حينما جاءت الانقاذ 1989م بانقلابها المشهود والمعروف.. واحتلت الخرطوم.. جاء ناسها يحملون كل تعب ورهق السنين التي عانوا منها في حرب الجنوب.. كان رئيسها السيد عمر البشير حينها في ذاك الزمان برتبة (عميد).. جاء لرئاسة الجمهورية بعد حرب استمرت لسنين عددا في جنوب السودان(سابقاً) قبل الانفصال.. استبشر الناس خيراً بقدوم هؤلاء الضباط الذين عركتهم الحياة والحرب.. قلنا إن هؤلاء هم الذين سوف يرفعون عنا كاهل الغلاء وضيق العيش... جاء قطار الانقاذ متحركا من قلب الجنوب.. يحمل هؤلاء الضباط الكادحون.. وسار القطار حتى قارب نهايته فنزل منه بعض القوم الشرفاء المجاهدون الذين كانوا يعتلوه.. ليركب غيرهم ويحتلون مكانتهم ليصبحوا هم ناس (الرأس والجلد) كما يقولون.. وهؤلاء لم يفعلوا شيئا من أجل هذا الوطن الحبيب.. نزل سيدي الرئيس ناسك الذين كانوا معك في الحرب وفي تلك الأحراش الذين ضاقوا معكم(المر وحنضله)..نزلوا بكل بساطة ولم(تمنعهم) أنت.. هؤلاء هم الذين قلبهم على الوطن هم الذين يمكن أن يقفوا بجانبك ويساندوك وقت الشدة لانهم الذين كانوا معك في وقت الشدة.. سيدي الرئيس.. إذا سألت عن هؤلاء النفر الذين كانوا معك سوف تجد أغلبهم في الأسواق يحملون بضائعهم على أكتافهم-أي عبارة عن بائعة متجولين- والبعض الأخر منهم يعملون في السمسره والبعض أيضاً يعمل في(حراسة) الضللة في الأحياء... كيف رضت نفسك أن تهمل هؤلاء النفر.. لماذا انشغلت عنهم بآخرين لن يقفوا معكم.. أين حق هؤلاء الناس في تلك السنوات التي مضت من عمرهم إليس هم أحق بتلك المناصب التي يحتلها غيرهم من المتسلقين. .. ولابد أن تعلم سيدي الرئيس أن من ركب مؤخراً هم عبارة عن متسلقين لا يرون إلا مصالحهم الشخصية وحب الإمتلاك.. وهم يتفاخرون بجهود أولئك المساكين الذين قضوا سنوات في حرب (الجنوب).. لذلك أسميتهم (متسلقين).. سيدي الرئيس الظلم ظلمات.. ونحن لم نعهدك ظالماً.. أنت في مرحلة حرجة وتحتاج لأوفياء لكي تعبر تلك المرحلة فأرجع إلى(ناسك) الزمان حتى تستطيع أن تكابد المحن التي تمر بها ويمر بها السودان.. ولتعلم أنهم لن يخذلوك لأنهم تعودوا أن يقفوا خلفك من أجل السودان. نحن في إنتظار أن تتخذ قرارا صائبا وأن ترد لهؤلاء المساكين ما بذلوه من عطاء في تلك السنوات فهل سمعتنا سيدي الرئيس.