في بداية العام 2008 ذهبت لمكتب الأستاذ عبد الباسط شاطرابي بصحيفة المجد.. التي كان من المزمع اصدارها في ذلك الوقت... وقد كان أغلب طاقمها يتكون من العائدين من المهجر، وهم - بالمناسبة - «محملين» بخبرات ثرة، في مجال العمل الإعلامي عموماً.. والصحفي على وجه الخصوص.. أول مجالسة لي مع شاطرابي... تناولنا فيها أطر وأساسيات القسم الفني وقد سرد لي كيف أنهم عملوا في صحف عربية في الخليج... مؤكداً على دقة وحصافة الصحفي السوداني التي يمتاز بها - خارجياً - فضلاً عن أسلوب العمل المريح والامكانيات العالية المتوفرة من تجهيزات فنية ومطابع حديثة وما إلى ذلك من متطلبات العمل الصحفي عموماً.. كان ممسكاً في يده بصحيفة محلية يومية... ويعلق عليها - في مقارنة بينها وبين ما رآه من طبعات في الخليج - قائلاً أن هذا ليس هو المستوى الذي يريده في صحيفته تلك - المجد - التي سيتربع على رئاسة تحريرها.. وأذكر ردي عليه الذي كان أنه لفرق كبير بين شخص ينتعل »سفنجة«... يجري بها في طين «لكة».. وآخر يرتدي حذاء سبورت ويسعى «الهوينى» على أسفلت ناعم مهيأ..! وهذا هو بالضبط الفرق بين امكاناتنا وامكاناتهم..! كان الخلاف بيننا واضحاً في وجهات النظر...