مرات كثيرة بقول لبعض من أناقشهم ويناقشونني حول أغنيات بعينها، إن الذائقة الفنية والاحساس البديهي واللمسة الأولى تجاه اي عمل هي لا تقل -بأي حال من الأحوال- إن لم تكن تفوق التحليل والتفعيل الأكاديمي لاي دارس، أو حتى عالم في الموسيقى، قد يرى خفايا في العمل لا تلتقطها أذن السامع العادي، وعلى هذا القياس لا أظن أن كثيرين سيختلفون معي في أن سيف الجامعة قد ظلم نفسه، ومحمد وردي بمعجبيه، وهو يردد عشية الاستقلال في احتفالات المجلس الأعلى للثقافة بولاية الخرطوم الأغنية الخالدة «اليوم نرفع راية استقلالنا» وهذا فيما يلينا كمعجبين بالأغنية التي يداعب صوت وردي بها أحاسيسنا ودواخلنا، ويبدو أن هذا الانزعاج قد وصل مداه لوردي، الذي استهجن ترديد سيف الجامعة للأغنية، ووصفه بأنه نوع من «الاستغلال» لأغنية «الاستقلال»، بل زاد على ذلك بأن سيف مفلس فنياً، بدلالة أنه ظل يردد الأغنية دونما استئذان من صاحبها في تصرف غريب ومضحك، والتعليق الأخير من عندياتي إذ لا يعقل أن سيف الذي يتحدث عن حقوق الفنانين ويقول إن الشباب عايش بأعمال الكبار، وأنه لا يحق لهم اداء أعمال غيرهم، إلا بعد استئذانهم هو تصرف منه غريب ان يأتي بذات الفعل الذي ينهي عنه.. مما حدا بوردي أن يقول واصفاً هذا السلوك إن باب النجار مخلع.. «فيا النجار» كيف يستقيم أن تنادي من خلال الاتحاد الذي أنت عضو فيه أو مجلس المهن الذي لك أيضاً فيه مقعد للعضوية، كيف يستقيم أن تطالب بحفظ حقوق الغير، وأنت «تقرصن»، وفي حفل عام تنقله الفضائيات بكل قوة عين على أغنية خالدة لرجل خالد، حتى دون أن تستأذنه. في كل الأحوال أرجو من سيف وغيره من الذين يضيقون الساهلة ويعتبرون ترديد الشباب لأغنيات الكبار إفلاساً فنياً، أرجو ألا يضيعوا أنفسهم في المآزق، حتى يوصموا بأنهم ايضاً مفلسين فنياً وكما تدين تُدان! كلمة عزيزة .. الخبر الذي لفت نظر الزميلة الصديقة زينب السعيد وعلقت عليه بزاويتها أمس، أن أعداد المرضى النفسيين في تزايد- على حسب ما ورد في إفادة مدير مستشفى التجاني الماحي- وهو خبر يجب أن نمنحه ما يستحق من الجديد، ونبدأ نسأل أنفسنا أو لتسأل الحكومة نفسها.. المجنن الناس دي شنو؟ وكدي النضرب ليكم مثلاً بسيطاً وشوف منه الحيفضل عقله في محله، أمشي الدكان اشتري عيش ب4+فول حاف ب0002+لحمة 61+خضار قول 0005+زيت+بصل+بهارات ده فطور وغداء من غير عشاء+مصاريف علاج+مصاريف مدارس+مواصلات+كهرباء.. أحسبوا النتيجة وبعدها اسألوا عن عنوان التجاني الماحي. كلمة أعز الله في!!