كشفت احتفالات اعياد الاستقلال السادس والخمسين التي أقامتها العديد من الجاليات السودانية خارج البلاد عن انتشار كثيف للسودانيين في المهجر الذي اتسع (افقيا) ليغطي مساحات شاسعة من (العالم)، فقد نقلت لنا (الفضائيات) السودانية التي خصصت في خارطة بثها برنامجا خاصا يعكس فعاليات تلك الجاليات (المنتشرة) في (أصقاع) العالم، حتي (واق الواق) التي كان يضرب بها المثل كما (لبن الطير) الذي أضحى حقيقة ماثلة للعيان، حيث تم الإعلان علميا عن (وجود) لبن الطير. الشاهد أن السودانيين في واق الواق قد احتفلوا بفعاليات عيد الاستقلال. بلاد لم نسمع بها من قبل لا في (حصة) الجغرافيا ولا في حصة التاريخ، والله برافو عليكم، وعلى هذا الانتشار الواسع لأهل السودان في بلاد (البيضان)، ولكن للأسف كان في الماضي نعرف السودانيين بخاصية (الشلوخ) التي هي أأكد علامة وأضمن (ماركة) يمكن ان تميز أهل السودان حتي وان هاجروا الى بلاد (ياجوج وماجوج). ولما دفعتني الظروف للهجرة الى مالطا كانت لي بمثابة الهجرة الى واق الواق ولم اصدق أنني هناك لما وطئت قدماي تراب الجزيرة (الوديعة) البديعة التي تتكون من ثلاث جزر مالطا الأم وجزيرة كومينو (يزرع فيها الكمون بكثرة) وجزيرة قوزو، خلت أنني المهاجر (رقم 1) للجزيرة ولكن فرحتي لم تدم فقد رأيت أثناء تجوالي في أسواقها (الشلوخ السودانية وتعجبت من صاحبي الذي قال لي مازحا وساخرا أكثر مما حكي عن أهلنا (الرباطاب)، عندما سألته السؤال التقليدي (التلقائى) الأخ سوداني؟؟ وأشار الى الشلوخ وقال: ما شايف (الماركة دي). وتقول النكتة أن نفس الشلوخ طبعت على (خد) اين أحدهم الرباطابي ولكنها كانت شلوخ شايقية، فسئل الوالد لماذا ولدك هذا مشلخ (شايقي) وأنتم رباطاب، فما كان منه الا ان قال بسخريتهم المعهودة: ولدي شايقي علا (مرخص) في الشايقية. اللهم احفظ السودانيين في أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى وبريطانيا والمانيا واسبانيا والصين وكوريا واندونيسيا واستراليا ونيوزيلندا وجزر الكناري وجزر الواق واق. هل من أمل أن تعود (المجد) و (الأمل) الى الجادة؟؟؟؟ تحسرت وأسفت جدا لاختفاء وتوقف آمل ان يكون مؤقتا لجهازين اعلاميين أحدهما مقروء الا وهو (المجد) التي أفل نجمها من سماء (صاحبة الجلالة) السودانية، التي بدأت مسيرتها الظافرة بقيادة الصحفيين القديرين، المشهود لهما بالخبرة الصحفية الواسعة هما الأخ الأستاذ عبد الباسط شاطرابي والأخ الاستاذ عبد الرحم زروق، وعلى أيديهما ولدت (المجد) قوية وثابة راسخة صامدة، وشقت طريقها وهي في بداية تأسيسها بخطى ثابتة واسعة شكلا وموضوعا تتم عن خبرة ودراية و (مهنية) منضبطة عالية، إلا أن المشكلة (المادية) وقفت حجر عثرة أمام ذلك العمل الاعلامي الضخم، فقوضت اركان بنيانه، وتعثرت الصحيفة ولما ترسخ ركائزها بعد في تلك الأرضية الهشة و (رمالها المتحركة)، ورغم المحاولات المستميتة من قبل المؤسسين الا أن الحمل كان (ثقيلا) أدى الى (جنوح) السفينة في منطقة شعب (مرجانية) غير متوقعة. والجهاز الثاني هو فضائية (الأمل) التي ولدت كما يقال بأسنانها ولا غرو في ذلك فقائدها وقبطانها اعلامي متمرس دلف الى دنيا الاعلام بحماس منقطع النظير وعرفه الجميع من خلال البرامج (الشيقة) الممتعة التي كان يقدمها من خلال أجهزة الاعلام الرسمية انه المذيع اللامع والاعلامي (الساطع) الدكتور عوض ابراهيم عوض، غاب عن الوسط الفني والاعلامي فترة من الزمن حيث كانت هجرته في طلب العلم وعاد (يتأبط) فكرة حلمه الذي راوده كثيرا وتحقق اخيرا في ظهور (الأمل) البراق، القناة الفضائية الرائعة التي سكتت عن البث، بعد أن (بشرت) ببرامج ونهج جديد في دنيا الاعلام (المرئي)، وتوقعنا منها أن تحدث (ثورة اعلامية) حقيقية، لكن القدر كان يخبئ لها نفس مصير (المجد) الذي توقفت هي الأخرى في بداية طريق المجد الصعب. السؤال المطروح كيف يمكن أن نعيد (المجد) و (الأمل) الى الجادة ليتمكنا من دورهما (الاعلامي) المنشود؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الخرطوم في قلب الظهران وجبرة في قلب الرياض تفاجأ محدثي بأن وجد نفسه في حي (جبرة) وهو يتجول ليس في الخرطوم، وانما في قلب الرياض عاصمة الممكلة العربية السعودية، وقد كان الاسم مطبوعا في لوحة صغيرة مثبتة على جدار أحد المنازل مكتوبة بخط النسخ بلون أبيض ناصع على خلفية خضراء، فقد كان محدثي ينوي في تلك اللحظة زيارة صديقا له، من غريب الصدف أنه كان يسكن في الخرطوم ايضا في حي (جبرة) المشهور. ولما قابل صديقه الذي استضافه في بيته أخبره بذلك ولم يصدق حديثة حيث اعتقد أنها مجرد مزحة الا أنه تأكد من صحة الكلام بعد أن شاهد بأم عينيه تلك اللوحة (الخضراء) تقف (شاهدا) على صحة رواية صاحبه. وليس بعيدا من ذلك الحي نجد ايضا حي (الحلة الجديدة) وهي ما كان يعرف سابقا بحلة العبيد التي تغير اسمها بناء على توجيهات من جلالة الملك فيصل، يرحمه الله، ولما انتقلت الى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية سكنت حي (الدوحة) الذي يقع في منطقة الظهران علمت من الذين سبقوننا الى هناك أنه في نفس الحي توجد منطقة أطلق عليها اسم (الخرطوم) نظرا للأغلبية من السودانيين الذين يقطنون ذلك الحي. وحسب علمي يوجد في مدينة الأسكندرية حي كامل يقطنه السودانيون وهم أهالي الجنود السودانيين وقدامي المحاربين الذين ضمهم جيش الملك فاروق وقد (تمصروا) وأغلبيتهم من قبيلة (الشايقية). أما عن السودانيين في مدينة الرياض فحدث ولا حرج حيث تجد غير قليل منهم يقطنون أحياء في جنوبالرياض مثل (غبيراء) ومنفوحة واليمامة وفي شمال الرياض تجد الناصرية والأحياء المتاخمة لها لحي الرفيعة تعج مساجدها بالعمائم السودانية ويخال اليك أنك في قلب أمدرمان، هذا بالاضافة الى حي أم الحمام (الحي الأفريقي) الذي يعج ايضا بالاثيوبيين والارتريين. أما شارع غبيراء فيمتلئ الشارع الرئيسي فيه (التجاري) بغير قليل من المتاجر التي يباع فيها (الثوب) السوداني النسائي ومستلزمات الزينة الخاصة بالمرأة السودانية من صندل ومحلب وغيره من المتطلبات. هذا بالاضافة الى سوق البطحاء الذي تجد فيه معظم مستلزمات السودانيين من الملابس والثياب. alrasheed ali [[email protected]]