في مقهي في دولة عربية ، إستفزت صمتي قارئة فنجان وطلبت قراءة طالع صاحبكم العبد لله ، بعد آخر رشفة من فنجاني المقلوب ، في البداية إعتبرت ان المسالة مجرد مزحة وأن المرأة تريد بضعة دراهم ، ولكن شعرت بإصرارها على قراءة فنجاني ، وعندنا قلت في نفسي لنرى ماذا تقول أو ماذا تهبب ، للأسف فإن كل ما قرأته من داخل الفنجان لم يتحقق ولو جزء بسيط منه ، ومن التخاريف التي أطلقتها المرأة إنني مرشح لإحتلال منصب مرموق بعد سنة او سنتين ، قلت للمرأة يعني تقصدي وزير مثلا ؟ ، عندها هزت المرأة رأسها الملفوف بالكثير من قطع القماش أخضر أحمر والذي منه ، كما تحدثت عن أشياء كثيرة لم يتحقق منها أي شيء حتى تاريخه . حكاية العرافة أو قارئة الفنجان تذكرني أن هناك الكثير من الناس يعتقدون في العرافات ، حتى أن بعض الرؤساء والقيادات حول العالم يعتمدون في خططهم وبرامجهم على ما تكشفه العرافات أو السحرة الذين يوظفونهم بصورة رسمية وتكون وظيفتهم فقط قراءة الطالع لسيادة الرئيس ، والتعرف على مجريات سفرياته وإستقبالاته لنظرائه من الزعماء والرؤساء حول العالم . وأقطع ضراعي لو لم يكن للكثير من الزعامات العربية عرافات وعرافين لقراءة الطالع ، للأسف القيادات في السودان تؤمن بمثل هذه الخزعبلات ويا ما تحت السواهي دواهي . أقول وللا بلاش . وفي هذا الصدد يقال أن معمر القذافي أبان الإحتجاجات التي قصفت بحكمه وسقطتت حجره كان يعتمد على مجموعة من السحرة والساحرات المغربيات والمشعوذيين الأفارقة لقراءة الخط البياني لتقدم الثوار ، للأسف أن كافة توقعات السحرة في تلك الايام جاءت فشنك، إذ انهم كانوا يصورون له أن الثوار لن يتمكنوا من القضاء عليه . وأتصور أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي قلب عاليها واطيها هو الآخر كان يعتمد على السحرة ، في قراءة مجريات الإحتجاجات ، خاصة وأن اليمن السعيد معروف بسحرته الذين لا يشق لهم غبار ، وأتصور أن الرئيس السوري الذي يعيش في ورطة هذه الأيام يجند الكثير من الغجريات للتنبوء بما ستحمله الأيام من رياح التغيير . وأتصور أن بشار سيظل يعتمد على قراءات الغجريات حتى تأتي الطوبة في المعطوبة . أما «عندينا » في السودان فقطع شك أن الزعامات التي تهز وترز تستعين من « تحت تحت » ببعض السحرة والمشعوذيين ، وأسأل هنا كم عدد الوزراء الذين ينجعصون على الكراسي الدوارة في الوزارات السيادية من الذين إستعانوا بالسحرة والساحرات لقراءة ما تخبئه لهم الأيام ، ومن وجهة نظري المصابة بالعمي والطشاش أن 99. 9 من الوزراء لدينا يستعينون بالسحرة لكشف طالع الأيام لهم . لكن قراءات السحرة غالبا ما تأتي عكس ما يشتهيه هؤلاء القوم . والله المستعان .