وسط ترقب وإرهاصات بفواصل من التوتر في مقبل الأيام يدخل الناخبون إلى الجمعية العمومية للإتحاد العام وهم يفتقدون أسم الدكتور كمال شداد للمرة الأولى بعد أكثر من عشرة أعوام متتالية كان وجوده فيها يعتبر قاسما مشتركا! وعندما يحضر الناخبون إلى الجمعية العمومية يجدون أن حظوظ الدكتور معتصم جعفر قد تضاعفت كثيرا ..وصار أقرب إلى المنصب من منافسه الأخ صلاح أحمد إدريس ..رئيس نادي الهلال السابق! لن تنتهي الجمعية العمومية بإنتهاء مراسم الإقتراع ..وإعلان أسماء الفائزين ..وستكون هناك جولات أخرى تتمايز فيها الصفوف ويعاد فيها ترتيب الأوراق بشكل مغاير! اتجاه الدكتور كمال شداد صوب مباني الإتحاد الدولي للطعن فيما أقدمت عليه المفوضية التي قبلت طعنا قانونيا في أهليته لخوض الإنتخابات بمنطوق المادة 16/3 من قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 ..لن يجعل الجولة الإنتخابية تنتهي عند الحدود التي وضعتها لها المفوضية! ونتوقع أن يثير الدكتور سحائب كثيفة من الأزمات في مقبل الأيام بمعية أصدقاء الرجل بالإتحاد الدولي ..وهو ما يعني وجود الدكتور على ساحة الأحداث حتى النهاية! وكم كنا نتمنى أن يقرن الدكتور شداد القول بالعمل ..وأن يجعل الأمور تسير وفقا لما تم ..احتراما لسيادة القانون ..وهو ما ظل ينادي به على مدى سنوات جلوسه بمقعد رئيس الإتحاد العام..وبما يثيره الآن من جلبة يناقض ما ظل ينادي به ولكأني به يهد معبده بيديه ..ويكشف عن شخصية الباحث عن المنصب أكثر من الذي تهمه مصلحة الرياضة بالسودان! ولنا هنا أن نقف مع كتابات بعض المؤدين للدكتور شداد الذي يدافعون عن أقدام الدكتور شداد على الزج بالسودان إلى مساحات ضيقة ..ووضعه في مواجهة مع الإتحاد الدولي ويكتبون أن الدكتور ذهب إنابة عن الأسرة الرياضية. ونقول لهم لا فالدكتور لم يذهب إلى الفيفا من أجل مصلحة الكرة السودانية ..إنما بحثا عن حق لا يملكه طالما نص القانون على ضرورة التغيير الذي يرفضه حتى وإن كان المهر هو كرة القدم السودانية! جاء الوقت لينكشف فيه مستور الدكتور شداد الذي طالما نادى بأشياء ينقض عليها اليوم وبقوة ..ليس من أجل تصحيح المسار كما يدعي ..وحواريوه ذلك ..إنما من أجل إستدامة الجلوس على كرسي رئاسة الإتحاد العام ..وفرض المزيد من النظريات على واقع كرة القدم السودانية!! ü ولنا أن نسأل الدكتور شداد الذي كثرت متناقضاته في الفترة الأخيرة ..عن حقيقة العلاقة التي يبحث عنها مع الدولة ..هل هي الدولة التي تصدر الفتاوى له وتمنحه حق لا يستحقه بنص القانون ..أم الدولة التي تقر مبدأ سيادة القانون ..وتنفذ كل بنوده بدقة الساعة السويسرية!! فالدكتور شداد سادتي ..يحج إلى دواوين الحكومة بحثا عن الوقوف بجانبه ويسقط الفيفا من حساباته عندما يريد السند من الحكومة ..ويسافر إلى سويسرا طلبا للتدخل (الأجنبي) بشأن يتعلق بقوانين وطنية ساهم في وضعها!! القانون السوداني سادتي يتماشى وروح التجديد التي يرفضها الدكتور شداد وفرضت عليه ..ويقر عدم ديمومة المناصب والمواقع الحساسة منعا للتجبر والإفساد والفساد ..وفتحا لأبواب يلج من خلالها الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة! فلسفة المادة 16/3 التي يريد الدكتور شداد مناهضتها بعد سبعة أعوام من وضعها ضمن مواد القانون قائمة على ما ذكر سابقا ..فهل ترفض الفيفا تلك المبادئ السامية من أجل أشخاص نضب معين عطائهم ..وصارت أفكارهم لا تتسق وروح العصر!!! في نقاط بدأت خسارة منتخبنا الوطني الشاب من الاعتذار الذي قدمه الدكتور شداد الرئيس (السابق) للإتحاد العام عن الإهمال الذي شبع منه لاعبو المنتخب وإدارته الفنية! لم نكن نتوقع غير تلك الخسارة المؤلمة ..ولكن لا ذنب لهؤلاء الشباب ولا إدارتهم الفنية ..فقد لعبوا وسط ظروف غير طبيعية! فجأة أنفجر الحديث عن سوء إدارة الملف المالي بالإتحاد العام ..وتبرعت صحيفة الزعيم بنشر كل المخالفات علنا في وقت حساس جدا! هل هي حرب على أمين الخزينة السابق لحساب المترشح الحالي لذات المنصب! تذكرني تهديدات الدكتور شداد للمفوضية بتدخل الفيفا بتهديدات المخبول أوكامبو التي يؤكد المشير البشير على تفاهتها كل يوم ..وآخرها زيارته لتشاد!!