حينما يعيش إنسان في أطراف الدنيا... ولا يبالي بما يحدث فيها وفي ناسها يصنفه الناس بأنه يرتدي إحدى القناعات التالية.. أول هذه القناعات.. فالذي لا يشعر بمن حوله ولا يتأثر بهم يسمى «متبلد المشاعر».. وحينما يتصرف تصرفات طائشة يقال عنه «همجي».. وحينما يضحك كثيراً يقال عنه «ميت القلب».. وحينما يحزن كثيراً يقال له «نكدي».. وحينما «يهظر» كثيراً يقال عنه «غير جاد».. والذي يلعب بمشاعر الآخرين يسمى «لعبنجي».. والذي لا يحب الوضوح ويكثر من «الزوقان» والوعود الكاذبة يقال عنه «ماسورة».. والذي يخدع الناس بكلامه يقال عنه «حناك» والذي يسرح في أحلامه وآماله كثيراً يقال عنه «عايش الوهم».. والذي يسعى للآخرين لكي «يحلوا له» مشاكله وأزماته يقال عنه «مصلحنجي».. والذي يتقدم القوم ويبادر في الكلام عنهم يقال عنه «يحب الأضواء و الشهرة والظهور».. كل هذه المسميات قد تجتمع في شخص واحد أو قد تجدها في عدد من الشخصيات التي تكون في محيطك ولابد أن تكون هناك أسباب قوية أو غير قوية وراء هذه الشخصيات جعلتها بهذه «الأقنعة». فتلك الشخصيات التي ذكرتها آنفاً أصبحت كثيرة هذه الأيام.. تعيش وسطنا وبيننا.. وترتدي إحدى تلك القناعات... أواثنين أو ثلاثة منها.. نعم إن الناس «ما بتريح» لكن برضه العود لو ما فيه «شق ما قال طق».. بمعنى إذا لم يشتم الناس ريحة إحدى هذه القناعات فيك ما «تكلموا ولا تحدثوا» عنك بتلك الشناعة.. أصبح من النادر أن تجد شخصاً تثق فيه ثقة كاملة أو «عمياء» كما يقال.. الكل أصبح ينافق.. من أجل نفسه ومصالحه الشخصية.. وكثرت المسميات واللألقاب.. وتجددت اللغة العربية بإدخال كلمات جديدة عليها.. تيزدها بريقاً ولمعاناً.. لكن في رأي الشخصي إنها كلمات مواكبة الحدث ليس إلا.. لا تمت للغة العربية التي نزل بها القرآن بشيء.. مهما تعددت الكلمات والمعاني فإن القناعات موجودة.. وأصحابها موجودين يمارسون الدجل والشعوذة على الآخرين..تحت هذه المسميات التي ذكرتها أعلاه.. الحياة أصبحت غريبة ومخيفة.. الجو تشتم فيه رائحة الأنانية والخوف .. الدهاء والمكر.. اللامبالاة.. غياب الضمير و عدم المسؤولية.. التجرد من الحياء والصدق.. يأتونك في أزياء جميلة .. وشكل برئ.. وكلمات منمقة.. واسلوب شيطاني يوحي لك بأن الذي أمامك ملاك نزل من السماء في التو.. أصبحوا يحلفون بالله «عادي» دون خوف أو رهبة.. حتى يُقنعوا الذي أمامهم.. نعم ليس هناك قانون يردع تصرفاتهم.. أو يحمي الذين يقعون فريستةً لهم.. ولكن هل نسوا قانون الضمير.. هل نسوا قانون الله العادل.. الذي يمهل ولا يهمل.. ودائما وأبداً اتقِ شر من أحسنت إليه... وتذكر أنك يمكن أن تلدغ من أقرب الأقربين إليك.