بديع أنت ببهائك... وجلالك... كريم والنيل فيض من عطائك.... أوغلت بتاريخ انهزاماتك في فؤادي... فغاب رونقي وذبلت أزهاري... وغرقت سفني على شطآنك .. فصارت أقصى أمنياتي... أن أرى ابتسامتك من على شرفة عند الأصيل.. بعد أن انسكب عبيرك.. وتناثر فوحه... بين البنادر والدياجر... متى تصمت الرغبات ... وتنتحر الصراعات... وتتحقق أشواق دفينة... وعواطف جامحة... بالأمن والسكينة والسلام. بعيد أنت كالخيال ... غريب كتردد الأنفاس... تتسرب من بين أصابعي وأنت كالبصمة في قلبي ..! اتخيلك بنفس متردد.. وجِلة.. وفاطر كسير زلزلتة الإحباطات فاحتاج لمكان ومنتجع أهجع إليه فلا أجد سوى زواياك فأرثى لقلبي الذي أرهقه البحث.... عن خلودك ... اتخيلك « بعزة الخليل » ... وطرقة كسرة .. ودقة نوبة ... وتوب زراق ... وحبوبة تنثر البركة والأحاجي ... وعيشة ماهلا ... ونفوس رضية ...! اتخيل أنغامك وأوتارك ... فصبح روحي أطلال جسد عربدت به هواجس الوجد فاستكان حنيناً. واستعذب ارتحالي من أرجائك... قامتك في داخلي وما بين الإقامة والارتحال فرق كبير ومعادلة لا يحققها سواك...! إن عذاباتك المتصلة.... تحملتها في صبر وكبرياء لأنك عزيز عظيم.. ذو هيبة وجبروت.... تعودت ملامحك السمراء الوسيمة... على الصلابة والطيبة... أنت الرحيق... أنت الصقيع... نار جهنم.... والفردوس الداني القطوف..! ما أقسى أن أحسك في جواري دون أن تكون إلى جواري .... ويمكن أن يكون الجوار جاراً ويمكن أن يكون جواراً أن تفتقده.... يعز علي أن أراك... تتنازعك الأطماع تتخاطفك الأهواء.. ويتربص بك الأعداء... سأظل أناجيك .. وأخبئك بين الضلوع أتمرغ في ترابك واستنشق جميل عطرك وأحلم بسلامك وأمنك..! زاوية أخيرة : أناجيك يا زورقاً من ذهب أثقلته حملة من عنبر... بغير كلام ... حينما تصمت كل المعاني أراك... يذهب كل الكون عداك... لأني لا أحس سواك...!!