فاز البشير وهذا الفوز متوقع حتى ولو ب«التزكية» كان سيفوز البشير دون شك.. فهو شخصية نالت إعجاب الناس في الداخل والخارج.. لأن الله يضع القبول في الأرض لمن شاء من خلقه.. و أظن أن البشير واحد منهم.. سيدي الرئيس أهنئك بالفوز الكاسح الذي نلته وأنت دون شك أهل له .. الكل يعلم أن الإنقاذ جاءت في بداية عهدها بإنقلاب عسكري وتربعت على حكم البلاد، رفضها من رفضها وتقبلها من تقبلها، وواجهتها الكثير من المصاعب، لكنها سارت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.. سيدي الرئيس فقد وصف أحدهم الإنقاذ بقطارٍ نزل راكبوه الأوائل في أقرب محطتين أو ثلاثة واعتلى آخرون محلهم وأخذوا يدّعون بأنهم هم «أصحاب الجلد والرأس» أو «الكل في الكل».. وضاع أولئك المجاهدون الذين فجروا الإنقاذ وآزروها في وقت كانت هي أحوج إليهم.. ولكن الإنقاذ تخلت عنهم بعد أن نالت كل ما ترجوه ، وأولئك المجاهدون، سيدي الرئيس، هم الذين كانوا معك في حرب الجنوب ووقفوا خلفك، وهم إخوتك وأبناؤك «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».. أين هم الآن سيدي هل تعلم عنهم شيئاً؟ هل تعرف حالهم وكيف يعيشون ؟ هل تستطيع أن تجزم بأنهم كلهم معك الآن؟ سيدي هؤلاء المجاهدون الأوائل ذوو القلوب القوية التي لا تهاب الموت، الذين قضوا وقتهم بين الأحراش والغابات في تفانٍ وإخلاص تام.. همُّهم كله الوطن لا يرون غيره.. حسب علمي أن كثيرين منهم لا يجدون عملاً يسترزقون منه، والبعض الآخر يعمل في أعمال هامشية «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف».. وهم الأشاوس الذين يستحقون أن يكونوا معك .. استحلفك بالله سيدي الرئيس أن تأخذك الرأفة في هؤلاء القوم الأكارم وتنظر لهم نظرة عطف وتحتويهم.. لأنهم يستحقون ذلك، وسوف يطمئن قلبك أكثر وتشعر بالراحة لأنك أعطيتهم حقهم الذي يستحقونه... سيدي الظلم ظلمات وأنت رجل غير ظالم فلا تدع من حولك يعمون بصيرتك عنهم. وأرجو محاسبة أولئك الذين تسلَّقوا حبال الإنقاذ ليصلوا لأهدافهم، وكان الضحية المواطن والمجاهد معاً.. لأنهم لم ينظرو إلاّ لأنفسهم ومصالحهم وبسببهم أصبح الناس يصفون الإنقاذ بصفات غير لائقة .. حان سيدي زمانهم لكي يبتعدوا عن الانقاذ.. هولاء المنافقون هل يستطيعون أن يضحوا بأنفسهم من أجل الوطن أو من أجل الإنقاذ؟! الإجابة ظاهرة سيدي ولا تحتاج لأي تفكير.. نتمنى لك السداد في رحلتك الجديدة والدعوات الصالحات لك بالتوفيق ونرجو أن لا تهمل ما عرضناه عليك.