-من المؤسف حقيقة ان يعتقد بعض الفنانين الشباب بان الشهرة التى عجزوا عن تحقيقها عبر اعمالهم يمكن ان يبلغوها من خلال الظهور على صفحات الصحف واجراء الحوارات وشتم الاخرين وتقييم تجاربهم وهم لا يعلمون بانهم يشتهرون بطريقة سيختفى اثرها بعد ايام معدوده وهذا الامر لن يضرهم وحدهم بل سيتضرر منه الكثير من ابناء هذا الجيل الذين سيعتقدون (واهمين) ان مداراة الفشل بانتقاد الاخرين يمكن ان يكون باباً اخر للشهره دون اجتهاد فيقومون باطلاق التصريحات،والتحدث عن تجارب الاخرين دون ان يهتموا بتصحيح تجاربهم الفطيره فلا يتعلمون من (اخطائهم) و(اخفاقاتهم) حتى يتحسنوا ويحسنوا مواهبهم التى يرونها فى انفسهم،خصوصاً ان مشكلة الكثير من الشباب أنهم باتوا يتعجلون بلوغ الشهرة مهما كانت الوسيله التى يمكن ان تجعلهم مشهورين،ولا يهمهم كيف يبلغونها وهم يتناسون ان (الأول ) فى المدرسه مشهور وكذلك (الطيش)،وان (الممثل) مشهور وكذلك (المحتال) الكبير،وان (الناجح) مشهور وكذلك (الفاشل) يمكن ان يكون مشهوراً ايضاً ولكن شهرة كل واحد منهم تختلف وتجعل له قيمته بين الناس،والشهرة لا يجب ان تكون غاية فى حد ذاتها بل وسيلة لتقديم الافضل والاحسن دائماً . -ان جيل الشباب من الفنانين يحتاج الى ان يصبر لينجح ويحقق احلامه وهذا لا يمكن ان يحدث طالما ان الكثير منهم لا يعرف الهدف من سعيه لأن يكون فناناً وهل ذلك من اجل النجاح وابراز موهبته ووضع بصمة على خارطة الفن السودانى ام من اجل الشهرة وجنى الاموال والتفاف المعجبين من حوله؟؟،وللاسف فان الكثير منهم لا يبدو جاداً فى تقديم شئ حقيقى للفن وهذا امر طبيعى طالما ان الكسل لدى البعض،والغرور لدى البعض الاَخر قد سيطر على معظمهم،والشهرة (المزيفة)يمكن ان يبلغوها بانتقاد زملائهم. -علينا ان نعترف باننا اذا نظرنا حولنا الى التجارب الفنية الشابه المختلفة التى قدمت طوال الفترة الماضية فاننا سنجد ان التجارب الجادة والتى يملك اصحابها الاهداف المحددة،والاحلام الحقيقية قليل جداً مقارنة بعدد تجارب المطربين الشباب الكثيرين الموجودين فى الساحة الفنية،وسنجد ايضاً ان الفنانين الجادين تواجههم صعوبات كثيره ومع ذلك مازالوا يسعون الى بلوغ اهدافهم ويؤمنون بموهبتهم ويريدون وضع بصمتهم وهذا عكس حال العديد من الفنانين الذين لا يبحثون فى الفن سوى عن الشهرة والمال ولا يملكون الطموح وذلك ربما يفسر لنا تراجع الكثير منهم وانحسار الاضواء عنه،مما تسبب فى تفشى ظاهرة مهاجمة الفنانين الشباب لزملائهم والمهاترات والتراشقات التى ملأت الصحف والاعلام فى العام الماضى. -ان على الفنانين الشباب اعطاء الفن قيمة اكثر،والاهتمام اكثر بتجاربهم وعدم الانصراف عنها او اهمالها،ونتمنى منهم الا يتعاملوا مع الفن على انه مجرد طريق مضمون لكسب الأموال،اومجرد وسيلة لتحقيق الطموحات الشخصية على شاكلة ركوب السيارات،والاستمتاع بوجود(الشلليات) حولهم،والظهور فى الفضائيات،والتصوير مع المعجبين والمعجبات،وغيرها من الاهتمامات التى لا يمكن ان تجعل منهم فنانين حقيقيين يمكنهم التأثير فى الناس،والتعبير عنهم،والغناء من اجلهم،والبقاء طويلاً فى ذاكرتهم وقبل كل ذلك عليهم الاهتمام بتجاربهم وعدم اللجوء الى الفرقعات الاعلامية،واطلاق التصريحات التى تجعلهم يهاجمون زملاؤهم وابناء جيلهم لأن ذلك لن يصنع منهم فنانين حقيقيين. -انها دعوه لكم للرجوع الى تصريحات الكثير من الفنانين الشباب فى الصحف فى العام الماضى ومقارنتها بتجاربهم وماقدموه طوال مشوارهم وستعلمون ان الكثير منهم يبحثون عن الشهره عبر الصحف بعد ان عجزوا عن تحقيقها عبر اقناع الناس بموهبتهم وامكانياتهم وفنهم،ومن عجائب الزمان ان يعجز البعض عن تقديم مشروعه للجمهور ويجلس ليقيم تجارب الاخرين وينتقدها ويدلى برأيه فيها.