منذ دراستنا للإعلام ونظرياته في الجامعة وبعدها في الدراسات العليابالإضافة للندوات والمقالات والموضوعات والبحوث التي تتناول قضايا الإستلاب الثقافي والتأثير على سلوك الأطفال منذ طفولتهم وتظهر إسقاطاتها عندما يكبرون.. وقد لاحظت ذلك وأنا أرى أطفالنا وهم يتابعون مسلسلات وأفلام الكبار (المحشوة) بالمشاهد الفاضحة.. والتي تدخل في مخ الأطفال وتتغلغل فيها ليصعب على أمخاخهم وعقولهم هضمهافتخرج إلينا هذه العقول بالسلوك الإنحرافي الذي ملأ المجتمع.. فجرائم الأطفال وسلوكهم المنحرف والمشاكل التي تعاني منها الأسر جلها من مشاهدة تلك الأفلام والمسلسلاتفهم لا يكتفون بمشاهدتها بل يعلقون على ما يحدث فيها ويعرفون أن (فلان يحب فلانة) ويتابعونها(بضمير) أي(بإخلاص) عجيب تتضاءل معه نسب مذاكرتهم لدراستهم.. ولاسيما متابعة الفيديو كليب ومجاراته وإرتداء أزيائه.. وكثيراً ما يأتي صوت الطفل من أمام التلفاز(أمي.. المسلسلة بدت) في إشارة لحرصه على زمنها ومتابعتها قبل والدته المشغولة بأمور تعتقد أنها أهم من منع ابنها من متابعة المسلسلاتخاصة التركية التي تخطى المعروض الحدود.. وينسى الوالدان أو يتناسيا أن أبناءهم أمانة الله عندهم وأنه سيسألهم عن تلك الأمانةترى ماذا سيكون ردهم؟.. المهم أعتقد أن الآباء والأمهات الذين يتركون أبناءهم للتلفاز ويمنحونهم الريموت في إشارة لحرية تجوالهم في القنوات آباء جهلاءبل هم يعانون من الجهل المركبوهو لمن لا يعرفه جهل المتعلمين الذين يفرطون في الأمانات ويطلقون العنان لأبنائهم ثم يعضوا أصابع الندم بعد وقوع الكارثة.