حب السلطة وعشق المناصب قد تقود الكثيرين للتحالف حتى مع «الشيطان» لتحقيق ذلك، وقد خرجت الصحف قبل أيام قالت الحكومة إن المعارضة تنتهج أساليب وطرق للوصول إلى السلطة عبر التحالف مع الشيطان لأجل إسقاطها، ويبدو أن ذلك هو آخر الخيارات لحركة العدل والمساواة بعد أن فقدت داعميها لتتجه للتحالف مع الشيطان نفسه وتتخذ السحر والشعوذة لتجنيد أفراد لصفوفها، وذلك حسب إفادات متهمي الحركة أثناء إدلائهم بشهادتهم وقالوا إن الحركة أحضرت دجالاً اصطحبته ليكتب لها الطلاسم وأفعال السحر وذلك لإقناع المواطنين بالتجنيد والانضمام إليها. قد لا يكون السحر في عالم السياسة في السودان واقعًا مسلمًا به لدى بعض السياسيين الذين يرون أنه ضرب من «الكلام الفارغ» رغم أنه ذُكر في القرآن الكريم، ومما لا شك فيه أن شهوة السلطة قد تدفع الكثير من أصحاب المناصب فى التردد وزيارة السحرة في الخفاء بعيدًا عن الأنظار وفي سرية تامة ولا يتم اكتشافها إلا بعد مغادرة المسؤول لمنصبه، وظهر ذلك لكل من الرئيسين المصري والليبي بعد خلع شعبهما لهما، فقد قيل إن الرئيس مبارك ارتبط بعلاقة قديمة بالعرافين والدجالين منذ أن كان ضابطًا وقد التقى لدى زيارته السودان بعراف تنبأ له برئاسته لمصر، كما قام بالتردد على سيدة مصرية كانت تدّعي معرفتها بالطالع والمستقبل، ويتردد عليها الكثير من الأمراء العرب وتُرسل لها طائرات خاصة لتذهب لقراءة الطالع لبعض الحكام العرب، وعندما سأل أمن الرئاسة عما يفعله مبارك لديها وكان نائبًا للسادات ذكرت أنه عاودها عدة مرات ليسألها عن مستقبله السياسي، فقالت له إن نجمه في صعود وأنها ترى دماء كثيرة وقتلى وجرحى فقال لها وأنا ماذا سيحدث معي قالت سيصعد نجمك إلى مرتبة عالية، ففرح وانصرف، فتحدث أمن الرئاسة مع السادات فقال: إن نائبه رجل مجنون أن يصدق الدجالين والمشعوذين.. ذات نبوءة عرّافة مصر الجديدة والتى تناقلتها الصحافة المصرية تطابقت مع قول منجمة فرنسية تنبأت بحكم مبارك لمصر بالدم، وهذا ما حدث بالفعل في حادث المنصة الذي راح ضحيته السادات وخلفه مبارك.. ولم يقتصر إيمان مبارك بالعرافين على من هم بداخل البلاد، ففي العام 1982 كان الرجل في باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالي منجِّمة فرنسية كانت شهيرة في أوساط الدبلوماسيين قالت له ضمن نبوءات أخرى كثيرة ستموت في السنة التي تعين فيها نائبًا لك، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيس الذي جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائب له. أيضًا كذلك هو حال الليبي المخلوع معمر القذافي الذي بعد أن يئس من كل شيء اتجه للسحر والشعوذة فقد أكد شاب موريتاني أن مساعدي القذافي دعوه إلى ليبيا لمساعدتهم في التغلب على الثوار، والشاب قدم نفسه على أنه «ساحر» تم «استقدامه» إلى ليبيا برفقة عشرات السحرة من موريتانيا والسنغال ومالي ونيجيريا لمناصرة القذافي، وقال الساحر إن نظام القذافي يتفق مع الساحر على أجر بقيمة 500 ألف دولار تُدفع له نسبة 60% مقدمًا، وأن من بين السحرة ساحرة سنغالية مشهورة كان القذافي يتردد عليها بشكل دائم.. وبالعودة لحركة خليل يشير البعض إلى أن جزءًا من خطة دخولها لأم درمان اعتمد على السحر وهو أمرٌ يبدو بعيدًا عن الصحة، ومهما يكن من أمر يرى علماء الاجتماع انتشار الدجل والشعوذة في كثير من الدول والمجتمعات لكنها ترتكز في المجتمعات التي تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية.