فصل الخريف من الفصول الجميلة التي يستمتع بها الإنسان، لما فيها من روعة الخضرة ونسائمه العليلة، ورائحة الدعاش الفوَّاحة.. ولكن نحن هنا في ولاية الخرطوم، ليس لنا أي استمتاع بالأمطار، ذلك لما نعانيه من وجود المياه الراكضة، والبرك التي لا تجف إلا بعد انتهاء الخريف بشهور.. كل ذلك ناتج عن عدم وجود مصارف، وإن وجدت تكون (محفورة) بطريقة غير مدروسة.. وممتلئة بالنفايات والأوساخ والأتربة.. وفي كل عام نسمع باستعداد الولاية للخريف، وتصرف الأموال الطائلة من خزينة الدولة لذلك.. ولكن لا نرى شيئاً يذكر.. ولا نعرف كيف وأين تصرف تلك الأموال؟ والأمطار والسيول في كل عام تكسر العشرات من المنازل، وتشرد الآلاف من الأسر، هذا كله على مرأى ومسمع من الدولة، متمثلة في المحليات، والكل يعرف مدى خطورة وجود برك ومستنقعات، تتسبب في كثير من الأمراض الفتاكة مثل الملاريا والكوليرا وغيرها.. نتمنى أن تكون ولاية الخرطوم قد اتعظت من سلبيات الأعوام السابقة، وتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة خريف هذا العام، الذي بشرتنا به بداياته، وأن تكون قد وفرت له ما يلزم من معينات، وكل ما يعين على أمان المواطنين.. وأن تواجه كل الاحتمالات والمشاكل الناجمة عن الأمطار.