العرف السوداني في فض النزاعات أصبح علماً يدرس في الجامعات الامريكية وهو أمر عُرِفت به مجتمعات دارفور أو أمر بالاحرى ارتبط بالادارة الاهلية التي تنظم حياة الناس وسط موروثات وتقاليد حكم طبقت على الارض. واحدى نظريات العلاقات الدولية «نظرية الشخصنة».. وهو أمر مرتبط بالحاكم وشخصه.. فهناك حاكم اشتراكي.. وهذا ينعكس بالتالي على مؤسسات الدولة التي تجنح جنوحاً نحو شخصنة الحاكم. *عبد الحميد موسى كاشا.. تنطبق عليه هذه النظرية فقد أرسى مدرسة جديدة في أدب الحاكمية، كان شخصية جماهيرية استطاع كسب ود الناس البسطاء واستطاع بنجاح مخاطبة حاجاتهم العاطفية وقضاياهم. وجاء حماد اسماعيل الحاكم الجديد وقال نبدأ من حيث انتهى الاخرون، وقال إن كاشا نموذج أحبه الناس وليس هناك اقصاء لاحد والماعون يسع الجميع - هذا ماقاله لعبد الكريم موسى نائب الوالي. اذن حماد أرسى مدرسة جديدة للحاكمية، ومرحلة حماد إذا تمت يعني هذا أن مرحلته هي مرحلة الحوار وتناول قضايا دارفور من زوايا فكرية.. أي ولاية جديدة ذات طابع يميل إلى تحليل جذور المشاكل المستعصية في جنوب دارفور. كاشا ساهم في انجاح أكبر معضلة في جنوب دارفور وهي.. استتباب الأمن.. والان الحفلات بنيالا تستمر إلى ما بعد منتصف الليل.. بينما كانت في بداية ولايته يخشى الناس من اداء شعائر صلاة العشاء خوفاً من الانفلات الأمني.. وفي فترة ولايته التي لم تتعد العامين أصبح الأمن سمه غالبة في مجتمع ولاية جنوب دارفور مع شكوى الوالي من اغلاق ماسورة دعم الولاية من المالية التي يمسك بمفاصلها ابن الولاية علي محمود.. الان ما يواجه الوالي حماد اعظم مشاكل الولاية..التنمية.. فالولاية الان تتجه إلى خلق.. واستحداث موارد ايرادية جديدة.. ولن تنتظر امداد المركز.. ومع وجود الأمن يمكن أن تستنبط موارد موجودة وتفعليها.. صحيح جنوب دارفور كانت تعاني من حروب قبلية.. وتمرد وباجتهاد محلي وبعون من مجلس حكماء القبائل بوضع وثيقة شرف وبمجهودات كاشا التي لا يختلف عليها اثنان.. الان نستطيع أن نقول وضعت الحرب أوزارها.. وما تبقى من افرازات الحرب يشير إلى أن الولاية تعاني من تراكمات من ثقافة الحرب.. وبما أنه ليس هناك مبرر للخلافات للاسباب القديمة فالمنتظر في المرحلة القادمة الإعلاء من قيمة الانسان. مرحلة حماد أن تعمل الولاية بالتغير الفكري على إعلاء قيمة الانسان.. وأن يدركوا ويفهموا أن العلاقات تدار انسانياً وبالقوانين ترسخ مفهوم هيبة الدولة.. والالتفات لأمر ظلَّ هو الضحية الاولى للوضع المأساوي الذي افرزه الصراع.. وهو النسيج الاجتماعي.. وهو أيضاً قضية فكرية تنتظر حماد الوالي الجديد.. وهي قضية هتك النسيج الاجتماعي وهي واحدة من افرازات الحرب والتمترس والتخندق حول القبلية مما جعل الالتفات حولها لحد الهوس مدخلاً للأسف من بعض المثقفين لتحقيق مصالح وأجندة شخصية بانتهازية براغماتية نحو التوظيف. هي اذن قضية تقتضى حوار فكري مطول لاعادة الثقة للكفاءة والمؤهل والقدرات التي تستطيع الاختراق والقفز على كل المكونات الاخرى التي تقدم الشخص من باب القبيلة. هناك من جماهير الولاية لا ننكر أنه قد هتف نريد «كاشا».. ولكن أيضاً ليس هناك من هتف.. لانريد حماد.. ومعروف عن انسان جنوب دارفور أنه يتمتع بوعي سياسي متقدم وكبير.. والمصائب تشحذ الهمم وتقدح الاذهان والعقول والولاية مرت باحداث يشيب لها الولدان. إذن على اهل الولاية.. قاعدة.. ونخب.. وتيارات.. محاولة النهوض بولايتهم.. نعم الان هناك منافسة شريفة مع الولاياتالجديدة وينبغي علي اهلها وحكامها أن يتفهموا ويحققوا رفاهية العباد.. فاذا كان هذا حال الولايات الوليدة.. لماذا يحاول اهل جنوب دارفور الغرق في شبر موية..؟! بل يجب عليهم أن يواجهوا عنصريتهم الانتهازية وهو أمر مشروع نحو النهوض بالولاية التي حققت مكتسبات عظيمة في تثبيت كثير من المكتسبات الوطنية.. وولاية جنوب دارفور ولاية متقدمة على الولايات الاخرى.. فكر سياسي ثابت.. بنية تحتية منهجية متقدمة.. مكتسبات لا ينبغي الرجوع عنها إلى المربع الاول.. نعم هناك تصالحات وعودة طوعية وكاشا قد أجزل في العطاء فقد كانت هناك مؤسسة وبرامج وخطط ورؤى. وحماد رجل لا تخطئه العين وهو رجل قد قوى عوده من الناحية السياسية والتنفيذية.. فقد كان أول رئيس للمؤتمر الوطني في عهد د. الحاج ادم قبل أن يجمع الحاكم بين السلطتين التنفيذية والسياسية.. وهو رجل معروف عنه أنه مغرم بالقضايا الفكرية التي تجنح للحلول الفكرية. احتمال عودة كاشا غير وارد وأعتقد أنه لن يقبل ولن يكون جزء من تفاقم المشكلة.. ولانه يرغب في أن يكون جزء من حل المشكلة.. سيعين حماد الذي يثق به كثيراً.. إن ما حدث بنيالا.. بل وكل من يحدث بدارفور يجب أن يحسب بأنه قضية دولة ووطن.. حتى المناصير هي قضية لا تخطيء تلك المناطق.. كلها قضايا مركزية.. نريد الخروج من قضايا الهامش إلى الفهم الذي يجمع القضايا.. فالمسائل ليست جغرافية وليست مجسمة.. فالهامش معنوياً يرتبط بالنماء والتنمية وما يدور في نيالا أو القضارف أو المناصير ينبغي أن يكون هماً اساسياً في الخرطوم. إذن مشكلة جنوب دارفور والقضارف والاطراف.. يتحملها وزير مالية المركز علي محمود . أنه حرك الربيع الذي جاء متأخراً لأنه قادم من الاطراف..و السبب السياسات المتعنتة..!