الرصد: مصطفى أبو العزائم : تصوير: بهاء عيسى حفلت الزيارة التي قام بها الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس المجلس الوطني، والوفد البرلماني رفيع المستوى الذي رافقه إلى مصر ببرامج حافلة، بدأت بلقاء مع رئيس المجلس الأعلى القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي، ولقاء آخر مع رئيس مجلس الشعب الدكتور محمد سعد الكتاتني ورؤساء اللجان بالمجلس، كما أشرنا إلى ذلك تفصيلاً يوم أمس، كما حفلت الزيارة بلقاءات مهمة مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري، ولقاء آخر مع الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين، إضافة إلى لقاء مع بقية القوى السياسية المصرية، الممثلة في البرلمان أو تلك التي خارجه. لقاء الوفد السوداني برئيس مجلس الوزراء المصري كان ظهر الخميس التاسع من فبراير الحالي - ثاني أيام الزيارة - وكذلك بقية اللقاءات، وقد هنأ الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني، هنأ رئيس الوزراء المصري والشعب المصري بذكرى نجاح الثورة الشعبية ونجاح الانتخابات، وقد شارك في الاجتماع أكثر أعضاء الوفد السوداني، بينما شارك فيه من الجانب المصري فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي المصرية، وقال مولانا أحمد إبراهيم الطاهر إن اللقاء جاء تأكيداً على تميز العلاقات المشتركة بين البلدين مع بحث كل ما يتعلق بالأوضاع العامة في المحيطين الإقليمي والدولي والتأكيد على الصلة المستمرة بين شطري وادي النيل عبر الحقب المختلفة التي تتجاوز الأنظمة وتبقى ما بقي الزمن مع التأكيد على أن تزداد قوة ومتانة هذه العلاقات مع كل حالة سياسية، جديدة أو طارئة. الدكتور كمال الجنزوري أكد على تلك القيم، وقال إنه سيسعى خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء لتحقيق الأهداف العليا التي تعمل على تحقيق مصلحة الشعبين، خاصة في مجال الحريات الأربع لتنطلق من حيز الفكرة إلى واقع التنفيذ والتكامل.. وقال إن وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا التي شاركت في ذلك اللقاء سيكون لها لقاء آخر في الخرطوم مع نظيرتها السودانية. * في قلعة الأخوان: تضمن البرنامج لقاءً مع المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر، وهو الدكتور محمد بديع، وكان اللقاء داخل مقر الجماعة الجديد في حي المقطم، وهو مقر ضخم كبير أقرب للقلعة، مقارنة بمقر الجماعة السابق في (المنيل) الذي كان داخل شقة صغيرة قريبة من النيل. هناك التقى الوفد السوداني بالمرشد العام للجماعة ومعاونيه، وقد قال سماحته إن المشهد الذي في مصر اليوم، يسعد كل حبيب ومخلص، ويزعج كل عدو، وإن النظام السابق له أذناب وأصحاب مصالح أخذوا يدعون لإضراب عام - السبت الماضي - وعصيان مدني، وقال إن من يحاول تعطيل مسيرة الديمقراطية في مصر لا يحب مصر، وهناك عدو يتربص يريد إضعاف جيش مصر.. وذكر المرشد العام أنه قال للمجلس العسكري قبل ثمانية أشهر إن الجماعة هي أكثر من تأذى من محاكمات الجيش، لأن النظام السابق كان يعقد المحاكمات العسكرية، وأصدر في مواجهة أعضاء الجماعة من الأحكام ما يقارب الخمسة عشر ألف سنة. ومع ذلك فقد قلت للمجلس العسكري: (إن أصبتم نقول لكم ذلك وإن أخطأتم سننصحكم، وإن تباطأتم حثثناكم على السرعة). ثم تحدث المرشد العام لجماعة الأخوان عن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب، فقال إن الذين شاركوا فيها تجاوز عددهم الثلاثين مليون ناخب، وإن هذه نسبة إقبال عالية، وإن إختيار الأخوان المسلمين وبهذه النسبة (47%) كان ملفتاً، لذلك عندما تم تشكيل المجلس أصاب الإنزعاج من يتربصون بهم وبأمن مصر، لأنهم سيشكلون الوزارة ويسعون في وضع الدستور لذلك حاولت (الفلول) تعطيل تلك المسيرة عشرات المرات بالتفزيع - من فزع - المذكور في القرآن: (سحروا أعين الناس واسترهبوهم) و(ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وعن أمتعتكم)، لذلك قرروا أن تكون ذكرى (25) يناير هي الكارثة، وفشلوا، وحاولوا ذلك بالمناوشات أكثر من مرة، وحاولوا إخراج الآخرين والهجوم على مجلس الشعب، وقد تصدى لهم إخوانكم وتم اجتماع المجلس وتشكيله، والذي يقف وراء كل ذلك هم الفلول وهم أركان النظام البائد وأصحاب رؤوس الأموال من المفسدين، وسخروا (مليشيا الإعلام) لأن بعض أجهزة الإعلام سارت على ذات النمط، هناك مؤامرات مستمرة، وهم لن يسكتوا. وعن تشكيل الحكومة الجديدة، قال المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر إن الجماعة مستعدة لتشكيل وزارة إئتلافية، وإنهم يبحثون الآن عن شخصية توافقية من خارج دائرة الإخوان للترشح لمنصب الرئيس، لأن الجماعة تقدم مصلحة الوطن على مصلحتها، وإن البحث جارٍ عن تلك الشخصية الآن، لكن الأهم من كل شيء الآن إعداد الدستور، حتى تكون هناك ضوابط عند اختيار الرئيس وتكون سلطاته محددة ويكون الشعب المصري هو الرقيب، وعلى هذا يصبح هو أول من يعلم أنه أصغر تروس الآلة، الرئيس كما هو في الإسلام خادم عند شعبه أجير لدى أمته.. والصورة كانت لدينا في مصر مقلوبة، الرئيس هو الأعلى. وحول انتخابات مجلس الشورى قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر، إن الأخوان يكتسحون الآن حتى في النظام الفردي، وإننا نشعر الآن أن واجبنا نحو هذا الشعب أن نزيد قرباً لله سبحانه وتعالى. وعن حزب الحرية والعدالة الذي يعتبر واجهة سياسية للجماعة يقول مرشدها العام إن هناك مائة شخص مسيحي و(976) من النساء ضمن المؤسسين. * أحمد إبراهيم الطاهر يتحدث: قال الأستاذ إحمد إبراهيم الطاهر معقباً على حديث المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر، إنهم كانوا يزورون مجلس الشعب المصري ولا يجدون فرصة للقاء إخوانهم النواب ممثلي الجماعة، وإنه في آخر انتخابات جرت قبل الثورة طلب الأستاذ الطاهر من رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور محمد فتحي سرور أن يلتقي بالنواب الجدد - 77 نائباً - الذين يمثلون الجماعة، فرد عليه الدكتور سرور بأن أولئك النواب ليسوا إخواناً بل نواب مستقلين. *لقاء البشير ببديع: قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر إنه التقى الرئيس البشير وزاره، وقد قال له الأول إنه قابل الرئيس التركي في بيت السفير، وطلبت أن التقى بالمرشد في منزل السفير.. ثم تساءل وقال: (من كان يتصور أن التقي بك في قصر القبة؟). * شرح أسباب الزيارة: ثم قدم الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر شرحاً وافياً لأسباب الزيارة وما دار في لقاءاته مع المسؤولين في مصر. وقال إن لقاءهم بالمشير طنطاوي تضمن تقدير السودان لدور القوات المسلحة في حفظ أمن مصر، وإن الزيارة لدعم استقرار مصر في مواجهة الأخطار المحتملة، الأمر الذي يستدعي التعاون بين البلدين والاستفادة من القدرات الهائلة التي وضعها الله سبحانه وتعالى بين يدي الشعبين. انتهى