ورئيس نادي الهلال المستقيل صلاح أحمد إدريس.. ويدور جدل كثيف في أحقية الدكتور شداد في الإستثناء للترشح من جديد من عدمه.. وأحاديث وكتابات أخرى تهاجم معتصم جعفر لأنه ترشح ضد أستاذه شداد.إن رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم تمنح من البريق ما لا تمنحه رئاسة اتحادات أخرى، لذا كان التنافس وكان الجدل وكان الصراع على الكرسي الوثير.. كل بأسلحته الخاصة ومناصريه.. وهو حق مكفول للجميع.. لذلك لا نرى غضاضة أن يترشح معتصم جعفر ضد شداد.. وأن يحلم الأرباب صلاح إدريس بالرئاسة.. فالغضاضة تأتي عندما نتجاوز خطوط التنافس الشريف وتتحول بعض الأقلام لتنال من طرف لحساب طرف آخر.. وعندما تتحول الكتابات المناصرة لمرشح بعينه.. إلى همز ولمز وغمز وتشكيك وإساءات وتجريح.. فهذا يفرغ الرياضة من معانيها السمحاء وقيمها الجمالية.. فهي محبة وإخاء ونزاهة وتنافس شريف.. والترشح حق أصيل لكل من يأنس في نفسه الكفاءة.. وليس جريمة أو تجاوزاً للأعراف عندما يترشح معتصم جعفر منافساً رئيسه السابق ومن قدمه للوسط الرياضي.. فهذا حق مكفول ينم عن نفس طموحة.. تعلم أن العاطفة لا مكان لها في العمل العام.. وكذلك من الطبيعي أن يحلم شداد بالعودة لمكتبه بأكاديمية تقانة كرة القدم.. ومن حقه أن يطرق كل أبواب القانون وينقب عن في كل مواده التي تبيح له الإستثناء طالما لديه الإحساس بالقدرة ومواصلة المسيرة.. أما صلاح إدريس فشيء طبيعي أن يترشح.. لا غرابة في ذلك.. طالما أنه يحلم بتقديم خدماته للرياضة من بوابة أخرى غير بوابة الأندية.. أو بالأصح بوابة نادي الهلال.إذن وقائع الأمور كلها عادية لا تستحق كل هذه المهاترات وهذا التراشق والقدح في مقدرات البعض.. فصناديق الاقتراع هي التي ستأتي بالقوي الأمين في سدة الحكم في دولة الرياضة.. فما طالعناه حقيقة تندي له الجبين ولا ينم عن مصلحة للرياضة ولا للوطن.. إنما هي حرب للنيل من مرشح لمصلحة آخر.. وهكذا ممارسات تكشف أن المصالح الشخصية هي الهدف وأن الخصوصية هي الغالبة على العمومية.. وقطعاً هو شيء يؤسف له.ما نتمناه من هذه الانتخابات أن تكون شفافة نزيهة.. يبارك فيها الخاسر للمنتصر.. مع أن الواقع يقول إنه لا خاسر طالما أن المترشحين تقدموا لخدمة الوطن عبر الرياضة.. ونتمنى من المجلس الجديد أن يكون مجلساً محايداً ناصراً للحق.. همه الأول والأخير تنظيف الوسط الرياضي من الأدران التي أصابت رئتيه.. فظهر من الأحقاد ومن التشرذم والتعصب ما ظهر ومن الظواهر السيئة والشاذة ما ظهر.. دور المجلس أن يجعل من الرياضة الأكثر شعبية.. رسالة للمحبة والقيم السمحاء التي نادى بها ديننا الحنيف.. لا لهو ولعب واتباع الشيطان بتبديد الأموال والتزوير والرشاوي .. والإجهاز على الأمانة والنزاهة.