معارك أفريقية سياسية داخل المباني الصينية الجديدة التي شيدتها بكين في أديس أبابا بين الأفارقة خلال الساعات القادمة حول انتخاب رئيس لكل من مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن والسلم، بجانب اختيار«8» مفوضين لمفوضيات الاتحاد الأفريقي، في وقت يعقد الاتحاد الأفريقى أول قمة له بعد مقتل مؤسسه الزعيم الليبي معمر القذافي، وسط مساعي دول جنوب أفريقيا لسحب النفوذ من حلفاء الزعيم من غرب أفريقيا، وفقاً لتوقعات خبراء بالشأن الأفريقي، وقد انحصر منصب رئاسة المفوصية في المرشحين من الدول الناطقة بالفرنسية (الفرانكوفونية)، حيث تقلد خمسة من رؤساء المفوضية المنصب، منهم عيدي عمر، ديالوا تيلي، مقارنة بواحد من الدول الأفريقية الناطقة بالإنجليزية (الانجلوكونية) سالم أحمد سالم، وقد أكد أقوى المرشحين لتقليد منصب مفوض مفوضية الاتحاد الأفريقي التي تنحصر في الرئيس الحالي د. جان بينغ ((69 عاماً الدبلوماسي المحنك من الجابون، وزير خارجية سابق ومستشار موثوق للرئيس السابق عمر بونغو، بجانب دلاميني، جاكوب زوما، الزوجة السابقة لرئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الحالي جون بينج، المنصّب منذ العام 2008 وفي حال نجاح الوزيرة، ستكون أول امرأة تتولى هذا المنصب. ومن المقرر أن تجري الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 54 دولة، تصويتاً لاختيار رئيس المفوضية خلال قمة تعقد في أديس أبابا نهاية الشهر الجاري.ويذكر الخبراء أن جنوب أفريقيا خاضت جهوداً دبلوماسية شملت أكثر من 53 دولة أفريقية، منها السودان في خطوة لكسب تأييدها خلال الاقتراع السري، ولكن ما هو موقف السودان من المرشحين، وهل سيساند جنوب أفريقيا أم الجابون؟ ورغم المآخذ الجنوب أفريقية على بيغ، إلا أن خبراء سودانيين يرون أنه سجل إنجازات عديدة للخرطوم في قضاياه (الجنائية) رغم أنه موقف أفريقي. بجانب قضية دارفور نشر أيضاً الاتحاد قواتاً لحفظ السلام في السودان في صراع دارفور، وذلك قبل تسلم الأممالمتحدة تلك المهمة في 1 يناير 2008، وهل ستساند الخرطوم جوهانسبيرج التي حسب رؤيتهم تسببت في فصل السودان بإيوائها للزعيم د. جون قرنق ودعمها للحركة الانفصالية، ولم تقف مواقفه المناوئة عند ذلك، فقد قدمت دعوة لمالك عقار وياسر عرمان من الحركة الشعبية قطاع الشمال، للمشاركة في احتفال الذكرى (100) لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الثامن من الشهر الجاري، وهل تفوز مطلقة الرئيس جاكوب زوما كأول امرأة بالمنصب، أم جون بيغ، خلال الساعات القادمة سنكشف الحقائق، لا سيما أن الاقتراع سري.. أم ستقود المرشحين إلى خلافات داخل القمة الأفريقية مما يؤدي إلى تدخل القوى الدولية لحسم الترشيح. وقالت برتوريا في بيان (إن مرشحة جنوب أفريقيا لهذا المنصب تحظى أيضاً بدعم دول في مناطق أخرى بالقارة السمراء)، والدول ال53 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي)، وإننا مرتاحون لردود الفعل، بجانب خوض . الرئيس جاكوب زوما اتصالات شخصية بجميع نظرائه تقريباً، فيما قالت الجابون إنها تدعم بينج لتولي ولاية ثانية في منصبه، وأعربت مؤخراً عن (الغضب) إزاء تقارير تفيد بعزمه سحب ترشيحه.يتكون الاتحاد الأفريقي من هيكلين سياسي وإداري، ويعرف أكبر صانع للقرارات في الاتحاد الأفريقي بالجمعية العامة التي تتألف من رؤساء الدول الأعضاء أو ممثلي حكوماتها، يرأس حالياً الجمعية العامة رئيس ملاوي بينغو وموثاريكا، الذي تم انتخابه في الاجتماع نصف السنوي الرابع عشر للجمعية العامة في (4 يناير 2010) لدى الاتحاد الأفريقي هيئة تمثيلية أيضاً فيما يعرف بالبرلمان الأفريقي (برلمان عموم أفريقيا)، الذي يتألف من 265 عضواً ينتخبون من قبل البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء والذي يرأسه إدريس موسى.بجانب مؤسسات سياسية أخرى، كالمجلس التنفيذي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، ومن المهام الرئيسية للمجلس تهيئة القرارات لتمريرها للجمعية العامة والهيئة التمثيلية للاتحاد التي تضم سفراء الدول الأعضاء في أديس أبابا. يوجد أيضاً المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي (ECOSOCC) والذي يهتم بالناحية المدنية للدول.ويرأس الغابوني جان بينغ لجنة الاتحاد الأفريقي حالياً، القائمة بأعمال الهيكلة السياسية في الاتحاد الذي تأخذ برتوريا ودبلوماسيوها في أحاديثهم الخاصة على بينغ أنه فشل في إسماع صوت أفريقيا في الأزمات التي تعصف بالقارة منذ عام، وعلى الأخص خلال الثورة الليبية التي أطاحت بمعمر القذافي بدعم عسكري جوي من الحلف الأطلسي، ومن المتوقع أن تتمحور قمم الاتحاد الأفريقي على المحادثات بشأن نقاط النزاع الساخنة، والتنافس على رئاسة الاتحاد الدورية التي يتولاها رئيس من إحدى مناطق أفريقيا الخمس، إلا أنه من المرجح أن تحتل مسألة انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذراع التنفيذي للاتحاد المؤلف من 54 عضواً، مكان الصدارة فى القمة بعد أن تحدت وزيرة داخلية جنوب أفريقيا نكوسازانا دلاميني-زوما، الرئيس الحالي الغامبي جين بينج على ذلك المنصب. ومن المقرر أن تعقد القمة في 29-30 يناير تحت عنوان (تعزيز التجارة بين دول أفريقيا)، على أمل تعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول الأفريقية التي ترتبط بأقوى العلاقات الجارية مع الدول الاستعمارية السابقة، وسيركز القادة كذلك على النزاع الطويل في الصومال، حيث ينشر الاتحاد 10 آلاف من جنوده لحماية الحكومة الهشة المدعومة من الغرب في صراعها من حركة الشباب التي ترتبط بالقاعدة.