كنت من أول المشيدين بفكرة إذاعة النيل الأزرق «Bm.Fm» وطريقة تنفيذها فهي وجبة صباحية دسمة للمستمع المشاهد، وتقدم برمجة صباحية خفيفة الظل سريعة الهضم عبر فقرات رشقيقة يتَّبِع المذيعون والمذيعات فيها الأسلوب السهل الممتنع بدون أي فلسفة، ولكن أصابتها لعنة كبيرة حتى بتنا نتجنب الاستماع إليها لأنها أصبحت تسد النفس من الصباح، فمن صاحب الفكرة العبقرية يا جنرال الذي فتح خطاً مباشراً مع الجمهور حتى يبدي كل واحد منهم إعجابه في القناة ومتغزلاً في مذيعيها ومذيعاتها لدرجة سخيفة، فقد استمعت لأحدهم يتغزل في إحدى المذيعات غزلاً صريحاً وكنت أتوقع بين الفينة والأخرى أن يصارحها بحبه على الهواء مباشرة ويطلبها للزواج، وخيل لي من كثرة الثناء أن المتصلين هم من أهل وأصدقاء المذيعين، مدفوعين لهذا الفعل القريب عايزين يكبروا كوم أبنائهم، فقد استمعت لاشادة بمذيعين ومذيعات ليست لهم أي بصمة في الشاشة وحتى أشكالهم غير معروفة واستغربت كثيراً لذلك حتى اعتقدت بأنني من كوكب آخر ولم أشاهد القناة من قبل. عزيزي الجنرال حسن فضل المولى نتمنى أن تصدر قرارك السريع والحاسم في وقف هذه الفوضى واغلاق الخط المباشر مع الجمهور نهائياً من غير رجعة، وإذا كان لابد من وجود مداخلات فلماذا لا تكون مع السياسيين وأهل الإبداع وأنا أعلم بأنك تهدف لوجبة صباحية دسمة ولكن سممتها الاتصالات فانقذنا. وردي أمبراطور كل زمان:- لا أستطيع أن أكتب أي مقدمات للإشادة به فيكفي أنه محمد وردي الذي عطر اسماعنا لسنين طويلة بأجمل وأروع الأعمال وغذى عقولنا بمعاني الوطنية، وظل شامخاً كالفرعون كما يقول أستاذنا الراحل حسن ساتي، واستحق لقب الأمبراطور بكل جدارة وبإستحقاق تام وظل يرسم الدهشة على وجوهنا بإستمرار، فعندما عرضت قناة النيل الأزرق حفل رأس السنة الماضية الذي أحياه في صالة (بركة الملوك) لم أستطع أن أبارح مكاني وأمنع يدي من التصفيق المستمر، فأدامك لنا الله يا وردي كرواناً يعطرنا بروائع الكلمة والنغم الجميل ولا عزاء لصبي الغناء المدعو أحمد الصادق الذي أطلق على نفسه لقب الأمبراطور المثير جداً للضحك والاشمئزاز، فهو كما قلت سابقاً أمبراطور ولكن ليس في الغناء ولكن في التردد على حراسات النظام العام، فقد طفح إلى السطح مثل الفقاعات وسرعان ما تلاشى، فهو يجهل أسلوب وسلوك الفنان لذلك هو غير جدير بالاستمرار وقبرت موهبته سريعاً.. عزيزي أحمد الصادق ليس بجمال الصوت وحده يحيا الفنان. جناي البريدو:- لا شك بأن فنان الشباب طه سليمان وفق كثيراً في تقديم أغنية (جناي البريدو) التي استمعت إليها كثيراً في كل الأماكن التي أطرقها، فقد استطاع الولد الشقي خلالها أن يحرك المجتمع السوداني بامنيات وآمال الأمهات لابنائهن وفرضت الأغنية نفسها في كل البيوت السودانية، وأندهشت كثيراً للحديث الفطير ولا أود أن أقول الحاقد الذي تفوهت به الفنانة إنصاف مدني ناسبة ملكية الأغنية لها وتريد بصورة رخيصة سحب نجاحها من طه سليمان، ولكن شاعر الأغنية الشاب أوقفها سريعاً عند حدها وأظهر كذبها الواضح للجميع، فما المعنى من هذا التصريح الرخيص يا إنصاف مدني، أم أنك أدمنت حياة الصراعات والخلافات، فمتى إنتهت حربك.. الفي غير معترك.. مع آسيا مدني في أحقية كل واحدة منكما في إسم هذه المدينة العملاقة التي خرجت كبار الفنانين فأين أنتما منهم، وماذا قدمتن لهذه المدينة حتى تتصارعا في الانتساب إليها، عفواً إنصاف مدني نحن ضد البراميل الفارغة. أخيراً:- سؤال بريء جداً يدور بخاطري كثيراً ولم أجد له أي إجابة.. هل مازالت مقلدة الفلاتية منار صديق تواصل الغناء أم توقفت عن ذلك، وكذلك إيمان توفيق، وأعتقد بأن ريماز ميرغني اعتزلت تماماً ولا نتذكر بأنها مطربة إلا مع قدوم رمضان (أغاني وأغاني) تحي موتى الساحة الغنائية.