دائماً يأتي لنا بالجديد.. ذلكم هو السيد الإمام الصادق المهدي، وهو صاحب أقوال لها دلالاتها تضيف لعقل السامع صورة ذهنية سريعة فيها مفارقة «مخيفة» أو «طريفة»، ونرى في ذلك تجديداً في مناهج التحليل السياسي، خاصة وأن السيد الإمام الصادق المهدي صاحب مدرسة سياسية منفردة، وروح ديمقراطية لا ينكرها أحد، ليس أدل عليها من تأشيرات الخروج التي يفاجأ بها الحزب، ويصدرها عدد من منسوبيه لأنفسهم كل يوم. خرج علينا السيد الصادق المهدي مساء الجمعة الأول من أمس في احتفال حزب الأمة القومي بذكرى الاستقلال، خرج علينا بما يمكن أن نطلق عليه الهجوم الكاسح بمدفع دائري في كل الاتجاهات، حيث لم يترك «حكومة» ولم يرحم «معارضة» وطالب الأولى بتقديم القياديين بحزب المؤتمر الشعبي «السنوسي»، «شمار» للمحاكمة العاجلة، لكن حزبهما لم يسلم من نيران المهدي، والتي لا نرى أنها كانت نيراناً صديقة، بعد أن أطلق الشيخ الدكتور حسن الترابي مفاجأة- قبل أيام- عندما قال إن هناك مساعي لتوحيد حزبي «الأمة» و «الشعبي» في كيان واحد.. ولكن جاء هجوم السيد الصادق ليصبح ما قال به الشيخ الترابي (مجرد كلام) ليس إلا. ويبدو أن ذلك (الكلام) نفسه ستذروه الرياح، ولن يؤسس لأي شكل من أشكال (التعاون) بين الحزبين، دع (الوحدة) بينهما، لأن سياط السخرية التي جلد بها السيد الإمام سياسات «الشعبي» ستهزم أي مشروع قد يجمع بينهما مستقبلاً! أما الذي يستوقف بحق، فهو تحليل السيد الإمام (الساخر) لمواقف حزب المؤتمر الشعبي، عندما قال إن الشعبي يدعو لعاصفة في البلاد لا يريد المشاركة فيها، لكنه يريد الثمار، وقال نصاً: «داير يلقط النبق» ومشى أبعد من ذلك بأن قال: «الترابي يستجدي الحكومة لاعتقاله حتى يحسب له أنه مناضل» وقد حذر المهدي الحكومة من ذلك، كأنما يريد أن يقطع عليه طريق النضال أو البطولة. والحكومة نفسها لم تسلم من (تخريجات) السيد الإمام ولا (تجريحاته)، لأنه في الوقت الذي انتقد فيه المعارضة وقال إنه ليس ضد المعارضة لكنه ضد المشاغبة، انتقد أيضاً الحكومة العريضة وقال: «الطين في الكرعين ما ببقى نعلين» السيد الإمام الصادق المهدي، شكراً لك ولكل من يعمل على إضاءة ليالي الخرطوم، وإحياء مواتها السياسي.